4 أسرار مدهشة لتقوية علاقتك بمولودك منذ اليوم الأول للولادة

كتبت: ياسمين عمرو في الخميس 16 أكتوبر 2025 06:59 صباحاً - تحرص معظم الأمهات على الاهتمام البالغ برعاية المولود منذ اللحظات الأولى لولادته، ويقمن بتوفير كل رسائل الرعاية والراحة له مثل الرضاعة وتغيير الحفاض باستمرار والاستحمام اليومي وتبديل الملابس، ولكن هناك ما تغفل عنه الأم، وهو أن المولود يكون إنساناً كبيراً وحساساً، ولديه القدرة على استشعار كل ما يدور حوله، ولذلك فهو يكون قادراً على اكتشاف مشاعر أمه تجاهه وقياسها أيضاً.
هناك من العلماء من اخترع مفهوم صوت القلب أي ضرورة أن يسمع الطفل صوت ضربات قلب الأم طيلة الوقت؛ لكي يطمئن وهو يدل على أهمية ارتباطه بها وتقوية علاقته معها من أجل صحته النفسية والجسدية، ولذلك فقد التقت "الخليج 365 وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية تغذية ونوم الأطفال الدكتورة ليندا زغبر، حيث أشارت إلى 4 أسرار مدهشة لتقوية علاقتك بمولودك منذ اليوم الأول للولادة، ومنها حمله بمجرد أن يبكي والحديث معه حتى لو كان لا يفهم وغيرها من الأسرار في الآتي:

1- الاستجابة للطفل بمجرد أن يبكي

أم تحمل مولودها

اعلمي أنه من الضروري لكي تقوي علاقتك بطفلك منذ ولادته يجب أن تستجيبي له وتهرعي له بمجرد أن يبكي لكي يشعر باهتمامك، وتبثي لديه شعوراً بالأمان والاطمئنان خصوصاً أنه يشعر بوحشة في العالم بعد ولادته، وليس صحيحاً ما يشاع أن ترك المولود لكي يبكي لمدة طويلة يكون مفيداً لصحته ونموه.
لاحظي أن كثرة بكاء الطفل دون الرد عليه وتواصل وتيرة البكاء، بحيث يشد الطفل الصغير على ساقيه وذراعيه ويحتقن وجهه بشدة ويصبح أحمر اللون، يؤدي إلى زيادة مستوى هرمون التوتر في جسم هذا الصغير، ويصبح الطفل عصبياً باستمرار، ومن السهل استثارته أيضاً، ويوصف بأنه طفل نكدي ومزعج للآخرين؛ لأن الأم لم تستطع أن تحتوي بكاءه منذ البداية.
توقعي أن يصاب مولودك الصغير بسبب بكائه المتواصل، بأعراض مرضية خطيرة مثل زيادة في سرعة ضربات القلب على معدلها الطبيعي، وبالتالي حدوث تناقص ملحوظ في نسبة الأكسجين في الدم لديه، وقد يحدث لديه بعض المضاعفات الخطيرة أيضاً والمرتبطة بعضلة القلب.

2- تثبيت روتين نوم يومي آمن للطفل

اعلمي أنه من المهم تثبيت روتين يومي لنوم الطفل، وذلك منذ اليوم الأول لولادته، وحيث إن الطفل وعلى صغر سنه فهو يستطيع أن يكتشف أن هناك طقوساً وروتيناً لنومه ثم يبدأ في اكتشاف أن هناك روتيناً لباقي يومه ويرتبط الطفل بهذا الروتين، وحيث إن الأطفال بطبيعتهم يحبون الروتين لدرجة أن طفلك قد يسألك لماذا لم تضعي السجادة الحمراء الصغيرة تحت قدمي وأنا أرتدي الحذاء، بمعنى أنه قد يرفض ارتداء الحذاء دون وجود السجادة الحمراء الصغيرة.
لاحظي أن تثبيت الروتين اليومي لنوم الطفل سوف يشعره بالأمان، ويقوي علاقته بك مبكراً، وسوف يجعله ينتظر وقت النوم لكي يحظى بخطوات حميمية رائعة تشمل تغيير الحفاض والاستحمام والتجفيف، ثم الرضاعة المشبعة، ويليها الغناء له بصوت هامس وحنون حتى يبدأ في الدخول بمرحلة النوم النشط، ثم النوم العميق ومن الممكن أن تقومي بالقراءة المبكرة له، واعلمي أن القراءة للطفل لها فوائد عظيمة تسهم في تقوية علاقته بالأم وتشعره بالأمان معها، وينعكس ذلك على صحته ومناعته.

