"الحصار والإرهاب والزلزال".. أقانيم الموت التي لاحقت أرواح سكان حلب

دبي - محمود عبدالرازق - يلتقط سكان المدينة التاريخية أنفاس الحياة بما أوتوا من تاريخ عريق يمدهم بعزيمة الاستمرار، فهذه المحافظة السورية التي تربعت على عرش الشرق في عالميه القديم والحديث، انهالت عليها النوائب خلال السنوات الثلاثة عشر الأخيرة، نوائب كان لكل منها أن يكفي دهرا من الآلام.

في عام 2011، ضرب الإرهاب صميم الوجود الاقتصادي لهذه المدينة القريبة من الحدود التركية، نُهبت مصانعها، وتبددت مصادر رزق سكانها وهي التي لطالما تفردت بوصفها العاصمة الاقتصادية لإقليم شرق المتوسط.

ومع نهاية عام 2019، ألقى الحصار الأمريكي تحت مسمى "قانون قيصر"، بمن بقي من الأحياء في المدينة إلى ما دون خط الفقر، لتأتي ثالثة الأثافي على هيئة زلزال مدمر ضربها فجر السادس من شباط الماضي.

في جولة على الأحياء المدمرة بفعل الزلزال في حلب القديمة، تحدث الأهالي لـ"الخليج 365"، عن الكثير من الألم والأمل.

وقال، محمد مصري، أحد سكان حي العقبة التاريخي الذي نال القسط الأكبر من عنف الزلزال لـ"الخليج 365" مستذكرا لحظات فجر السادس من شباط عام 2023: "مرت 20 ثانية كانت الأقسى، لحظات حزينة وذكرى صعبة".

وقالت، نوال نجار، التي تقطن في منطقة الأسواق القديمة: "ترك الزلزال في داخلنا جرحا عميقا، وصدمة وحزنا كبيرين".

وعبرت نجار لـ"الخليج 365" عن أمانيها بأن "تكون الأيام القادمة أجمل وأفضل".

من علياء مدينتهم شمال سوريا، يرمق سكان حلب بحسرة تلك الأيام التي لم تعد، يحدوهم الأمل بأن تعود لكن، ولولا بقية من إيمان، لكانوا قنطوا من عودتها تبعا لما عصف بهم خلال العقد الأخير ونيف.

وشرح محمود ميمة، أحد سكان الأحياء التي تعاقب عليها الإرهاب حين كان خطوط تماس مع مجموعاته، قبل أن يضربها الزلزال، ثقل كيف توالت النوائب على حلب:

واستدرك ميمة مستمدا كلماته من الروح الحلبية الشهيرة بصبرها وإيمانها: "الحمد لله رب العالمين، إن شاء الله تعالى رح ترجع حلب وسوريا سالمة مسلّمة قبل ما قبل الحرب، وانشاء الله، التجار رح ترجع متاجرها وتعيش بأمان واطمئنان".

وقال منير حمدية، أحد أصحاب متاجر المدينة القديمة، لـ"الخليج 365":

وأضاف حمدية: "رحم الله جميع الشهداء والجرحى، تنذكر ولا تنعاد (مقولة سورية تعني ذكر الشيء وتمنيات بعدم تكراره)"، مستدركا قوله: "لكن هذا أمر الله.. هو يفعل ما يشاء".