عقود الذرة والصويا تغلق على انخفاض بفعل غياب الطلب الصيني

شكرا لقرائتكم خبر عن عقود الذرة والصويا تغلق على انخفاض بفعل غياب الطلب الصيني والان مع بالتفاصيل

دبي - بسام راشد - أخبار الفوركس اليوم تراجعت أسعار الذرة والصويا خلال تداولات اليوم الجمعة في ظل غياب الطب الصيني على شراء الحبوب من الولايات المتحدة.


ورغم وجود بعض المشتريات من بنجلادش وفيتنام، إلا ان دول مثل هذه ليست عادةً من كبار عملاء فول الصويا من الحزام الزراعي الأميركي. لكن المزارعين الذين يواجهون أزمة، ومنظماتهم التجارية، وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يتوجهون إلى أبعد أسواق العالم على أمل تجنب كارثة زراعية ناجمة عن حرب تجارية منعت الصين من شراء الإمدادات الأميركية.


حتى الآن، لم تنجح هذه الجهود في تعويض خسارة أكبر زبون للمحصول، وفقاً للبيانات والمقابلات، فيما تمتد الخسائر المالية لتشمل شركات صناعة الجرارات والآلات الزراعية وغيرها من الأعمال المرتبطة بالزراعة.


وللمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً، لم يشترِ المستوردون الصينيون أي فول صويا من حصاد الخريف الأميركي، مما أجبر المزارعين على تخزين محاصيلهم أملاً في أن ترتفع الأسعار لاحقاً بعد أن هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات تقريباً. وهذا رهان يؤخر قدرتهم على تحصيل الأموال من بيع محاصيلهم في وقت ترتفع فيه التكاليف على كل شيء، من العمالة والطاقة إلى الأسمدة.


وفي إشارة إلى أن الأوقات العصيبة ستستمر في الريف الأميركي، وعد ترامب بتوجيه عائدات الرسوم الجمركية لدعم المزارعين.


وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الخميس إن الحكومة ستصدر إعلاناً يوم الثلاثاء بشأن الدعم للمزارعين.


الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضتها واشنطن وبكين هذا العام جعلت فول الصويا الأميركي باهظ الثمن بالنسبة للمشترين الصينيين، ما دفعهم إلى التوجه نحو أميركا الجنوبية.
لكن الأسواق البديلة للصادرات الأميركية ضئيلة مقارنةً بالصين، ولم تستطع أن تحل محلها، إذ تُعتبر منذ سنوات طويلة أكبر مستورد عالمي بفارق كبير.


أزمة خانقة لمزارعي فول الصويا في إلينوي


الأزمة أكثر حدة في ولاية إلينوي، أكبر ولاية أميركية منتجة ومصدّرة لفول الصويا.


على بعد نحو 60 ميلاً (97 كم) غرب شيكاغو، حيث تنحسر الضواحي لتحل محلها الحقول الخضراء، يستعد المزارع رايان فريدرز (49 عاماً) لتخزين معظم محصوله في الصوامع بعد أن باع جزءاً من حصاده المتوقع بأسعار أقل من تكلفة الإنتاج.


وبعد أشهر من العمل التي شملت زراعة البذور وتسميد الحقول ورش المبيدات، يواجه المزارعون في إلينوي خسائر تصل إلى 64 دولاراً للفدان الواحد هذا العام، وفقاً لتقديرات جامعة إلينوي، بسبب انخفاض أسعار المحاصيل وضعف الصادرات.


الصين اشترت نحو 45% من إجمالي صادرات فول الصويا الأميركية العام الماضي – وعادةً ما تؤمن نحو 40% من احتياجاتها السنوية بحلول أوائل أكتوبر، بحسب تيد سايفريد، كبير استراتيجيي السوق في شركة "زانر أج هيدج" في شيكاغو.


انخفضت صادرات فول الصويا الأميركية إلى الصين بنسبة 39% من حيث الحجم إلى 5.9 مليون طن متري بين يناير ويوليو، أي قبل بدء حصاد الخريف، وفقاً لأحدث بيانات حكومية. ومن حيث القيمة، هبطت الشحنات بنسبة 51% إلى 2.5 مليار دولار، ما حرم المزارعين من مليارات الدولارات من العوائد.


