أشهر «خواجة» في السينما المصرية

من لا يعرفه يعتقد أنه مجرد ممثل كومبارس استغل المخرجون ملامحه الشبيهة بملامح الأوروبيين لأداء أدوار الخواجات في الأفلام السينمائية المصرية.

غير أن الحقيقة خلاف ذلك، فالرجل ممثل ومخرج ومنتج ومترجم استعان به كبار المخرجين والمنتجين كعميد المسرح العربي يوسف وهبي والمخرج المسرحي الكبير زكي طليمات لترجمة الروايات المسرحية الأجنبية وتمصيرها، كما أن عدداً لا يستهان به من نجمات ونجوم السينما المصرية استعانوا به لتدريسهم اللغة الفرنسية التي كان يجيدها أفضل من أصحابها.

بسبب ملامحه، وتمكنه من التحدث بالعربية بلكنة أجنبية شبيهة بلكنة اليونانيين والإيطاليين الذين عاشوا ردحاً من الزمن في القاهرة والإسكندرية في العهد الملكي، سجنه المخرجون في الأدوار ذات الصلة كالحلاق والجارسون والساقي ومدرس الموسيقى ومعلم اللغة الفرنسية ومدير الفندق وصاحب التياترو والصالة.

على أن الدور الذي جسده أكثر من غيره هو دور الجواهرجي، حيث نجده كذلك في أفلام: المذنبون 1975، النصاب 1961، العتبة الخضراء 1959، المليونير الفقير 1959، سر طاقية الإخفاء 1959، ظلموني الحبايب 1953، الحب في خطر 1951، الخمسة جنيه 1946، العريس الخامس 1942، مغامرات إسماعيل يس 1954.
وهكذا صار فناننا أشهر من قدم دور الخواجة بلكنة متميزة وأداء راق، وجملة فرنسية لازمته دوماً وهي «وي مون بيه» ومعناها «نعم سيدي البيه»، فاستطاع أن يقتحم قلوب المشاهدين، ويترك بصمة خالدة على الرغم من ظهوره في مساحات قصيرة في كل فيلم من أفلامه. إنه «يوسف أدمون سليم تويما» الشهير باسم «أدمون تويما»، المولود في ديسمبر 1897 بالقاهرة لأب من أصول لبنانية كان يعمل موظفاً في الحكومة المصرية ويقيم في ميدان رمسيس.

دخل تويما المدارس الفرنسية منذ صغره فصار يجيد الفرنسية أكثر من العربية، وهو ما ساعده على العمل في تلك المدارس كمدرس قبل أن يشارك يوسف وهبي وآخرين في تأسيس مسرح رمسيس سنة 1923، وقبل أن يـتم اختياره ضمن لجنة تختص بالإطلاع على روائع المسرح العالمي لترجمتها وتمصيرها.

وبسبب عضويته في هذه اللجنة كان كثير السفر إلى باريس لحضور المسرحيات وجلب الروايات. وحينما قام زكي طليمات في عام 1944 بترجمة مسرحية «الوطن» للكاتب الفرنسي فيكتوريان ساردو، قام تويما بمراجعتها وأصبح شريكاً في ترجمتها قبل أن تـُعرض على مسرح دار الأوبرا من إخراج طليمات.

إلى ذلك ساعدته ثقافته وسعة إطلاعه على الأدب العالمي، ومكتبته الشخصية الزاخرة بنوادر كتب الفن على تأليف قصة فيلم «نشيد الأمل» من إنتاج عام 1937 وإخراج أحمد بدرخان، وهو ثاني فيلم قامت ببطولته أم كلثوم بعد فيلمها التاريخي الأول «وداد» عام 1936.

في عام 1969 جسد دوره الحقيقي في الحياة كمدرس للغة الفرنسية وذلك حينما اشترك في فيلم نادية عن رواية ليوسف السباعي، فكان ذلك آخر أدواره وأفلامه.

أما أول أفلامه فكان أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب في فيلم الوردة البيضاء عام 1932 حيث قام بدور الساكن الأطرش. ثم قام بدور سالم أفندي في فيلم ياقوت عام 1934.

حيث هو الرجل المتعلم صاحب اللغات العديدة الذي يطلب منه ياقوت (نجيب الريحاني) ترجمة الأغاني المصرية لفتاته الفرنسية. وفي عام 1941 ظهر أمام فريد الأطرش في فيلم انتصار الشباب.

حيث أدى دور ناشر موسيقي أجنبي، وهو دور كرره في العام التالي أمام الفنان محمد فوزي في فيلم مجد ودموع حينما ظهر فيه كناشر موسيقي ثقيل السمع، ثم كرره للمرة الثالثة أمام صباح في فيلم الأيدي الناعمة عام 1963 حيث أدى دور الناشر الأجنبي وصاحب الفرقة الموسيقية.

استمر تويما يعمل في الحقل السينمائي لمدة 50 عاماً حتى وفاته في أغسطس 1975. وخلال هذه المدة ظهر في 71 عملاً.
بقي أن نعلم أن تويما تخلى عن دور الخواجة مرة وحيدة، حينما جسد دور فلاح مصري في فيلم أرض النيل عام 1946، وأخرج فيلماً يتيماً هو «كله إلا كده» في عام 1936.

د. عبدالله المدني – صحيفة البيان

كانت هذه تفاصيل خبر أشهر «خواجة» في السينما المصرية لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :