دبي - محمود عبدالرازق - ويحتل الملف الليبي أهمية في سياق التفاعل بين البلدين، وكان من المحطات الخلافية الكبرى إذ وصلت إلى مستوى التلويح بمواجهات عسكرية.
وفق الخبراء، فإن التوافق بين البلدين الأولي يتمثل في عدم الإضرار بمصالح أي من البلدين والأمن القومي، على أن يتم العمل على تعزيز الحوار والنقاش من أجل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، ومن ثم توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية في الغرب والشرق.
13 فبراير, 09:17 GMT
وتعد الزيارة الحالية هي أول زيارة رسمية على مستوى الرؤساء منذ 11 عاماً، حيث كانت آخر زيارة لأردوغان عندما كان رئيساً للوزراء في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2012، فيما كانت آخر زيارة إلى مصر على هذا المستوى للرئيس السابق عبد الله غول في فبراير/ شباط عام 2013.
وتدعم تركيا الحكومة الموجودة في الغرب الليبي، وكذلك المجلس الأعلى للدولة الذي يحظى بأغلبية من التيارات الإسلامية وجماعة الإخوان، والذي يمثل الجسم الثاني إلى جانب البرلمان الليبي، في جميع التوافقات بشأن القوانين الانتخابية والمراحل الانتقالية.
بشأن إمكانية التوافق بين البلدين على رؤى متقاربة من شأنها دفع الملف الليبي نحو الأمام، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير عزت سعد، إن هناك توافق ومصلحة مشتركة بين البلدين من أجل إعادة الاستقرار في ليبيا، وهو لا يعني تطابق وجهات النظر بين البلدين.
وأوضح أن العلاقات بين البلدين جرى ترقيتها لمرحلة وصفت بالاستراتيجية، وهو ما يعني تفعيل الحوار بين البلدين بشكل شفاف، والنقاش حول القضايا الخلافية والشائكة.
26 مارس 2023, 09:09 GMT
ويرى أن أحد أهم المعوقات في ليبيا تتمثل في الأدوار الدولية المنخرطة في المشهد الليبي ما يعني أن التوافق بين مصر وتركيا يتطلب التنسيق مع الأطراف المنخرطة هناك.
وأشار إلى أن احتمالية التنسيق بين تركيا ومصر وروسيا فيما يتعلق بمسار التسوية في ليبيا، هو الأقرب والأجدر من حيث الفعالية، نظرا للتقارب وإمكانية التفاهم، بعيدا عن موقف الدول الغربية صاحبة الرؤى المغايرة في الملف الليبي.
رغم التقارب بين البلدين وتطبيع العلاقات على أعلى مستوى تظل بعض النقاط في الملف الليبي شائكة، ومنها وجود المرتزقة، والذين تقول تركيا أنهم خبراء وصلوا إلى هناك بطلب من الحكومة الليبية، فيما أكدت مصر مرارا ضرورة مغادرتهم من أجل الاستقرار والعمل على انتخاب مؤسسات ليبية لإنهاء المراحل الانتقالية.
في الإطار، قال محمد السلاك، المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي الليبي، إن التنسيق بين البلدين يحمل أهمية كبرى، انطلاقا من المكانة الاستراتيجية والسياسية والتأثير الإقليمي لهما.
وأضاف في حديثه مع "الخليج 365"، أن هذا التنسيق بمثابة اختراق استراتيجي حال ما تم البناء على اللقاء واستثماره بشكل إيجابي.
أمس, 16:54 GMT
وأشار إلى أنه "رغم القضايا والمصالح المشتركة، لكن بعض الركائز المهمة لمصر تتمثل في عملية سحب المرتزقة، وهي خطوة لم تقدم فيها ليبيا أي خطوة، في ظل إصرار الجانب التركي على وجود هذه القوات تحت مسمى خبراء".
وفق السلاك، فإن مذكرات التفاهم بين تركيا والحكومات الليبية في الغرب لم تنشر بشكل علني، في ظل تحفظ وقلق بشأن ما تنطوي عليه الاتفاقية أو مذكرات التفاهم، ما يتطلب جدية من تركيا وحسن نية في التعاون مع القاهرة في إطار السعي لأمن واستقرار الإقليم.
فيما قال محمد معزب، عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إن لمصر مصالح كبيرة في ليبيا، منها ما هو أمني، كتأمين الحدود الغربية، وتدفقات القوى العاملة في ليبيا، والعقود مع الشركات المصرية.
في المقابل، فإن لتركيا أيضا مصالح مهمة كتعزيز الاتفاقية البحرية، والتعاقدات، وخاصة في مجال الإنشاءات.
4 يوليو 2022, 20:38 GMT
وأضاف في حديثه مع "الخليج 365"، أن البلدين لهما أهداف اقتصادية وأمنية، ولابد لهما من التنسيق السياسي لدعم الاستقرار في ليبيا.
وأوضح أن "لكل من البلدين ثقل في المجتمع الدولي، بما تمثله مصر شرقـا وما تمثل تركيا غربا، ما يعني تأثيرهما في المجتمع الدولي لصالح القضية الليبية".
ويرى أن المصالح المشتركة باتت تحدد العلاقة بين البلدان، حتى في حال عدم وجود حدود مشتركة، وهو الأمر الذي يجمع مصر وتركيا في المشهد الليبي.
وفي نوفمبر 2023، وافق البرلمان التركي على المذكرة الرئاسية بشأن تمديد مهمة الجيش التركي في ليبيا 24 شهرا إضافيا.
3 سبتمبر 2022, 10:08 GMT
وأحالت الرئاسة التركية في 24 نوفمبر2023 مذكرة إلى رئاسة البرلمان لتمديد مهام القوات التركية في ليبيا 24 شهرا إضافيا، تبدأ من 2 يناير/ كانون الثاني 2024 وتنتهي في يناير 2026.
وأرسلت تركيا قواتها إلى ليبيا في 2 يناير 2020، وجرى تمديد مهامها في 21 يونيو/ حزيران 2021 لـ18 شهرا. ودعت المذكرة البرلمان إلى التصديق على تمديد مهام القوات التركية في ليبيا لـ24 شهرا بدءا من 2 يناير 2024.