لماذا يرفض الرضع تناول الطعام الخارجي ما عدا اللبن الزبادي؟

كتبت: ياسمين عمرو في الأربعاء 1 أكتوبر 2025 08:12 صباحاً - تحرص الأمهات على تقديم اللبن الزبادي "الروب" كأول الأصناف الغذائية التكميلية الصلبة، التي يبدأن بإدخالها لأطفالهن منذ بدء مرحلة إدخال الطعام الصلب، بالإضافة إلى استمرارهن بطريقة الرضاعة الطبيعية كخيار التغذية الأول للرضيع، حتى يتم عامه الأول على الأقل، وحسب توصيات منظمة الصحة العالمية.
نظراً لارتباط الاعتقاد السائد لدى الأمهات، وهو الصحيح؛ بأن اللبن الزبادي الطبيعي مصدر للتغذية لا يماثله أي مصدر، فتهتم كلّ أم بتقديمه وإضافته لنظام تغذية الرضيع، ولكن ذلك يؤدي لرفض الرضيع لباقي أصناف الغذاء الخارجي، والذي يجب أن يعتاد الرضيع على تناولها، ولذلك فقد التقت "الخليج 365 وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشارية تغذية ونوم الأطفال الدكتورة سها عريبات، حيث أشارت إلى ظاهرة مهمة ومزعجة ومنتشرة بين الرضع؛ وهي لماذا يرفض الرضع تناول الطعام الخارجي ما عدا اللبن الزبادي؟ وأضرار ذلك على الطفل، في الآتي:

كم يحتاج الطفل من البروتين بشكل يومي؟

  • اعلمي أن طفلك يحتاج، وبعد عمر ستة أشهر، إلى نحو 1.5 جرام من البروتين لكل كيلو جرام من وزن الطفل، وذلك على مدار سنين حياته، وعلى سبيل المثال؛ فالطفل الذي يصل وزنه إلى نحو 14 كيلوجراماً؛ فهو يحتاج إلى 21 جراماً من البروتين متعدد المصادر بشكل يومي.
  • لاحظي أن حليب الأم يعد مصدراً جيداً للبروتين متعدد الفوائد، ولكن بعد عمر ستة أشهر؛ يصبح الحليب غير كافٍ لكي تقدميه لطفلك كمصدر تغذية وحيد، ولذلك يجب أن تبدئي في برنامج إضافة أنواع أخرى من البروتين، وبالتدريج، إلى نظام تغذيته، وعدم الاقتصار على نوع واحد فقط من مصادر البروتين.

أسباب إقبال الرضع على اللبن الزبادي فقط

رضيع يأكل اللبن الزبادي
  1. لاحظي أن طفلك الرضيع يُقبل على تناول اللبن الزبادي ويرفض الأنواع الأخرى؛ لأن الزبادي بطبيعته سهل البلع مثل حليب الأم أو حليب الرضعة الصناعية، ولذلك فهو يجده مصدراً سهلاً للتغذية، وعليه فهو يصمم على تناوله، ويرفض أي طعام آخر سوف يبذل مجهوداً عند بلعه، ويجد صعوبة في ذلك، كما أنه مع تقدم عمر الطفل وقدرته على تحريك الطعام في فمه، والبدء في تعلم عملية مضغ الطعام، سيكتشف أن تناول اللبن الزبادي لا يحتاج إلى عملية المضغ، فيستمر في طلبه والإقبال عليه.
  2. اعلمي أنه من الخطأ أن تقدمي اللبن الزبادي "الروب" لطفلك قبل عمر ستة أشهر، فمن الخطأ تماماً اعتقادكِ بأن منتجات الألبان، خصوصاً اللبن الزبادي؛ أنه يكون متوافراً على عدة أشكال تكون صالحة للرُضّع قبل عمر ستة أشهر، حيث إن الجهاز الهضمي للرضيع لا يكون قادراً على هضم أيّ نوع من الطعام الخارجي، باستثناء حليب الأم أو الحليب الصناعي، وتوقّعي أن يتعرض رضيعكِ لمتاعب هضمية مختلفة في حال قدمتِ له اللبن الزبادي لو بكمية قليلة مبكراً؛ فقد يستمر معه المغص المعتاد والانتفاخات في البطن وتراكم الغازات، إضافة لشعور طفلك الرضيع بعدم الراحة والبكاء باستمرار.
  3. اعلمي أن الطفل الرضيع، وبعد عمر ستة أشهر، يجب أن يحصل على مصادر مختلفة للبروتين، فإذا كان كوب واحد من اللبن الزبادي يمنح الطفل نحو 8 جرامات من البروتين؛ فبيضة مسلوقة واحدة تمنح الطفل نحو 6 جرامات من البروتين، وكذلك ربع كوب من العدس الأصفر المسلوق يمنح الطفل نحو 20 جراماً من البروتين، بالإضافة لمحتوى اللحوم والأسماك من البروتين الحيواني.
  4. لاحظي أنه من الخطأ الاعتقاد بأن اللبن الزبادي هو المصدر الوحيد للكالسيوم من أجل تعزيز صحة عظام وأسنان الطفل، حيث تعتقد الأم أن رضيعها سيكون مُقبلاً على مرحلتين مهمتين في تطور نموه، وهما التسنين والمشي، ولذلك فهو بحاجة لمصدر غني بالكالسيوم، وتختار له اللبن الزبادي، علماً بأن هناك مصادر أخرى غنية بالكالسيوم يجب إضافتها للرضيع؛ لكي لا يرفضها.

فوائد البروتين بأنواعه لصحة الطفل

مصادر البروتين
  • اعلمي أن البروتين يفيد صحة الطفل منذ بداية عمره، حيث يقوم بدور كبير في عملية بناء وتطور أنسجة الجسم، ويلعب دوراً كبيراً في آلية عمل الأجهزة الحيوية، فمثلاً يعمل على توصيل غاز الأكسجين إلى مختلف أعضاء الجسم، فيعزز آلية التنفس عند الطفل.
  • اعلمي أن الحرص على تقديم البروتين لطفلك وتعويده منذ عمر مبكر على تناول مصادره المختلفة، مثل اللحوم والأسماك، يفيد في بناء العضلات وتقوية الكتلة العضلية، وكذلك يعزز الجهاز المناعي للجسم؛ مما يساعده في محاربة مختلف الأمراض التي قد يتعرض لها الطفل على مدار مراحله العمرية.
  • لاحظي أن دور البروتين بأنواعه، سواء كان حيوانياً أو نباتياً، يساعد في تزويد جسم الطفل بالأحماض الأمينية، ويمد جسمه بالطاقة؛ لكي يكون قادراً على الحركة واللعب وممارسة طفولته، وبالتالي تطوير مهارات الطفل الحركية والنمو عموماً.

نصائح للتعامل مع رفض الطفل لأنواع الطعام الصلب

رضيع يأكل مع الأسرة
  • قومي بتقديم الطعام الصلب لطفلك عندما يكون جائعاً؛ لأنه في هذه الحالة سوف يُقبل على تناول أي طعام، فمثلاً حين يستيقظ من نوم القيلولة خلال النهار؛ قدمي له مصدراً جديداً، وبكمية صغيرة من البروتين، على أن يكون تام النضج ومهروساً؛ لكي يستسيغ طعمه، ولا تضيفي له البهارات أو الملح، ويضاف الملح بعد عمر السنة بكميات معتدلة.
  • لا ترغمي طفلك على تناول الطعام الذي يرفضه، بل توقفي عن تقديمه له لمدة أسبوع مثلاً، ثم عاودي المحاولة مرة أخرى، ولكن هذه المرة بشكل جديد، وعندما يكون جائعاً، واحرصي على ألا تستبدلي الطعام الجديد بالرضعة الطبيعية؛ لأن رضيعك بحاجة لأن يرضع منك لمدة عام على الأقل، ولكن يجب أن توزعي برنامج التغذية على مدار ساعات اليوم.
  • نوّعي في طريقة تقديم الطعام لطفلك، فمثلاً اخلطي الحليب بالموز أو التمر الطري، وكذلك يمكن إضافة ملعقة من عسل النحل إليه بعد عمر السنة، كما يمكنك إضافة الأرز لطعامه في حال رفضه؛ عن طريق إعداد طبق الأرز المطبوخ مع الحليب المحبب للأطفال، ويمكن طبخه مع حليب الأم أو الحليب الصناعي قبل عمر السنة. نوّعي في طريقة تقديم الطعام لطفلك، فمثلاً اخلطي الحليب بالموز أو التمر الطري، وكذلك يمكن إضافة ملعقة من عسل النحل إليه بعد عمر السنة، كما يمكنك إضافة الأرز لطعامه في حال رفضه؛ عن طريق إعداد طبق الأرز المطبوخ مع الحليب المحبب للأطفال، ويمكن طبخه مع حليب الأم أو الحليب الصناعي قبل عمر السنة.
  • احرصي على أن يجلس طفلك مع باقي أفراد الأسرة؛ لأن الطفل يميل إلى التقليد، ومنذ سن مبكرة، وحين يرى إخوته يتناولون الطعام، فسوف يقلدهم، كما أن الطفل إذا كان وحيداً؛ فهو يقلد الأب مثلاً في طريقة فتح الفم ومضغ الطعام؛ عن طريق تحريك الفك وهذه الطريقة تكون ممتعة بالنسبة له، وتجعله يُقبل على تناول الوجبة الجديدة التي تقدمينها له.
قد يهمك أيضاً معرفة: 5 علامات تشير إلى أن طفلك غير مستعد للأطعمة الصلبة
* ملاحظة من «الخليج 365»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.

أخبار متعلقة :