دبي - محمود عبدالرازق - يرى مراقبون أن تلك الأزمة ربما تجر الطرفان إلى منعطفات وتصعيد أكبر، خاصة بعد الإدانة الشديدة من قبل الحكومة ومؤسسات الدولة وحتى الفصائل المسلحة التي تدين بالولاء لإيران، الأمر الذي يعني أن تلك الهزة التي أصابت هذه العلاقة ربما تنهار في لحظة ما وربما يتم احتوائها بالحوار أو بتقديم إيران المعلومات التي استندت عليها في عملية الاستهداف.
إلى أي مدى يمكن احتواء الأزمة الحالية بين العراق وإيران؟
انتهاك كبير
وأضاف في حديثه لـ"الخليج 365" "لكن بكل أسف إيران ذهبت إلى القوة بالقصف الصاروخي على أربيل تحت ذريعة وجود شبكات تجسس للموساد الإسرائيلي، وقد سبق ونفت بغداد كما نفى مدير الأمن الوطني العراقي وجود أي من شبكات الموساد في أربيل أو غيرها".
وتابع السكوتي، أن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، أعتبر القصف الإيراني على أربيل عدوان صارخ على السيادة والإستقلال ويهدد الأمن والاستقرار في البلاد.
تصعيد دبلوماسي
وأشار مدير المركز العراقي، إلى أن حكومة السوداني توجهت باحتجاج شديد اللهجة إلى القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بغداد، كي يبلغ حكومة طهران بمضمونها، كما استدعت السفير العراقي في طهران للمشاورة.
وأردف السكوتي، أن تلك الإجراءات الدبلوماسية العراقية حملت رسالة إلى إيران بأن تلك الضربات الصاروخية قد تؤدي إلى تدهور العلاقات بين البلدين والتي شهدت تطورا مٌهما خلال السنوات الماضية على مختلف الصٌعد، وتعبر عن حٌسن الجوار.
استراتيجية القوة
في المقابل يقول الخبير في الشؤون الإيرانية، الدكتور حسين رويوران، الخبير في الشؤون الإيرانية، إن طهران عرضت خلال الفترات السابقة الكثير من جواسيس الموساد الإسرائيلي الذين قاموا بعمليات وتفجيرات وتم القبض عليهم، هؤلاء الجواسيس أقروا للسلطات الإيرانية بأنه تتم عملية إدارتهم عن طريق خلايا في إقليم كردستان العراق ومن أربيل بشكل محدد.
وأضاف في حديثه لـ"الخليج 365"، هؤلاء الجواسيس تم تدريبهم في تلك المناطق، وهنا نقول إنه لا يمكن لإيران أن تتساهل في هذا الأمر، خاصة بعدما حدث من تفجيرات في كرمان والتي قتل فيها أكثر من 100 شخص في عملية إرهابية.
تجاوز الأزمة
وأكد الخبير في الشؤون الإيرانية، أن طهران لا تريد تعكير العلاقة مع العراق أبدا وحريصة كل الحرص على ذلك، لكن لا يمكن تجاهل الأمن القومي الإيراني والسيادة.
رسالة للخصوم
ولفت الخبير في الشؤون الإيرانية، إلى أن "تلك الضربة الصاروخية هى رسالة أيضا لكل خصومها بأنها تمتلك القدرة على حماية نفسها وأنها ستواجه أي إعتداء عليها، خاصة وأن مدى الصواريخ المستخدمة والتي أطلقت من المحافظات الغربية، هو نفس المدى بين إيران والكيان الصهيوني (إسرائيل)".
تصدير الأزمات
وقال في حديثه لـ"الخليج 365"، اتهام الإقليم بأنه يأوي معسكرات أو مقار للموساد الإسرائيلي، هو العصا المهترئة التي يعتمد عليها النظام في إيران بعد كل العمليات العدوانية التي يستهدف فيها إقليم كردستان وحتى عندما تستهدف المعارضين لنظامها السياسي.
وأكد محمود، أن كردستان ليس بحاجة إلى وجود استخبارات إسرائيلية أو حتى خبراء إسرائيليين، لأن بها ما يكفي من الخبراء من كل الدول ضمن التحالف الدولي.
أمس, 14:45 GMT
وأشار الخبير في الشؤون الكردية، إلى أنه وعلى ما يبدو أن طهران فشلت في برنامجها مع إسرائيل، ولكي يغطوا على هذا الفشل الذي اخترق مؤسساتهم الأمنية من قبل الموساد وفي قلب طهران.
إدانات واسعة
وأكد محمود، أن "العلاقات بين طهران وبغداد تتعرض لهزة ربما تكون هى الأولى من نوعها منذ العام 2003 وحتى يومنا هذا، وتتدخل العديد من القوى خاصة الموالية لإيران للملمة الأمور وتخفيف وطأة الإدانة للعدوان الإيراني على إقليم كردستان، لذا أعتقد أن تغييرا كبيرا سوف يحدث في العلاقات العراقية الإيرانية، خاصة بعد تصريحات وزير الدفاع العراقي والتي قال فيها، ربما يعيد العراق النظر في الاتفاقية الأمنية بين البلدين".
أعربت الحكومة العراقية، أمس الثلاثاء، عن استنكارها وادانتها للقصف الإيراني على مناطق في محافظة أربيل بإقليم كردستان شمالي البلاد، والذي أدى لوقوع ضحايا مدنيين، مؤكدة أنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن.
أمس, 22:53 GMT
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، أمس الثلاثاء، قصفه بالصواريخ الباليستية مقرا تابعا للموساد الإسرائيلي في إقليم كردستان العراق.
وأفاد الحرس الثوري الإيراني في بيان: "رداً على شرور الكيان الصهيوني الأخيرة باغتيال قادة الحرس الثوري وجبهة المقاومة، وبعد المتابعة الدقيقة والاستخباراتية على مقرات وتحركات هذا الكيان في المنطقة، قمنا باستهداف مقر تجسس للموساد الإسرائيلي بالصواريخ الباليستية في إقليم كردستان العراق وتدميره بشكل كامل".
وتابع البيان: "نؤكد لشعبنا أن العمليات الهجومية لقوات الحرس الثوري الإيراني ستستمر حتى الأخذ بثأر آخر قطرة من دماء شهدائنا".
وفي وقت سابق، مساء الاثنين، هزت انفجارات كبيرة مدينة أربيل، بينما دوت صفارات الإنذار في محيط القنصلية الأمريكية قرب مطار أربيل الدولي.