الولايات المتحدة زادت صادراتها إلى بنغلاديش بشكل كبير لتتجاوز 400 ألف طن، وهو رقم لا يمثل سوى جزء صغير من الطلب الصيني المعتاد. ورغم ارتفاع الشحنات إلى فيتنام ومصر وتايلاند وماليزيا، تراجعت الصادرات الأميركية الإجمالية بنسبة 8% من حيث الحجم مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي لتصل إلى 18.9 مليون طن.


إلى جانب مسؤولي الصناعة، سافر فريدرز، الذي يزرع في منطقة ووترمان بولاية إلينوي، إلى تركيا والسعودية في فبراير للقاء مشترين وزيارة مصانع معالجة، في رحلة نظمها مجلس تصدير فول الصويا الأميركي.


وقال: "هناك حديث عن الهند والتوسع هناك، وكذلك جنوب شرق آسيا وشمال أفريقيا: هذه هي أسواق المستقبل". وأضاف: "لكن ليس هناك سوق مفقودة لم ننظر إليها يمكن أن تنفجر فجأة وتصبح بديلاً جديداً للصين".


صناعة فول الصويا تسعى لتحسين التجارة


قالت وزيرة الزراعة الأميركية بروك رولينز على وسائل التواصل الاجتماعي في سبتمبر إن تايوان التزمت بشراء منتجات زراعية أميركية بقيمة 10 مليارات دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة، بما في ذلك فول الصويا. ووصفت هذا الالتزام بأنه "مغير لقواعد اللعبة"، لكن الوصف كان مضللاً: فهذا الالتزام لا يمثل زيادة.


الولايات المتحدة صدّرت منتجات زراعية إلى تايوان بقيمة 3.8 مليار دولار في 2024، وإذا استمر هذا المعدل على مدى أربع سنوات، فسيصل الإجمالي إلى 15 مليار دولار.


وزارة الزراعة الأميركية لم ترد على طلب للتعليق بشأن تصريح رولينز.


كما حاولت مجموعات الصناعة تعزيز الصادرات الأميركية.


فخلال بعثة تجارية في يونيو، وقّع وزير الزراعة الفيتنامي مذكرات تفاهم لشراء منتجات زراعية أميركية بأكثر من 1.4 مليار دولار، بما في ذلك فول الصويا، بحسب مجلس تصدير فول الصويا الأميركي.


وفي يونيو أيضاً، التقى المجلس بمستوردين ومعالجي فول الصويا في نيجيريا لتعزيز التجارة، أملاً في البناء على شحنة متواضعة بلغت 64 ألف طن متري تم تصديرها العام الماضي، وفقاً لبعثة الولايات المتحدة في نيجيريا. وفي أغسطس، قالت البعثة إنها شاركت أيضاً مع جمعية فول الصويا الأميركية في حفل تخرج ضمن صناعة الاستزراع المائي، وهي صناعة يمكن أن تستخدم فول الصويا كغذاء للأسماك.


لكن حتى يوليو، لم تكن الولايات المتحدة قد صدّرت أي فول صويا إلى نيجيريا هذا العام، بحسب البيانات الأميركية.


وفي أغسطس، استضافت إلينوي وفوداً زراعية من بيرو وكولومبيا ونيكاراغوا والسلفادور والمكسيك وجمهورية الدومينيكان في جولة سنوية لزيارة المزارع ومرافق مناولة المحاصيل.
لكن الولايات المتحدة لم تصدّر فول صويا إلى بيرو حتى يوليو، بينما اشترت نيكاراغوا والسلفادور كميات ضئيلة للغاية، فيما بقيت الصادرات إلى المكسيك مستقرة وتراجعت إلى جمهورية الدومينيكان.


المزارعون يأملون أن تؤتي هذه الجهود ثمارها على المدى الطويل، لكنهم يعانون حالياً.


