مواقف متتالية خلال ساعات.. ماذا وراء "الإعلان الجماعي" لـ4 زعماء وقادة فصائل عن ضرورة "حصر السلاح"؟

انت الان تتابع خبر مواقف متتالية خلال ساعات.. ماذا وراء "الإعلان الجماعي" لـ4 زعماء وقادة فصائل عن ضرورة "حصر السلاح"؟ والان مع التفاصيل


بغداد - ياسين صفوان - خلال اقل من 24 ساعة، تطابق خطاب زعيم عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، مع الأمين العام لحركة انصار الله الاوفياء حيدر الغراوي، والأمين العام لكتائب الامام علي شبل الزيدي، حيث كان خطابهم متطابق تماما ويتلخص بثنائية: "حققنا فوزا كبيرا بالانتخابات، لذلك اصبحنا امام مسؤولية أخلاقية بالانتقال الى منطق الدولة وحصر السلاح بيدها".

في كلمة القاها الخزعلي امس، قال: "نحن الان جزء من الدولة ونتحمل المسؤولية، ونؤمن بحصر السلاح بيد الدولة وسنتخذ الخطوات المطلوبة لتحقيق هذا الشعار على ارض الواقع".

بنفس الطريقة، قال الأمين العام لحركة انصار الله الاوفياء حيدر الغراوي في تغريدة ان "الفوز الانتخابي يضع على عاتقنا مسؤولية وطنية مباشرة تفرض الانتقال الى منطق الدولة والتأكيد على سيادة الدولة وحصر السلاح بيدها".

من جانبه قال الأمين العام لكتائب الامام علي شبل الزيدي في تغريدة ان "القوى الحشدية حازت ثقة الجماهير وباتت امام مسؤولية أخلاقية النهوض بالواقع الاقتصادي وحصر السلاح بيد الدولة".

تزامن هذه المواقف جميعها خلال اقل من 24 ساعة، بل اقل من 12 ساعة، وتزامنها أيضا مع تصريحات صدرت من زعيم تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم الذي قال في كلمة أيضا ان "السلاح ينبغي أن يكون بيد الدولة، اتساقاً مع الدستور، بإرادة العراقيين وأحزابهم، وليس بإملاءات خارجية"، فيما عبر عن "رفضه لاستخدام السلاح خارج الدولة أداة للضغط على من يتخذ القرار".

التفسيرات الطبيعية شعبيا وسياسيا ذهبت وستذهب بالعادة لتفسير هذا الاجماع المفاجئ بانه يتعلق "بالخشية من التهديدات الامريكية"، خصوصا مع صدور مواقف بوقت واحد رغم انها ليست مواقف جديدة فذات القوى سبق ان اكدت على هذه المواقف قبل أسابيع، لكن خروجها بوقت واحد ودون مناسبة واضحة يفتح التساؤلات عن سبب صدورها فجأة بشكل جماعي هكذا؟.

لكن من السطحي جدا ان يفسر صدور هذا الموقف الجماعي بانه يتعلق بالخشية من التهديدات الامريكية، خصوصا مع عدم وجود تطور جديد في الموقف الأمريكي، فهو ذاته منذ اكثر من عامين، تتكرر التصريحات والمواقف الأمريكية دون جدية واضحة او الية تعامل مع السلاح، ما يجعل هذا التفسير منقوصا، ويؤكد وجود تطورات أخرى اكثر أهمية من الموقف الأمريكي او اختصاره بزيارة المبعوث سافايا.

ربما يكون هذا الموقف الجماعي يتعلق بمشاكل سياسية داخلية، ولا علاقة له بقضايا خارجية صرفة، ويمكن إيجاد هذا التفسير في تصريحات السيد الحكيم الذي عبر عن رفضه "لاستخدام السلاح خارج الدولة أداة للضغط على من يتخذ القرار"، وهذا يعني ان هناك "فصائل تمتلك السلاح تضغط على القوى السياسية في الاطار او الحكومة لاتخاذ قرارات سياسية معينة"، وربما ان السلاح هنا بات يتدخل بكيفية تشكيل الحكومة القادمة، وهو ما دفع لصدور هذه المواقف العلنية المتزامنة بشكل جماعي.

أخبار متعلقة :