أحياء في «مقابر ديمقراطية»!

الحديث عن المآسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بحاجة لمجلدات ضخمة، ولفرق توثيق وطنية وأجنبية، ولمؤتمرات ودراسات في الجامعات ومراكز البحوث والدراسات بسبب ضخامة الجرائم «الإسرائيلية» وبشاعتها وانتهاكها المستمر لحقوق الإنسانية!.

ومنذ عقود تَدّعي «إسرائيل» بأنها «دولة ديمقراطية»، وهذا يعني أنها تحترم الإنسان، أي إنسان، وحقوقه، أما الواقع فإن المستوطن «الإسرائيلي» يحصل على الحقوق والمعاملة الإنسانية، أما الإنسان الفلسطيني، صاحب الأرض، فتُسلب حقوقه ويُعامل بوحشية مذهلة، وهذا قمّة النفاق السياسي.

والإنسانية الحقيقية الصافية تَظهر في المواقف التي يكون فيها الإنسان بلا حول، ولا قوة، ولا ملجأ، ولا حيلة، وهذه جميعها تجتمع في ظروف الأسير، وخصوصاً الفلسطيني، الذي يُسحق ويهلك في ظلمات ودهاليز السجون والمعتقلات «الإسرائيلية»!.

وتوجد عشرات السجون ومراكز التوقيف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنها سجون بئر السبع المركزي، والنقب، ومجدو، وشطة، عوفر، وهداريم، والسجن السرّي رقم 1391، وغيرها من السجون العلنية والسرّية. وسبق لمنظمة «بتسيلم» الحقوقية «الإسرائيلية» أن كشفت بتقريرها الصادر في آب/ أغسطس 2024، الظروف اللا إنسانية التي يخضع لها أكثر من 10 آلاف فلسطيني داخل المعتقلات «الإسرائيلية»، وسَجّلت معاناتهم مع العنف والتعذيب والإذلال، وعنونته بعبارة: «مرحبا بكم في الجحيم»!.

ويَتعرّض آلاف الأسرى الفلسطينيين بالسجون «الإسرائيلية» لمختلف أنواع جرائم التعذيب الممنهجة والمتنوعة والمتعمدة!.

وشهدت «إسرائيل»، خلال الأسبوع الماضي، هَزّة أمنية وسياسية واستخبارية ضخمة على خلفية التحقيقات الجنائية مع كبار المسؤولين بالنيابة العسكرية، ومنهم المدعية العسكرية الأولى، اللواء «يفعات تومر يروشالمي» بعد اعترافها بالمسؤولية عن تسريب شريط فيديو يوثق قيام خمسة جنود بتعذيب مروع ومُرْعِب لأسير فلسطيني في قاعدة «سدي تيمان» العسكرية، العام الماضي. وأعلنت اللواء «يروشالمي»، استقالتها من الجيش «الإسرائيلي»، في الأول من كانون الثاني/ نوفمبر الحالي، على خلفية التسريب الفيديوي، ولاحقا، وبعد أخبار عن فقدان الاتصال باللواء «يروشالمي»، وتوقعات بانتحارها، أعلنت الشرطة «الإسرائيلية» اعتقالها، الاثنين الماضي!.

وقالت «يروشالمي» إنها «صادقت على إخراج مواد للإعلام لصَدّ دعاية كاذبة ضد جهات إنفاذ القانون في الجيش». وأكدت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» قيام الجنود بضرب السجين الفلسطيني ضرباً مبرحاً والاعتداء عليه بطريقة مقززة بعد إحضاره إلى مرفق الاحتجاز يوم 5 تموز/ يوليو 2024، مما «تسبب بكسور في الأضلاع وجروح متنوعة»!.

واستنكر رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو نشر الفيديو، ووصفه بأنه «ربما، يكون أخطر هجوم دعائي تَعرّضت له إسرائيل منذ تأسيسها»، وأعلن إجراء تحقيق مستقل بالقضية، ولم يستنكر «نتنياهو» بشاعة محتوى الشريط.

وكتب جندي «إسرائيلي» خدم في «سدي تيمان» مقالاً بصحيفة «هآرتس» العبرية في أيار/ مايو 2025، قال فيه: «سدي تيمان، معسكر تعذيب سادي، دخل إليه المعتقلون أحياء وغادروه في أكياس»!.

وحسب تقرير المحرر العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، بخصوص السجناء: «أُجريت تحقيقات محدودة جداً حول ظروف الاعتقال الصعبة في السجون الإسرائيلية»، وبحسب أقوال الفلسطينيين فقد توفي 80 معتقلاً في السجون «الإسرائيلية» منذ بداية حرب غزة!.

وقال عبد الناصر فروانة مدير الإحصاء بوزارة الأسرى الفلسطينية يوم 22 حزيران/ يونيو 2008م إن إحصائيات الوزارة تُفيد بأن 96 بالمائة من الأسرى تَعرّضوا للضرب، و94 بالمائة تَعرّضوا للوقوف فترة طويلة، و89 بالمائة تَعرّضوا للحرمان من النوم والطعام والشـراب. وبالمقابل اتّهمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية إدارة سجن جلبوع «الإسرائيلي»، يوم ٨‏/٨‏/٢٠٢٥، بتكثيف «أساليب التعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين». ووصف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بداية شباط/ فبراير 2025 الظروف القاسية للأسرى الفلسطينيين بأنها «قبور للأحياء»!.
وهذه الحقائق ليست مفاجئة لمَن يعرف التاريخ الصهيوني؛ لأن «إسرائيل» التي تقتل الأطفال والنساء الحوامل والشيوخ والمرضى والعاملين

بالقطاعات الصحية والإغاثية أمام أنظار العالم لا يُسْتَغْرب منها أن تُنفّذ مثل تلك الجرائم البشعة بالغرف المظلمة.

وهناك مقولة رائعة للناشط السياسي الأمريكي «مارتن لوثر كينج»، (1929 – 1968):(ليست المشكلة في قسوة العالم، بل في صمت الإنسانية). وهكذا فالمشكلة ليس في قسوة «إسرائيل»، بل في صمت الإنسانية.

جاسم الشمري – الشرق القطرية

كانت هذه تفاصيل خبر أحياء في «مقابر ديمقراطية»! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :