كتبت: ياسمين عمرو في الاثنين 6 أكتوبر 2025 06:59 صباحاً - من الضروري أن تعرف الأم أن مرحلة المدرسة الابتدائية خصوصاً لا تعني أن يتعلم طفلها القراءة والكتابة إضافة إلى مهارات تعليمية أخرى مثل مبادئ الحساب الأربعة، وهي الجمع والطرح والقسمة والضرب، فالمدرسة عبارة عن مجتمع جديد ينتقل إليه الطفل من مجتمع البيت الصغير الذي يتكون من الوالدين والإخوة والأخوات، ولذلك فهناك قواعد وقوانين لكل مجتمع يجب أن يمتلكها هذا الطفل لكي ينجح في تكوين علاقات جديدة من خلالها. هناك مهارات اجتماعية يجب أن يتعلمها طفلك في مجتمع المدرسة، ويتم ذلك عن طريق عدة خطوات يجب أن تتبعيها مع طفلك، ولذلك فقد التقت "الخليج 365 وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله حيث أشار إلى 7 خطوات لتعليم طفلك مهارات اجتماعية هامةلمجتمع المدرسة، ومن هذه المهارات تعويده على اللعب الجماعي وفن الاستماع وغيرهما في الآتي:
تعليم الطفل مهارة التحدث بعبارة طويلة
اعلمي أن انتقال طفلك من مجتمع البيت إلى مجتمع المدرسة يعتبر نقلة جديدة في حياة الطفل، وحيث إن طفلك وخلال وجوده في البيت يكون قادراً على توصيل ما يريده لك من خلال كلمة واحدة أو كلمتين، ولكن في المدرسة يجب ألا يتوقع ولا تتوقعي معه أيضاً أن يفهمه الآخرون وهم الزملاء الصغار والمعلمة حين ينطق بكلمة واحدة للتعبير عما يريده.
علمي طفلك مهارة الكلام بعبارة طويلة معبرة؛ لأن هذه المهارة مهمة جداً لمجتمع المدرسة لتحقيق التواصل مع الآخرين، ويكون ذلك عن طريق اللعب التمثيلي حيث يمكن أن تقولي له على صيغة سؤال" هل يمكنني مشاركتك اللعبة؟ وسوف يجيب عليك: نعم تعالي لكي نلعب سوياً، وهذا اللعب التمثيلي يطلق عليه مصطلح" Role play".
تعليم الطفل مهارة الحديث الودي
اعلمي أن وجود طفلك في المدرسة يعني أن يصبح مجتمعه أوسع، وهذا يتطلب قدراً من اللباقة والتهذيب يختلف تماماً عما يفعله في البيت، ولذلك فمن الضروري أن تعودي طفلك على مهارة الحديث الودي مع الآخرين سواء كانوا كباراً أم صغاراً لكي يطلق على طفلك لقب الطفل المؤدب والمهذب، ولذلك يجب أن يتعلم طريقة التحية والتعارف مثل "صباح الخير/ ما اسمك/ هل يمكنني أن ألعب معك... وهكذا.
لاحظي أن تعليم طفلك الحديث الودي سوف يقلل من المشاكل التي يمكن أن يتعرض لها الطفل في المدرسة، وحيث يكون المجتمع واسعاً، وهناك أطفال بعادات وثقافات مختلفة، وقد وفدوا ولديهم طرق مختلفة للتعامل، ولكن تأسيس قواعد التهذيب عن طريق الحديث الودي يتيح لطفلك التعامل بسلام مع الجميع.
اقرئي أيضاً: كيف تؤدبين طفلك بسبب الشتائم؟
تعليم الطفل التعبير عن مشاعره
اعلمي أن الطفل القادر على التعبير عن مشاعره هو الطفل القوي الشخصية، فشخصية الطفل لا تكون قوية وواثقة من نفسها في حال كان الطفل منطوياً وخجولاً وغير قادر على البوح عما يشعر به، فالتعبير عن المشاعر مهارة تامة يجب أن يتعلمها الطفل قبل أن يلتحق بالمدرسة لأنه حين يعود من الدوام الدراسي يجب أن تسأليه عن يومه وما تعرض له من مشاكل أو ما حققه من إنجازات.
