الخلايا الجذعية بين الأسطورة والعلم.. حوار علمى ودينى فى صالون المركز الثقافى القبطى

شكرا لقرائتكم خبر عن الخلايا الجذعية بين الأسطورة والعلم.. حوار علمى ودينى فى صالون المركز الثقافى القبطى والان مع تفاصيل الخبر

القاهرة - سامية سيد - كتب محمد الأحمدى

الثلاثاء، 29 يوليو 2025 02:39 م

نظم المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسى، صالونه الثقافي تحت عنوان: "الخلايا الجذعية: من الأسطورة إلى الحقيقة"، وذلك تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني، ونيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، الذي أكد حرص المركز على تعزيز الحوار الفكري والعلمي حول قضايا تمس حاضر المجتمع المصري ومستقبله، في ظل تحديات طبية وأخلاقية معاصرة.

وفي افتتاح صالون المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، أكد نيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز، أن قضية الخلايا الجذعية لم تعد مجرد موضوع علمي، بل باتت تمس الأخلاقيات والهوية الإنسانية والدينية، مشيرًا إلى أهمية مناقشتها في إطار من التكامل بين العلم والإيمان. وأوضح نيافته أن الخلايا الجذعية تمثل تقاطعًا بين ثلاثة علوم رئيسية، وقد بدأت معرفتنا بها ضمن تصورات أسطورية قبل أن يكشف العلم عن حقيقتها وخصائصها.

وأشار الأنبا إرميا إلى أن الخلايا الجذعية هي خلايا غير متخصصة تمتلك قدرة مذهلة على التجدد والتحول، وتنقسم إلى نوعين: خلايا جنينية تؤخذ من الأجنة المبكرة، وتتمتع بإمكانات عالية لكنها تثير جدلاً أخلاقيًا، وخلايا بالغة تُستخرج من أنسجة ناضجة كالدم والنخاع العظمي، وتستخدم بشكل واسع في الأبحاث والعلاج.

وتحدث عن تطبيقات الخلايا الجذعية في علاج أمراض مستعصية مثل السكري، القلب، السرطان، وتلف الأنسجة، فضلًا عن استخدامها في إعادة بناء نخاع العظام. كما تناول مستقبل هذا العلم، لافتًا إلى تطور تقنية “الخلايا الجذعية المستحثة” (iPSCs) التي تُعيد برمجة خلايا عادية كالجلد لتصبح خلايا متعددة القدرات.

في ختام كلمته، دعا نيافته إلى ضرورة ربط التقدم العلمي بالقيم الأخلاقية والدينية، مشددًا على أهمية ألا يتعارض العلم مع الإيمان، بل أن يكمل أحدهما الآخر، مؤكدًا أن الخلايا الجذعية تمثل جسرًا حقيقيًا بين الخرافة والحقيقة، وبين الماضي والمستقبل

أوضح الدكتور سيد بكري، نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون التعليم والطلاب وأستاذ علم الأجنة والخلايا الجذعية، أن اختيار عنوان الندوة “من الأسطورة إلى الحقيقة” يعكس واقع هذا العلم الذي بدأ بالخرافات وأصبح اليوم أحد ركائز الطب الحديث. وأكد أن العلم الحديث رفض فكرة استنساخ الإنسان التي روجت لها بعض الأساطير، موضحًا أن الله خلق الإنسان كيانًا فريدًا لا يمكن تكراره أو استنساخه دون تبعات أخلاقية وإنسانية جسيمة.

ولفت "بكري" إلى أن الاستنساخ، وإن بدا ممكنًا تقنيًا، إلا أنه يطرح أسئلة مصيرية: من هو الأب؟ من الأم؟ من يملك النواة أو البويضة أو الرحم؟ كما أن النسخة المستنسخة قد تولد وهي بيولوجيًا بعمر عشرات السنين! كما أشار إلى أن المعلومات الشخصية المكتسبة لا يمكن نقلها في عملية الاستنساخ، ما يفقد الإنسان فرديته وتجربته.

وأشار بكري أن ما يجعل الخلية “جذعية” هو قدرتها على التحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا، وهي خاصية تتيح استخدامها في مجالات متعددة مثل الطب التجديدي وهندسة الأنسجة.

وأكد وجود مصادر متنوعة للحصول على الخلايا مثل الحبل السري، الجلد، الأسنان، والمشيمة، مشيرًا إلى أن بعض التقنيات الحديثة سمحت بتحقيق إنجازات علاجية واعدة.

وفي ختام كلمته، شدد الدكتور بكري على أهمية الموازنة بين التقدم العلمي والضوابط الأخلاقية والدينية، مؤكدًا أن العلم لا بد أن يكون في خدمة الإنسان لا تهديدًا له، وأن مستقبل الأبحاث العلمية سيكون مشرقًا فقط إذا اقترن بالمسؤولية

ووجه الدكتور أحمد رمضان الصوفي عميد كلية العلوم بجامعة الأزهر بالشكر إلى نيافة أنبا إرميا على دعوته الكريمة لحضوره الندوة، معربًا عن إعجابه الشديد بالمحاضرة، وموضحًا علاقة الفيروساتبالخلايا الجذعية.
 
وتحدث الدكتور أحمد محمد سعيد أستاذ ورئيس قسم الجلدية والتناسلية بكلية الطب بجامعةالأزهر. عن الجزء التطبيقي للخلايا الجذعية، موضحًا دخول الخلايا الجذعية في العديد من المشاكل الخاصةبالأمراض التناسلية والأمراض الجلدية مثل الصلع الوراثي.
 
واستعرض الأستاذ الدكتور أسامة محمد السيد حبيب أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب بجامعةالأزهر نتائج دخول الخلايا الجذعية في حالات النساءمنذ عام 2011 حتى الآن.

وشهدت الندوة تفاعلاً واسعًا من الحضور، الذين قدموا مداخلات وتساؤلات متنوعة عكست اهتمامهم العميق بالموضوع من زواياه العلمية والدينية والاجتماعية. تساءلت النائبة السابقة مارجريت عازر عن التحديات الأخلاقية والقانونية لاستخدام الخلايا الجذعية، وعن سبب تأخر مصر في هذا المجال رغم وجود كوادر علمية متميزة، وتطرقت إلى مدى قدرة هذه التقنية على علاج أمراض مثل الشلل الرعاش.

وأما الدكتورة ميريت رستم، فطرحت سؤالاً حول وجود لجنة قومية لأخلاقيات التعامل مع الخلايا الجذعية، على غرار اللجان المختصة بأخلاقيات التجارب الحيوانية، داعية جامعة الأزهر لتبني هذه المبادرة لضبط مسار التقدم العلمي.

وفي تعقيبه، شدد الدكتور سيد بكري على أن التقدم العلمي لا يمكن أن ينفصل عن الأخلاق، وأن جامعة الأزهر تمتلك لجنة مختصة بمراجعة الأبحاث من منظور علمي وديني، لضمان احترام الكرامة الإنسانية.

 

يمكنكم متابعة أخبار مصر و العالم من موقعنا عبر