الحكمة القطرية في مواجهة العدوان والتصعيد

في مناخ الحرب والفوضى وتبادل التهم بالأكاذيب المتبادلة تعودت بصراحة ألا أثق إلا فيما يصدر عن الرسميين القطريين وآخر من وضح الحقائق وتحدث للعالم بصدق كان معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الذي كشف أمام ممثلي الصحافة واقع الحال مبينا الموقف القطري الثابت المرتكز على خدمة السلام والأمن في المنطقة وفي العالم والتمسك بالشرعية الدولية وهو في ذلك يشير الى أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير قطر حفظه الله ورعاه هو الذي يوجه بحكمته وبعد نظره سياستنا الخارجية وينادي من على كل المنابر الدولية المتاحة بهذه القيم العليا والمبادئ الأخلاقية التي يجب أن تسود في العالم. أما ما عدا هذا فإنك أيها القارئ ستضيع في غابة من التضليل ولن تجيب عن أسئلة من نوع: هل دمرت إسرائيل كل المفاعلات النووية الإيرانية تماما وهل صحيح أن اسرائيل حققت انتصارات ساحقة وبلغت غاياتها في القضاء النهائي على قوة إيران وهل جندت الاف الجواسيس المندسين في قلب إيران ليقلبوا نظام الملالي من الداخل وهل وهل وهل؟ ومحاولة منا لفهم السياسات الإيرانية نقول إن هذه الدولة المسلمة الشقيقة تجد نفسها بين ماض إمبراطوري يصر على العودة وواقع إقليمي يضج بصراعات الهيمنة حيث برزت تفسيرات للمسار الذي انتهجته طهران في بناء مشروعها الجيوسياسي القائم على ما يُعرف بـ “الاستراتيجية الكبرى للممانعة»؛ وهي رؤية موجّهة أساسا لمقاومة النفوذ الغربي المعادي للإسلام عموما. وفي ظل تصاعد حدة التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران عاشت طهران مشاهد غير مسبوقة تمثلت في تدفق كثيف للمدنيين الهاربين من المدينة بالتزامن مع تلويح إسرائيل بضربات جديدة قد تكون «أشد وأوسع» من الهجوم الجوي الذي نفذته مؤخرا. ومن جهة الكيان المحتل ففي الليلة التي بعدها أطلقت إيران عددا من الصواريخ البالستية على حيفا وتل أبيب واستهدفت كما أعلنت عدة مبان ذات طابع عسكري ومخابراتي شهد العالم على المباشر حالة غير مسبوقة من الهلع لدى الإسرائيليين وهم يتكدسون في المخابئ بالموازاة مع صور العمارات المدمرة التي تذكر بنفس ما يجري في غزة وجنين وخان يونس مصحوبة بالبحث عن الجثث المطمورة تحت الركام والاستعانة بالكلاب المدربة لاستخراج الأموات أو من بقي حيا تحت أكوام الحجارة والأسمنت والحديد المنهارة على رؤوس ساكنيها! إلى جانب ما تابعناه خلال الأيام الثلاثة الماضية من بطولة المقاومة التي أربكت المحتل وفاجأته بعمليات مسلحة جريئة. أما غير المتوقع فهو إعلان ايران عن القاء القبض على أعداد كبيرة من الجواسيس ومرتزقة الموساد متغلغلين في المجتمع الإيراني وتم العثور لديهم على 400 مسيرة صغيرة محملة بالقنابل تنطلق من داخل ايران لضرب ايران!!!وفي لقاء مع «سكاي نيوز عربية»، قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد تركي الحسن: «إن التهديدات الإسرائيلية لا تندرج في إطار الحرب النفسية فقط بل تترافق مع عمليات عسكرية فعليّة منذ أربعة أيام وأشار إلى أن المحتل الإسرائيلي أثبت قدرة كبيرة في الاستطلاع الاستخباراتي مما مكنه من تنفيذ ضربات دقيقة أفضت إلى تحييد قيادات عسكرية من الصف الأول في إيران كما أن ايران اعتمدت على عقيدتها الدفاعية – الهجومية التي تقوم على امتصاص الضربة ثم الرد بصواريخ بعيدة المدى. ولدى كلا الجهتين تفوق كما لديهما معوقات فإيران دولة ممتدة على مساحة عملاقة من الأرض أغلبها جبلي بينما تنكمش إسرائيل على رقعة صغيرة جدا من أرض منبسطة تستحيل حمايتها الشاملة من القصف الصاروخي مع العلم أن إسرائيل تعودت منذ 1948 على الحرب الخاطفة حيث تفاجئ خصمها كما وقع في حرب يونيو 1967 وتدمر قدراته الجوية وتجبره على توقيع هدنة هي في الحقيقة استسلام مهين! واليوم حين تطيل إيران الحرب فهي تدرك تلك الحقيقة وتضطر العدو الى قبول حرب استنزاف ليست نتيجته مضمونة بالنصر مثلما يدعي رئيس الحكومة (بنيامين ناتنياهو).
