شكرا لقرائتكم خبر عن النفط يواصل التراجع عقب تقرير وكالة الطاقة الدولية والان مع بالتفاصيل
دبي - بسام راشد - أخبار الفوركس اليوم شهدت الأسواق العالمية للنحاس عامًا مضطربًا، إذ تعرض القطاع لسلسلة من الحوادث والإغلاقات التي عطلت الإمدادات في أنحاء مختلفة من العالم. ففي 8 سبتمبر، غمرت نحو 800 ألف طن من المواد الرطبة عدة مستويات من منجم "غراسبرغ بلوك كايف" (Grasberg Block Cave) في بابوا بإندونيسيا، ما أدى إلى تعليق جميع العمليات تحت الأرض.
وكان ذلك أحدث حلقة في سلسلة طويلة من الاضطرابات التي عصفت بإنتاج النحاس خلال عام 2025.
وبحسب التقارير، وصلت فيضانات المواد الرطبة إلى المستوى الذي كانت تجري فيه أعمال تطوير، مما أدى إلى وفاة عاملين اثنين. وفي أعقاب الحادث، أعلنت شركة فريبورت-ماكموران (Freeport-McMoRan Inc.) حالة "القوة القاهرة"، أي العجز عن الوفاء بالالتزامات التعاقدية نتيجة كارثة طبيعية أو ظروف خارجة عن السيطرة.
يُعد غراسبرغ ثاني أكبر منجم نحاس في العالم، إذ يساهم بأكثر من 3% من الإمدادات العالمية. ومن شأن هذا التعطل أن يؤثر سلبًا على مبيعات النحاس والذهب خلال الربع الرابع من العام الجاري، إضافة إلى الإمدادات خلال عام 2026.
وكانت التقديرات السابقة تشير إلى إنتاج نحو 1.7 مليار رطل من النحاس و1.6 مليون أوقية من الذهب، لكن الشركة خفضت توقعاتها للإنتاج العام المقبل بنسبة 35%، فيما لا يُتوقع أن تعود العمليات إلى مستوياتها الطبيعية قبل عام 2027، مع إعادة التشغيل التدريجية المقررة في العام المقبل.
قائمة اضطرابات إمدادات النحاس في عام 2025
يُضاف حادث منجم غراسبرغ إلى سلسلة من الانتكاسات التي طالت قطاع النحاس هذا العام، من أبرزها:
- انهيار نفق في منجم "إل تينيينتي" (El Teniente) التابع لشركة كوديلكو في تشيلي.
- فيضان في منجم "كاكولا" (Kakula) التابع لشركة إيفانهو (Ivanhoe) في الكونغو.
- مشكلات تشغيلية لدى تيك ريسورسيز (Teck Resources) وأنغلو أميركان (Anglo American).
ففي 31 يوليو – 1 أغسطس 2025، أدى انهيار نفق سببه هزة أرضية إلى مقتل ستة عمال وإغلاق كامل للعمليات تحت الأرض في منجم إل تينيينتي في تشيلي.
وأعلنت كوديلكو – وهي شركة التعدين المملوكة للدولة – وقف جميع عمليات الاستخراج ووضع مصفاة "كالتونيس" (Caletones) في وضع الصيانة بعد نفاد مخزون الخام.
ويُعد المنجم من أكبر منتجي النحاس عالميًا بإنتاج سنوي يبلغ نحو 400 ألف طن متري، ما يجعله ركيزة أساسية في سوق النحاس العالمية.
تداعيات منجم غراسبرغ قد تمتد حتى عام 2027
حتى قبل حادث غراسبرغ، كان الخبراء يقدرون أن نحو 497 ألف طن من النحاس قد فُقدت بسبب اضطرابات التعدين حتى نهاية أغسطس.
ومع فقدان إنتاج المنجم الإندونيسي، أصبحت صورة السوق العالمية للنحاس أكثر قتامة.
ووفقًا لتقرير رويترز نقلاً عن محللين في Benchmark Mineral Intelligence، فإن نحو 600 ألف طن من النحاس المكرر سيُفقد بين 8 سبتمبر ونهاية 2026 بسبب هذا التعطل وحده.
ويمثل الحادث نقطة تحول محورية في ديناميكيات إمدادات النحاس عالميًا، وجاء في توقيت بالغ الحساسية، إذ يتزايد الطلب على المعدن الأحمر بسبب دوره الحيوي في الإلكترونيات والبنية التحتية للطاقة المتجددة ومراكز البيانات.
ومع تكرار الاضطرابات لدى المنتجين الرئيسيين، تسلط الأزمة الضوء على هشاشة البنية التحتية للتعدين والحاجة العاجلة للاستثمار في السلامة والأتمتة وسلاسل الإمداد المرنة.
ويرى محللون أن تداعيات هذه الاضطرابات ستستمر ليس فقط في 2026، بل تمتد إلى 2027 أيضًا.
تأثيرات على الأسعار والتجارة بعد توقف غراسبرغ
من المتوقع أن تُسهم أكبر 20 منجمًا للنحاس في العالم بنحو 36% من إجمالي الإنتاج العالمي في عام 2025، غير أن معظم هذه المناجم تواجه تحديات متعددة تتراوح بين تعقيدات جيولوجية ومشكلات تشغيلية وضغوط اجتماعية.
وقد رفعت Benchmark Minerals Intelligence (BMI) بشكل حاد توقعاتها للعجز في إمدادات النحاس لعام 2026، من 72 ألف طن فقط إلى نحو 400 ألف طن.
وتبنّى بنك "سيتي" (Citi) وجهة نظر مماثلة، متوقعًا عجزًا مشابهًا في العام المقبل، ومحذرًا من فجوة إضافية تبلغ 350 ألف طن في عام 2027 ما لم ترتفع أسعار النحاس بدرجة كافية لتحفيز الاستثمارات الجديدة.
كما قامت غولدمان ساكس (Goldman Sachs) بمراجعة توقعاتها لأسعار النحاس وإنتاجه لعامي 2025 و2026، مشيرة إلى أن إنتاج منجم غراسبرغ قد ينخفض بنحو 260 ألف طن في 2025 و270 ألفًا في 2026.
وتتوقع المؤسسة أن يؤدي هذا إلى فقدان إجمالي يبلغ نحو 525 ألف طن متري من إمدادات النحاس، مما دفعها إلى خفض توقعاتها للإنتاج العالمي بمقدار 160 ألف طن للنصف الثاني من 2025 و200 ألف طن لعام 2026.
عقب حادث 8 سبتمبر، قفزت العقود الآجلة للنحاس إلى 10,485 دولارًا للطن، وهو أعلى مستوى في 15 شهرًا.
وشهدت الأسعار قفزة مماثلة عقب توقف الإنتاج في منجم "إل تينيينتي"، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 12% إلى 9,707.50 دولار للطن.
أخبار متعلقة :