عودي طفلك أن يعبر عن مشاعره مثل أن يقول لك: أنا حزين لأن زميلي أخذ قلمي دون استئذان، ولاحظي أن التعبير القصير عن شعور مزعج أفضل بكثير من تحول طفلك إلى طفل عصبي، وكذلك أن يتعرض الطفل إلى نوبات الغضب بسبب الضغوط النفسية المكبوتة والمتراكمة.
تعليم الطفل مهارة الاستماع
مهارة الاستماع
اعلمي أن الإنسان الذي يفكر وينجز هو الإنسان الذي يستمع جيداً ولا تتوقعي أن يكون طفلك متفوقاً في دراسته وهو لا يصغي إلى شرح المعلم، ولا تتوقعي أيضاً أن يكون طفلك محبوباً ولبقاً ومقبولاً في مجتمع المدرسة إذا لم يتحلَّ بمهارة وفن الاستماع، وحيث إن إعداد مسابقة منزلية بين الأشقاء أو الأصدقاء الصغار عن طريق "من يستمع أكثر دون أن يقاطع" تعد طريقة فعالة جداً لتعليم طفلك مهارة الاستماع وتعزيزها لديه بالتدريج.
تعليم الطفل مهارة اللعب الجماعي
اللعب الجماعي
اعلمي أن اللعب الجماعي هو فرصة لكي يخرج طفلك من حيز الأنانية، فالطفل بطبعه أناني خصوصاً لو كان الطفل الأول أو الطفل الوحيد في العائلة، ولأنك تدللين طفلك كثيراً وتقدمين له كل ما يريده فمن الطبيعي أن يحب الاستحواذ والتملك، ويصبح من الصعب عليه أن يمنح لعبته للآخرين أو أن يسمح لطفل آخر أن يشاركه اللعب.
عودي طفلك على مهارة اللعب الجماعي لأنه سوف يمارسها كثيراً في مجتمع المدرسة، وحيث إن اللعب الجماعي يعلم الطفل مهارة انتظار دوره والصبر وكذلك المشاركة، وهذه مهارات يتم اكتسابها في البيت عن طريق اللعب مع أطفال الأقارب والجيران والأصحاب، ويجب أن تسمحي له بممارستها ومنذ سن مبكرة.
تعليم الطفل عن طريق القدوة
اعلمي أن أطفالنا لا يتعلمون بالوعظ المباشر وإلقاء الأوامر بل على العكس فالتمرد هي صفة طبيعية عند الطفل، ولذلك يجب أن تعرفي أن الطفل يتعلم بالقدوة، ويجب أن تكوني قدوة طفلك الأولى، فمثلاً حين يرى الطفل أمه تقوم برد التحية ومد يدها بالسلام فمن الطبيعي أن يفعل ذلك حين يصبح في مجتمع المدرسة، وسوف يكون مبادراً لذلك بين أصحابه وعلى العكس من ذلك حين لا يرى مثل هذه التصرفات من والديه فمن الطبيعي ألا يفعل مثل هذه التصرفات التي تقربه وتحبب الآخرين إليه.
تعليم الطفل عن طريق القصص والألعاب
القراءة واللعب مع الطفل
عودي طفلك على قراءة القصص منذ سن مبكرة، وعليك أن تعرفي فوائد القراءة للطفل حتى وهو لا زال رضيعاً لأن صوت الأم وحده يكون كافياً في مد جسور التواصل مع الطفل وتحسين نفسيته ومزاجه، أما حين يكبر قليلاً فيجب أن لا تتوقفي عن قراءة القصة فقط من أجل أن ينام الصغير أو يهدأ ويتوقف عن إثارة الشغب، بل يجب أن تناقشيه في محتوى القصة والهدف منها وحين يصبح في المدرسة اقرئي له قصصاً عن فوائد الصداقة، وكيف يساعد الأصدقاء بعضهم البعض، وهناك نماذج تاريخية حقيقية عن ذلك بديلة عن القصص الخيالية.
اعتمدي طريقة اللعب أيضاً لتعليم طفلك مهارة الاندماج في مجتمع المدرسة لأن الإنسان لا يمكن أن يعيش وحيداً في الحياة، وهكذا حاولي أن تشاركيه اللعب في البيت، ويفضل اختيار الألعاب التي تعتمد على المسابقات وقولي له: ما رأيك أن نلعب معاً ونكسب معاً: وتخيلي التحفيز الذي سيصبح عليه طفلك بهذه الطريقة.
قد يهمك أيضاً: ألعاب الطفل: اختيار الألعاب المناسبة ودورها في التطوير المعرفي