ما هو العقاب المناسب للطفل من عمر السنتين وحتى 8 سنوات؟ من دون إيذائه نفسياً أوجسدياً 

كتبت: ياسمين عمرو في الجمعة 26 سبتمبر 2025 08:04 صباحاً - نعم الخليج 365 فكرة عقاب الطفل تبدأ عند عمر السنتين؛ إذ إنها تعد مرحلة فارقة في حياة الطفل؛ حيث يبدأ في التحرك لاستكشاف العالم من حوله، ومن خلال بعض السلوكيات... قد يصعب على الأهل تقبلها أحياناً. وهنا يأتي دور التربية الحكيمة التي تعتمد على قواعد أساسية للعقاب المناسب لعمر الطفل، ما يساعده على فهم معنى الحدود واحترامها، بعيداً عن العنف الجسدي أو النفسي الذي يضر أكثر مما ينفع.
في هذا التقرير نتعرف من الدكتور عصام محمود استشاري طب نفس الطفل إلى أهم القواعد التي يمكن اتباعها في عقاب الطفل من عمر 2-8 سنوات، أي بداية من سلوكيات الطفل الاستكشافية الغريبة في عمر السنتين، ثم التدرج في محاولات لإثبات الاستقلالية وحتى عمر 8 سنوات.

أولاً: ابحثي عن طرق فعّالة للتعامل مع سلوك الطفل

طفل ونوبة غضب

من أجل طفل سوي بلا عقد نفسية تغوص في أعماقه، وتظهر في شبابه، على الآباء الابتعاد تماماً عن فكرة العقاب بالضرب أو التوبيخ اللفظي الجارح، وحتى أسلوب المقارنة بالغير لتحفيزه.
وبدلاً من العقاب، استخدمي -للصغير- طرق التوجيه والإلهاء مثل قول "لا" بهدوء، وإبعاد الشيء المسبب للسلوك الخاطئ، وتوفير بديل أفضل للطفل.
تخصيص كرسي هادئ لمدة دقيقة أو دقيقتين وشرح سبب وضعه عليه، مع تجنب العقاب الجسدي أو النفسي؛ فالطفل لا يدرك معنى الخطأ والعقاب.
ومع الطفل الأكبر تواصلي بشكل واضح، بعد وضع القوانين البسيطة، مع الثبات في المواقف، وهذا يساعد في تعليم السلوك الصحيح.

هل تودين التعرف إلى: 8 أسس تربوية هامة تساعدك على التعامل مع طفلك

ثانياً: قومي بالتوجيه في هدوء

أم توجه طفلتها في هدوء

قومي بإبعاد طفلك بهدوء، إذا كان الطفل يمسك بشيء لا يجب أن يلمسه، كما يمكن استخدام كرسي عقاب هادئ بسيط لتهدئة الطفل، مع شرح سبب وضعه على الكرسي له.
استخدمي جملاً قصيرة وواضحة لشرح القواعد للطفل، حيث إنه في هذا العمر لا يستوعب المفاهيم المعقدة، وكوني ثابتة في قراراتك ولا تتراجعي عن القواعد التي وضعتها، ليتعلم الطفل الالتزام بها.

ثالثاً: لا للصراخ والحبس أو العقاب الجسدي:

طفلة خائفة تنتظر العقاب

ما يجب تجنبه:
لا تستخدمي
الضرب أو أي أذى جسدي، لأنه يؤثر سلباً على الطفل ويجعله يخاف منك، هذه الطرق قد تزيد من خوف الطفل وتقلل من ثقته بنفسه، وقد تمثل رسالة للطفل بأنه غير مرغوب فيه ما يضعف ثقته بنفسه.
اعرفي أن الطفل في هذه المرحلة، يكتشف العالم من حوله، وقد يرتكب أخطاء بدافع الفضول وليس العدوانية، وبذلك يتعلم عن طريق التجربة والخطأ.
قومي بتربية الطفل في هذا العمر بمزيج من الحزم والحنان، مثل وضع القواعد الواضحة، واستخدام العقاب الطبيعي؛ مهلة التوقف، الثبات في العقاب، وذلك لضمان تربية صحية شخصية متوازنة.

رابعاً: أهمية فهم سلوك الطفل

طفل سعيد فرحان

طبيعة الطفل في هذا العمر:
  • الأطفال بداية من عمر السنتين وحتى الثامنة، يعيشون مرحلة التعلم والتجربة، وغالباً ما تكون تصرفاتهم نابعة من الفضول أو الرغبة في الاستكشاف، وليس من نية سيئة.
  • يبدأ الطفل في قول "لا" كثيراً كوسيلة لإثبات الذات، كما يُظهر نوبات غضب وصراخ للتعبير عن مشاعره، وقد يرفض الأوامر أو ربما ليختبر حدود والديه!
  • إدراك هذه الحقائق يساعد الوالدين على اتباع قواعد أساسية للعقاب مناسبة لعمرهم، بدلاً من استخدام العقاب القاسي الذي قد يُشعرهم بالخوف أو عدم الأمان.

خامساً: العقاب المناسب وفقاً للسن:

عمر السنتين
يمكن دمج إبعاد الطفل عن الموقف لدقيقة أو دقيقتين لتهدئة نفسه، مع توجيه بسيط بالكلمات المناسبة.
عمر 3-5 سنوات
يمكن تعيين العقاب بأن يساعد الطفل في إصلاح ما أفسده، مثل تنظيف الجدران بعد الرسم عليها.
عمر 6-8 سنوات
يجب أن يكون العقاب واضحاً وثابتاً، مثل حرمان الطفل من شيء يحبه لساعات معينة حتى يعتذر عن خطئه.
عمر 9 سنوات
يفضل ترك الطفل ليواجه عواقب خطئه بنفسه، كما لو أنه لم يحل الواجب المدرسي وأدى ذلك لحصوله على عقوبة من المعلمة.
عمر 12 سنة فما فوق
يصبح الطفل قادراً على فهم عواقب أفعاله، لذا يمكن تطبيق قواعد واضحة مثل الحرمان من المصروف أو الرحلات المدرسية في حال عدم الالتزام بالتعليمات المنزلية.

سادساً: الفرق بين العقاب والتأديب

صورة تشير لطفل في حالة عقاب

من القواعد المهمة في التربية أن نميز بين العقاب والتأديب:

العقاب القاسي:

يعتمد على الضرب أو التوبيخ الشديد، وهذا يترك أثراً نفسياً سلبياً على الطفل.

التأديب الإيجابي:

يهدف إلى تعليم الطفل السلوك الصحيح وتوجيهه، من خلال وضع حدود واضحة وسلوكيات بديلة. لهذا وجب التركيز على التأديب، فهو أهم قاعدة للعقاب المناسب للطفل من عمر سنتين، لأنه يساعد الطفل على التعلم بدلاً من الخوف.
أخطاء شائعة يجب تجنبها عند معاقبة الطفل:
  1. الضرب: يؤدي إلى تعزيز العدوانية لدى الطفل ويضعف ثقته بوالديه.
  2. الصراخ المستمر: يجعل الطفل معتاداً على الصوت العالي دون أن يتعلم السلوك الصحيح.
  3. العقاب المبالغ فيه: مثل حرمانه من كل ألعابه لفترة طويلة، وهذا قد يزيد من التمرد.
  4. المقارنة بالأطفال الآخرين: تؤثر سلباً على نفسية الطفل وتجعله يشعر بالنقص.

سابعاً: فوائد اتباع قواعد العقاب المناسب للطفل

أم تُهدئ نوبة غضب طفلتها

اتباع قواعد أساسية للعقاب المناسب للطفل له العديد من الفوائد، منها:
  • تعزيز السلوك الإيجابي بشكل مستمر.
  • تعليم الطفل المسؤولية منذ صغره.
  • تقوية العلاقة بين الطفل ووالديه لأنها قائمة على الاحترام.
  • تقليل نوبات الغضب والعناد مع مرور الوقت.
  • ما رأيك في المزج بين العقاب والحنان؟ فالتربية لا تعني أن نكون صارمين طوال الوقت، من الضروري أن يشعر الابن بالحب والأمان حتى عند عقابه، وبعد انتهاء العقوبة، احتضني طفلك صغيراً كان أو كبيراً، واشرحي له سبب العقاب بلغة واضحة ومفهومة.

أخبار متعلقة :