ثم عشنا حادثة فاجأت دولة قطر يوم الاثنين 23 يونيو تتمثل في رشقات صاروخية استهدفت قاعدة العديد التي تم إفراغها وتحويلها الى مكان آخر. ثم إنه من باب الصداقة وعلاقة الثقة بين قطر وايران والتاريخ الطويل المشترك والجغرافيا التي جعلت الجوار قدر الشعبين الدائم وكذلك الاتصالات شبه اليومية بين القيادتين وتأكيد صاحب السمو الأمير حفظه الله لإيران أن قطر لن تسمح باستعمال أرضها أو جوها أو بحرها ممرا لأي عدوان يستهدف الشقيقة إيران ولا ننسى أن قطر مستمرة في الوساطة والحوار لتحقيق السلام ولم تنتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات وخلال مؤتمر صحفي انعقد بتنسيق د. الأنصاري واشتركت فيه وزارتا الدفاع والداخلية تمت الإجابة الضافية على أسئلة الإعلاميين وجاء فيه خاصة أن الهجوم الفاشل خرق لقواعد حسن الجوار مع التأكيد على احتفاظ قطر بحق الرد ثم استتب الأمن في كل الدولة وتم الإعلان عن أن أجواء وأراضي قطر آمنة والحياة عادت لطبيعتها كما عادت حركة الملاحة الجوية باستثناء تأجيل الامتحانات المدرسية ليوم واحد. واجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون ليصدروا بيان تنديد بالاعتداء على قطر وتلقى حضرة صاحب السمو أولا من الرئيس الإيراني اتصالا هاتفيا عبر فيه السيد الرئيس (مسعود بازشكيان) عن أسفه عما تسبب به هذا الهجوم من أضرار معبرا عن الأخوة بين الشعبين وعن التقدير الصادق الذي يكنه الشعب الإيراني حكومة وشعبا لحضرة صاحب السمو الأمير وشعب قطر. كما تلقى صاحب السمو اتصالات تضامن من قادة العالم مع تنديدهم الشديد بما استهدفت له سيادة قطر وأعـرب سمو الأمير المفدى للقادة عن شكره على مشاعرهم الصادقة وتضامنهم مع دولة قطر وشعبها وخاصة في الإجراءات الاحترازية الـتـي تـم اتـخـاذهـا حيث لـم تـنـتـج عـن الــحــادث أي وفـيـات أو إصـابـات. وجـددت الدولة التأكيد بـأن أجــواء وأراضـي دولة قطر آمنة وأن القوات المسلحة القطرية على أهبة الاستعداد دائما للتعامل مع أي خطر. وعبر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عن إدانـة دولـة قطر الشديدة للهجوم الـذي استهدف قــاعــدة الــعــديــد الــجــويــة مــن قــبــل الــحــرس الــثــوري الإيراني واعتبره انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر ومـجـالـهـا الــجــوي ولـلـقـانـون الــدولــي ومـيـثـاق الأمم المتحدة مؤكدا أن دولة قطر تحتفظ بحق الرد المباشر بـمـا يتناسب مـع شـكـل وحـجـم هــذا الاعتداء السافر وبما يتوافق والقانون الدولي.

قطر كما عودتنا اختارت دومًا أن تكون في صف الحكمة لا المغامرة وفي قلب مساعي التهدئة لا دوائر التصعيد. لذلك لم يكن مستغربًا أن تكون من أوائل الدول التي أطلقت التحذير من مغبة التصعيد في المنطقة. لكن الموقف القطري لم يكن مجرد خطاب أخلاقي. فعندما تعرضت سيادة البلاد للانتهاك مساء الاثنين من قبل الهجمات الصاروخية تعاملت القوات المسلحة مع الحدث بكفاءة عالية وسرعة لافتة فوجدنا منظومة دفاعية على مستوى عالٍ من الجاهزية استجابت بشجاعة ومسؤولية. الاستجابة لم تكن عسكرية فقط بل كانت مؤسساتية شاملة أظهرت تكاملاً أسهم في السيطرة الكاملة على الموقف وتقديم نموذج يُحتذى به لأن الحياة استمرت على طبيعتها ولأن الدولة بكل مكوناتها كانت على قدر التحدي.

د. أحمد القديدي – الشرق القطرية

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر الحكمة القطرية في مواجهة العدوان والتصعيد لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :