في ظل التحذيرات المصرية... هل تتراجع إسرائيل عن عمليتها في رفح؟

دبي - محمود عبدالرازق - تأتي تحذيرات بايدن، بعد أن قال مسؤولان مصريان ودبلوماسي غربي، إن مصر هددت بتعليق معاهدة السلام مع إسرائيل، إذا أرسلت قوات إسرائيلية إلى رفح، حيث تخشى مصر أن يؤدي القتال إلى إغلاق طريق إمداد المساعدات الرئيسي في القطاع المحاصر.

وقالت وسائل إعلام أمريكية، إن التهديد المصري بتعليق اتفاقية "كامب ديفيد"، التي تمثل حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي منذ ما يقرب من نصف قرن، جاء بعد تصريح نتنياهو، بأن "إرسال قوات إلى رفح ضروري لتحقيق النصر" في الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر ضد حركة حماس الفلسطينية، مؤكدا أن "حماس لا تزال تمتلك أربع كتائب هناك".

وأوضح نتنياهو بأن هناك "مساحة كبيرة شمال رفح ليذهبوا إليها" بعد الهجوم الإسرائيلي في أماكن أخرى في غزة، وأضاف بأن "إسرائيل ستوجه الأشخاص الذين تم إجلاؤهم".

وتدور المخاوف حول إمكانية أن تؤدي العملية البرية في رفح، إلى قطع أحد السبل الوحيدة لتوصيل الإمدادات الغذائية والطبية، التي تشتد الحاجة إليها، إلى غزة.

ونقلت قناة "تلفزيون الأقصى" التابعة لـ"حماس" عن مسؤول في الحركة، لم يذكر اسمه، قوله إن "أي غزو لرفح من شأنه أن ينسف المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين".

يذكر أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، كان قد أجرى اتصالا هاتفيا، مساء اليوم الأحد، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بحثا خلاله آخر مستجدات الحرب في قطاع غزة.

وبحسب بيان للبيت الأبيض: "شدد الرئيس على ضرورة الاستفادة من التقدم المحرز في المفاوضات لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن في أقرب وقت ممكن"، وأضاف البيان أن بايدن، دعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة ومحددة لزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين.

وأوضح البيان أن "بايدن أكد مجددا وجهة نظره بأن العملية العسكرية في رفح، لا ينبغي أن تستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا إلى هناك".

عزز من تلك المخاوف الدولية ما كتبه جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، على موقع "إكس"، حين قال إن "الهجوم الإسرائيلي على رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا توصف وتوترات خطيرة مع مصر".

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في بيان لها، إن "التهجير القسري يعد جريمة حرب، وإن المدنيين الذين لم يرحلوا ما زالوا يتمتعون بحماية القانون الإنساني الدولي".

يذكر أن إسرائيل ومصر كانتا قد خاضتا خمسة حروب قبل التوقيع على اتفاقية "كامب ديفيد"، وهي معاهدة سلام تاريخية توسطت فيها الولايات المتحدة آنذاك، وتتضمن المعاهدة بنودا عدة تحكم نشر القوات على جانبي الحدود.

وقامت مصر بتحصين حدودها مع غزة بشكل كبير، حيث أقامت منطقة عازلة بطول 5 كيلومترات وأقامت جدرانًا خرسانية فوق وتحت الأرض، ونفت المزاعم الإسرائيلية بأن "حماس تدير أنفاق تهريب تحت الحدود"، قائلة إن "القوات المصرية تتمتع بالسيطرة الكاملة على جانبها".