الصين تهيمن على واردات فول الصويا العالمية


مع أكثر من 1.4 مليار نسمة وأكبر قطيع للخنازير في العالم، من الصعب استبدال الصين كمشترٍ لفول الصويا. فقد استوردت بمعدل 61% من الإمدادات العالمية المتداولة خلال السنوات الخمس الماضية، أي أكثر من بقية العالم مجتمعة، بحسب جمعية فول الصويا الأميركية.


في 2024، صدّرت الولايات المتحدة نحو 27 مليون طن متري من فول الصويا إلى الصين، مقابل 5 ملايين طن إلى المكسيك، ثاني أكبر مشترٍ.


وكتب ترامب على منصة "تروث سوشال" يوم الأربعاء: "مزارعو فول الصويا في بلادنا يتعرضون للضرر لأن الصين، ولأسباب تتعلق فقط بالتفاوض، لا تشتري". وأضاف أن فول الصويا سيكون موضوعاً رئيسياً عندما يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد أربعة أسابيع.


لكن الصين تتجه حالياً إلى أميركا الجنوبية، كما فعلت خلال حرب ترامب التجارية السابقة.


وفي الشهر الماضي، كان فول الصويا الأميركي أرخص بنحو 80 إلى 90 سنتاً للبوشل مقارنةً بالبرازيل، عند الشحن في سبتمبر أو أكتوبر، لكن الرسوم الجمركية الصينية البالغة 23% أضافت نحو دولارين للبوشل، ما جعل الشحنات الأميركية غير مجدية للمستوردين، وفقاً لتصريحات المتعاملين.


وفي الأرجنتين، علقت حكومة الرئيس خافيير ميلي مؤقتاً في سبتمبر ضرائب التصدير على فول الصويا، ما جذب المشترين الصينيين الذين حجزوا شحنات بسرعة، بحسب المتعاملين.


وقد أثارت هذه الصفقات غضب المزارعين الأميركيين المستبعدين من السوق الصينية، فيما قال بيسنت إن واشنطن تفاوض لدعم ميلي، حليف ترامب، مالياً بخط تبادل بقيمة 20 مليار دولار للأرجنتين.


وقال كالب راجلاند، (39 عاماً)، وهو مزارع من كنتاكي ورئيس جمعية فول الصويا الأميركية: "الإحباط ساحق".


غياب الصين عن السوق يمتد إلى قطاعات أخرى


تراجع الدخل من إنتاج المحاصيل امتد إلى مجالات أخرى في الريف الأميركي.


شركة CNH، المصنعة للجرارات والحصادات، قالت إن صافي مبيعاتها في قطاع الزراعة انخفض بنسبة 20% في الأشهر الستة المنتهية في 30 يونيو مقارنة بالعام الماضي.


وقال الرئيس التنفيذي للشركة، غيريت ماركس، في مقابلة بأغسطس خلال معرض "فارم بروغرس" في ديكاتور، إلينوي: "الأخبار الجيدة لا تأتي إلا عندما تبدأ الصين فعلاً في الطلب".


ديكاتور، التي تستضيف المقر الرئيسي لشركة "آرتشر دانيلز ميدلاند" لأميركا الشمالية، كانت تُعرف سابقاً بعاصمة فول الصويا في العالم بسبب صناعات المعالجة، وفقاً لما قالته العمدة جولي مور وولف.


وفي معرض "فارم بروغرس"، عندما سُئلت العمدة عن مكان عاصمة فول الصويا الجديدة، خفضت صوتها إلى همسة وقالت: "قد تكون البرازيل".


الذرة


وعلى صعيد التداولات، انخفضت العقود الآجلة للذرة تسليم ديسمبر كانون الأول في نهاية الجلسة بنسبة 0.5% عند 4.19 دولار للبوشل.


الصويا


وتراجعت العقود الآجلة للصويا تسليم نوفمبر تشرين الثاني بنسبة 0.6% إلى 10.18 دولار للبوشل.


القمح


وصعدت العقود العقود الآجلة للقمح تسليم ديسمبر كانون الأول بنسبة 0.1% إلى 5.15 دولار للبوشل.

أخبار متعلقة :