ضبط منشطات في اليمن يحظى بإشادة وادا ومنسق الانتربول يتهم إيران

الرياص - اسماء السيد - باريس : أشادت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) بضبط السلطات اليمنية كمية ضخمة من المنشطات خلال الشهر الماضي، ما كشف، وفق منسّق الانتربول اليمني، عن إقدام مجموعات إيرانية وسورية على نقل عمليات تصنيع المخدرات الى اليمن، بعد سقوط حكم الرئيس بشار الأسد.

وتقول وادا والسلطات اليمنية إن مصنّعي المخدرات السوريين والإيرانيين يستغلون الحرب والأزمة الاقتصادية في اليمن لنقل مصانع المواد المخدرة والمنشطة التي انتشرت في سوريا خلال حكم بشار الأسد الى اليمن، مؤكدة أن هذه التجارة توفّر مصدرا للدخل للمتمردين اليمنيين الحوثيين المدعومين من إيران.

وأوضح رئيس قسم التحقيقات في وادا غونتر يونغر لوكالة فرانس برس أن عملية أسفرت عن ضبط 447 كيلوغراما من المخدرات والمواد المنشطة، معظمها من الأمفيتامينات في تشرين الأول/أكتوبر في مناطق يمنية وبعضها في البحر، تدلّ على أن السلطات باتت تراقب بشكل متزايد تجارة المواد المحظورة عبر الحدود.

وأضاف يونغر أن العملية توجّه "رسالة واضحة إلى الشبكات الإجرامية بأن المشهد يتغير، وأن تهريب المنشطات أصبح تحت أنظار السلطات".

وأعرب منسّق الأمن الداخلي لدى الإنتربول في اليمن المقدّم مراد الرضواني عن ارتياحه لمساهمة زملائه في تفكيك "أول مصنع يتم إنشاؤه في اليمن ومجهز بأحدث الأجهزة الحديثة".

وقال لوكالة فرانس برس "تمت السيطرة عليه وتفكيكه قبل أن يبدأ العمل وتصدير المخدرات والمنشطات إلى الخارج".

وأضاف "كانوا أيضا يستعدون لافتتاح مصنع جديد في مدن أخرى لتصدير المخدرات والمنشطات إلى الدول المجاورة".

وأكد الرضواني أنه تم توقيف "خبراء" سوريين وإيرانيين، متابعا "نحن قلقون من انتشار مثل هذه المصانع في اليمن واستغلال الوضع الذي تمرّ به بلادنا، سواء الظروف الاقتصادية أو بسبب الحروب".

وأردف "إيران هي التي قدّمت للخبراء الدعم المالي والمعدّات الحديثة، وقد أثبتت التحقيقات ذلك، إضافة إلى اعترافات الخبراء".

وأوضح الرضواني الذي لم يشارك مباشرة في المداهمات لكنه تابع المعلومات الاستخباراتية ونسّق مع الأجهزة الأمنية "يعتبر الحوثيون ذلك مصدرا للدخل، ويسهّلون عمليات التهريب إلى الدول المجاورة".

وتابع "إيران تستفيد أيضا من ذلك، وهدفها تصدير المخدرات والمنشطات إلى الدول العربية وزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والدول المجاورة".

إلا أن مسؤولا في وزارة الخارجية الإيرانية اعتبر أن هذه المزاعم "لا أساس لها".

وقال لفرانس برس "هذا أمر سخيف ونرفضه تماما. تضحيات إيران في مكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات معروفة عالميا وواضحة للجميع".

"تغيير المعادلة"

وشكّل تصنيع وتهريب المخدرات، لا سيما منها الكبتاغون، أكبر صادرات سوريا إبان النزاع السوري (2011 2024) الذي انتهى بسقوط الأسد. ومنذ إطاحة الأسد، أعلنت السلطات الجديدة ضبط الملايين من حبوب الكبتاغون في مناطق عدّة في البلاد.

ويشهد اليمن نزاعا بين الحكومة والحوثيين منذ العام 2014. وتمكّن المتمردون من السيطرة على جزء كبير من شمال البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء. وتدخّل تحالف بقيادة في الحرب في العام 2015 لدعم القوات اليمنية الحكومية. وتفيد تقارير بأن إيران تدعم الحوثيين بالمال والسلاح، لكن طهران تؤكد أن دعمها سياسي.

وأدّت الحرب إلى مقتل الآلاف، وأغرقت أفقر دول شبه الجزيرة العربية في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية خطورة في العالم. 

وجاءت المداهمة عقب ورشة عمل في السعودية ضمن شبكة المعلومات والتحقيقات العالمية لمكافحة المنشطات التابعة لوادا، المعروفة اختصارا بـ"غاين".

وقال يونغر إن "غاين" ساعدت في "إعادة صياغة قضية المنشطات باعتبارها ليست مشكلة رياضية فحسب، بل قضية مجتمعية أوسع".

واعتبر أن تجارة المنشطات "باتت تجذب اهتمام جماعات الجريمة العابرة للحدود"، مضيفا "هذه العصابات تستخدم آليات إجرامية قائمة للاستفادة من ربحية هذه المنتجات".

وأشار يونغر، وهو رئيس سابق لقسم مكافحة الجرائم الإلكترونية في شرطة ولاية بافاريا في ألمانيا، إلى أن قوات الشرطة حول العالم تخصص المزيد من الموارد لمواجهة المشكلة.

قال "هذا انتصار كبير لحماية النظيفة وفي نهاية المطاف للصحة العامة".

ودعا الرضواني إلى مزيد من الدعم من الهيئات الدولية في هذه المعركة، مؤكدا أن عناصره سيواصلون ملاحقة مهربي المخدرات رغم المخاطر.

وأضاف "نحن وعائلاتنا نواجه خطرا من هذه العصابات والمهربين، ومع ذلك نواصل ملاحقتهم".

وأشاد يونغر بشجاعة الرضواني وفريقه قائلا "هم لا يكتفون بإزالة هذه المواد الخطيرة المحتملة من التداول، بل يواجهون أيضا تهديدات لسلامتهم من عصابات إجرامية لا تعرف الرحمة".

أخبار متعلقة :