بين الولادة الطبيعية والقيصرية: كيف تختارين الأفضل لكِ؟

كتبت: ياسمين عمرو في الأحد 12 أكتوبر 2025 09:58 صباحاً - تُعتبر الولادة عن طريق العملية الجراحية القيصرية هي الطريقة الثانية المعروفة للولادة، ويتم اللجوء إليها وفق حالات خاصة، ويبقى خيار الولادة الطبيعية أي إخراج المولود بالطريقة التقليدية من مجرى الولادة هو الخيار الأول عند أطباء التوليد، في حين توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة اتباع هذا الخيار، وكذلك الاستعداد والعمل دائماً لرفع فرص الولادة الطبيعية من أجل صحة الأم والجنين، وذلك ابتداء من مرحلة الحمل.
تقع الأمهات الحوامل في حيرة ما بين اتخاذ قرار إجراء الولادة بالعملية القيصرية، الذي يعني تعرض الأم لعملية جراحية وشق البطن، وخيار الولادة الطبيعية التقليدية، وما ينتج عنها من عيوب ومضاعفات في المستقبل. لذلك التقت "الخليج 365 وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب النساء والولادة الدكتورة ناهد الزمر؛ حيث أشارت إلى مميزات وعيوب طريقتي الولادة.. تعرفي إلى أسباب تجعلكِ تختارين الأفضل لكِ في الآتي:

الأسباب التي تؤدي إلى اللجوء إلى إجراء العملية القيصرية

الأم مع مولودها
  1. اعلمي أن طريقة الولادة القيصرية تُعرف بأنها الطريقة التي يتم فيها خروج المولود وتوابع الحمل عن طريق إجراء شق عرضي أسفل البطن، ويتم اللجوء إلى هذه الطريقة من الولادة والمعروفة بالولادة القيصرية في حالات وظروف مرتبطة بالأم والجنين، وفي بعض الأحيان بناء على طلب الأم الحامل نتيجة لتصورات خاطئة عن الولادة الطبيعية، أما أسباب اللجوء الاضطراري إليها، فمنها عندما يكون حجم المولود كبيراً، وفي حالة الحمل بتوائم.
  2. توقعي أنه في حال تعرضت الحامل إلى حالة ولادة قيصرية أولى أو سابقة؛ فيُفضل بعض الأطباء اتخاذ قرار إجراء الولادة عن طريق الولادة القيصرية للمرة الثانية، وفي حالة كانت الهيئة التي يتخذها الجنين غير طبيعية مثل المجيء بالمقعدة، فيكون ذلك السبب مثلاً الذي يؤدي إلى اتخاذ خيار الولادة القيصرية في الولادة الثانية، وفي حدوث الحمل عند الأم في سن تقدمت عن سن الخصوبة أي "بعد الخامسة والثلاثين"، وفي حال أيضاً معاناة الأم الحامل من السمنة؛ فيتم في مثل هذه الحالات اتخاذ قرار إجراء العملية القيصرية، إضافة لوجود سبب خلقي مهم، وهو وجود ضيق في منطقة حوض الحامل، وفي هذه الحالة يتم اتخاذ قرار إجراء الولادة القيصرية في كل الحالات القادمة للولادة وليس مرة واحدة فقط؛ لأن عدم نزول رأس الجنين وتغير شكله إلى الحوض يعني أن تُشكِّل تلك الحالة خطراً على الأم والجنين.

أهم عيوب الولادة القيصرية

مولود بعد الولادة القيصرية
  • اعلمي أن الولادة القيصرية على الرغم من أنها تمنح الأم الفرصة للولادة بدون ألم، ولكن قد تتعرض إلى حدوث التصاقات في جدار البطن أثناء خياطة شق الولادة، بالإضافة إلى احتمالية حدوث تضرر في الأعضاء القريبة من الرحم من المثانة والأمعاء، كما أن هناك احتمالات لحدوث ما يُعرف بعدوى بطانة الرحم، وحدوث عدوى أيضاً والتهاب في شق العملية.
  • توقعي أن تحدث لديك أعراض صحية مزعجة مثل صعوبة التبول والإصابة بالإمساك المؤلم والمستمر لأيام، إضافة للشعور بألم الرأس بسبب تعرضك للتخدير، مما يجعلنا نتساءل ما هي العلاقة بين عملية الولادة القيصرية وشرب القهوة؟ حيث توصف للأم القهوة لتقليل الصداع المنتشر فيما بعد الجراحة القيصرية، كما أن معاناة الأم بعد الجراحة من تراكم الغازات وارتفاع مستوى البطن وصعوبة رجوعه لشكله الطبيعي، يكون ضمن مضاعفات الولادة القيصرية الصعبة العلاج.
  • اعلمي أنه من ضمن مضاعفات الولادة القيصرية حدوث جلطات في إحدى الساقين بعد الولادة، وهي من أكثر المضاعفات خطورة، والتي تُصيب الأم بسبب قلة الحركة بعد العملية الجراحية، وهناك احتمالية تسرب بعض السائل الأمينوسي المحيط بالجنين خلال الولادة إلى دم الأم، وقد يتحرك نحو رئتيها، ويتسبب ذلك في حدوث ضيق في شرايين الرئتين، وقد يؤدي إلى حدوث اختلال في ضربات قلبها، وزيادة معدل نبضاته، وحدوث نوبة قلبية مهدِّدة لحياة الأم.

