كتبت أسماء لمنور في الأربعاء 26 نوفمبر 2025 10:44 مساءً - أعلنت تركيا عن عشرات الاكتشافات الجديدة في موقع أثري مهم بجنوب شرق البلاد اليوم الأربعاء، مما يقدم رؤية جديدة متعمقة لمنطقة يُعتقد أنها توضح انتقال حياة البشر من الصيد وجمع الثمار إلى مجتمعات مستقرة منذ أكثر من 11 ألف عام.
وعلى هضبة تطل على السهول الخصبة لما يوصف في أحيان كثيرة بأنه “مهد الحضارة”، يعيد موقع جوبيكلي تبة المدرج على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، وموقع كاراهان تبة القريب منه تشكيل المفاهيم لعلماء الآثار فيما يتعلق بعصور ما قبل التاريخ.
ومن بين أحدث الاكتشافات في منطقة شانلي أورفا تمثال يحمل تعابير وجه لشخص متوفى. ووصف علماء الآثار الاكتشاف بأنه فريد من نوعه في ما يتعلق بطقوس الموت والتعبير الرمزي لدى مجتمعات العصر الحجري الحديث.
وكانت هذه القطعة من بين نحو 30 قطعة أثرية كشف النقاب عنها اليوم الأربعاء، وشملت أيضا تماثيل، على هيئة بشر وحيوانات، وأواني وأطباقا وقلائد.
وقال وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي لرويترز “هذه المواقع الأثرية فريدة من نوعها بسبب الطريقة التي تعيد بها تشكيل معرفتنا بتاريخ العصر الحجري الحديث والانتقال إلى الحياة المستقرة”.
وأضاف أن المواقع، التي أطلقت عليها تركيا اسم مشروع التلال الحجرية، تظهر أن البشرية كانت تتمتع بمستوى أعلى بكثير، من الوعي فيما يتعلق بالعقيدة والطقوس والتنظيم الاجتماعي والإنتاج الثقافي، مما كان يعتقد في السابق.
وقال إن من المتوقع أن يبلغ عدد زوار موقع جوبيكلي تبة نحو 800 ألف زائر خلال العام الجاري، مما يعكس الاعتراف المتزايد بأهمية الموقع.
ويضم المشروع الذي تقوده الوزارة 12 موقعا من العصر الحجري الحديث لمجتمعات مستقرة في شانلي أورفا يعود تاريخها إلى 9500 سنة قبل الميلاد، حيث يحتضن موقعا جوبيكلي تبة وكاراهان تبة أقدم المواقع في العالم المستخدمة للتجمعات وأداء الطقوس.
ومن بين أبرز المعالم في المواقع هياكل ضخمة ذات شكل بيضاوي يصل قطرها إلى 28 مترا ومحاطة بأعمدة من الحجر الجيري على شكل حرف تي باللغة الإنجليزية.
ووصف رئيس فريق التنقيب نجمي كارول بناة هذه الهياكل بأنهم حرفيون مهرة. وقال “بدءا من التغذية إلى الهندسة المعمارية، ومن عالم الرموز إلى أداء الطقوس، فإن التنوع الهائل في الأدلة التي جرى التوصل إليها هنا يقربنا بشكل مذهل من مجتمعات ما قبل التاريخ”.
وأضاف أنه حتى وقت قريب كان يعتقد أن الحياة المستقرة بدأت بالزراعة وتربية الحيوانات، لكن المشروع أشار إلى أن هؤلاء الأشخاص كانوا من الصيادين وجامعي الثمار لكنهم انتقلوا إلى حياة الاستقرار.
أخبار متعلقة :