فوائد الولادة الطبيعية للمولود

مولود حديث الولادة

 

  1. اعلمي أن هناك فوائد تعود على الطفل المولود عن طريق الولادة الطبيعية؛ حيث ستكون آلية عملية التنفس لديه أفضل؛ لأن عملية الطلق وتطورها قبل أن يخرج المولود إلى الحياة تضع المولود ذاته تحت ضغط طبيعي، يتسبب في أن يكون لديه قدرة على التكيف أفضل؛ حيث يساعده ذلك الضغط على طرد السوائل من الرئتين، مما يقلل من مشاكل التنفس المعروفة التي يتعرض لها المواليد؛ أي أن الولادة الطبيعية تمنحه فرصة للاستعداد؛ لكي يتنفس بشكل طبيعي في العالم الخارجي مستخدماً الرئتين بطريقة مباشرة، في حين أن الولادة القيصرية لا تمر الحامل بمرحلة الطلق، ولذلك فلا يتاح للمولود فرصة الاستعداد للتنفس الطبيعي، وغالباً ما تتم الولادة القيصرية قبل إتمام أسابيع الحمل، وبالتالي قد يحتاج المولود الصغير للحجز في الحضانة الصناعية لعدم اكتمال فعالية جهازه التنفسي.
  2. لاحظي أن خيار الولادة الطبيعية يضمن لكِ العودة السريعة إلى البيت، فغالباً ما تقضي الأم التي ولدت عن طريق الولادة الطبيعية، حتى لو تعرضت لخطوة شق العجان، عدة ساعات في المستشفى، ثم تعود بالمولود إلى بيتها لكي تُرضعه وتهتم به، وتستطيع أن تقف الأم على قدميها دون مساعدة وتعتني بالمولود وباقي الأطفال، على العكس من الأم التي تلد عن طريق الولادة القيصرية؛ حيث تمر عدة ساعات قبل تمكنها من إرضاع مولودها، وغالباً ما تضطر للبقاء في المستشفى لأيام، أو أنها تكون متعبة لدرجة أنها تكون غير قادرة على العناية بالمولود، مما يؤثر على تواصلها المبكر مع المولود.
  3. توقعي أن يكون معدل العدوى والتجلطات أقل في الولادة الطبيعية عما يحدث في الولادة القيصرية؛ حيث يتم شق البطن، وبالتالي تتعرض الأم خلال العملية لحدوث العدوى، والتي قد تنتقل إلى جنينها، وبالإضافة لحدوث التجلطات والالتصاقات المنتشرة الحدوث في جدار البطن بسبب أخطاء يقع بها الأطباء أثناء خياطة طبقات البطن، مما يؤثر على شكل بطن الأم لاحقاً وعلى صحتها، وعلى العكس من المولود الذي يولد ولادة طبيعية؛ وحيث يخرج من مجرى الولادة دون أن تتعرض الأم لأي مضاعفات.

عيوب محدودة للولادة الطبيعية

  • اعلمي أن عيوب الولادة الطبيعية قد تكون محدودة، وتظهر على المدى القريب أو البعيد، ولكنكِ يمكنكِ تفادي معظم هذه العيوب وبطرق بسيطة؛ لكي تبقى الولادة الطبيعية هي خيار ولادتك الأول، ومن أهم تلك العيوب هو تعرض الأم للطلق المؤلم والمرهق والذي يستمر لساعات، خاصة في حالة ولادتكِ الأولى، كما أن هناك مشكلة أخرى أكثر صعوبة ورغم حدوث الطلق، وهي احتمالية عدم حدوث توسع في فتحة عنق الرحم، والتي يحددها الطبيب مع قرب خروج رأس المولود، ومن خلال التصوير بالسونار والفحص السريري، وفي هذه الحالة قد يلجأ الطبيب إلى شق ما يعرف بمنطقة العجان وإجراء خياطة تجميلية بعد خروج الجنين، وستكون مؤلمةً بعد الولادة، وتواجه الأم صعوبات في الجلوس خصوصاً لعدة أيام متتالية.
  • توقعي أن تُصابي وفي حال تكرار عدد ولاداتك بحالة منتشرة عند النساء اللواتي ولدن ولادة طبيعية كل مرة، وهي حالة سلس البول المزعجة والمحرجة مع حدوث هبوط متراوح الدرجة في عضلات الحوض، وذلك مع تقدمكِ في العمر واقترابك خصوصاً من سن اليأس، وتعرف هذه الحالة عند العامة بـ"التهبيطة"، وهي تتسبب بمشاكل صحية في مراحل عمرية تالية ما لم تواظب الأم الحامل وخلال مرحلة الحمل وبكل إصرار على ممارسة تمارين كيجل المخصصة للحوض بدءاً من منتصف مرحلة الحمل؛ حيث تفيد في تقوية عضلات الحوض ومنع الهبوط الرحمي وتسهيل الولادة الطبيعية بتقليل التوسع.

قد يهمكِ أيضاً: نصائح مهمة للأم بعد الولادة خصوصاً إذا كانت فوق سن الثلاثين
*ملاحظة من «الخليج 365»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

أخبار متعلقة :