3- الحديث المستمر معه حتى لو كان لا يفهم ما تقولينه

الحديث مع المولود

اعلمي أنه من الضروري أن تتحدثي مع طفلك ليس بعد ولادته ولكن منذ المرحلة الجنينية، فهناك فوائد كثيرة للحديث مع الطفل، ويجب عليك ألا تعتقدي أن لا فائدة للحديث معه لأنه لا يفهم ما تقولينه، بل على العكس فما يهم الطفل هو سماع صوتك المحبب، والذي اعتاد عليه منذ أن كان في رحمك، وكذلك شعوره بالارتباط القوي بك مما يعطيه إحساساً بالطمأنينة والأمان.
توقعي أن يعود الحديث المبكر مع طفلك عليه بفوائد نفسية وجسمية كثيرة، وقد أشارت الأبحاث إلى أن الحديث مع الطفل يرفع من معدل الذكاء لديه إضافة إلى أنه يسهم في تطوير مهارات الطفل، وسوف يتحدث الطفل بعمر مبكر، ويفهم مخارج الحروف جيداً ويربط بين الأشياء ومسمياتها، ولذلك فمن الضروري أن تتحدثي معه بلغة عربية صحيحة، ويجب أن يكون الحديث مقترناً بلغة الجسد التي تحمل المشاعر والأحاسيس وتنقلها للطفل.

4- احتضان الطفل باستمرار

احتضان المولود

احتضني طفلك ودون سبب ومنذ الولادة، ولا تقولي لنفسك إن الطفل لا يفهم ولا يشعر، بل على العكس فهو يريد ذلك منك دائماً وباستمرار، ولا تهملي هذا السلوك على الإطلاق، ولا تستهيني بتأثيره مهما كنت مرهقة ومستنزفة؛ لأن احتضان طفلك يومياً وطيلة الوقت خصوصاً بعد الولادة وضمه بين ذارعيك وكذلك التلامس الجسدي بينك وبينه بحيث يسمع ضربات قلبك ويشعر بملمس بشرتك على جلده ويشم رائحة ملابسك يسهم بشكل كبير بتوفير فوائد صحية للطفل، إلى جانب الفوائد النفسية والسلوكية لاحقاً، ومن أهم هذه الفوائد الصحية التي تعود عليه أن احتضان وعناق الطفل يعملان على تعزيز ورفع مستوى مناعة الطفل بشكل واضح مقارنة بغيره من الأطفال الذين يقضون وقتاً مع المربيات مثلاً، وحيث يعمل هذا السلوك المهم والدافئ على زيادة معدل إفراز هرمون الأوكسيتوسين، ويتم إفرازه في منطقة تعرف بمنطقة تحت المهاد في دماغ طفلك.
اهتمي بأن تحتضني طفلك منذ ولادته وعلى مدى سنوات طفولته، وذلك لأن الدراسات العلمية قد أثبتت أن مناعة الأطفال الصغار في الأسر التي تكثر بها المشاكل العائلية القاسية وافتقارهم للاحتضان والإشباع العاطفي والنفسي يؤدي لأن يصاب هؤلاء الأطفال بالأمراض المعدية مثل الرشح والبرد في سن مبكرة، وعلى مدى مراحلهم العمرية ابتداء من مرحلة الرضاعة؛ لأن الطفل الذي لا يحصل على مثل هذه المشاعر يكون أكثر عرضة للتعرض إلى الإهمال الصحي والعناية الشخصية والنظافة، وهي سلوكيات سلبية تترتب على عدم وجود مشاعر الحب وبث الأمان والاحتواء من الأساس للطفل داخل الأسرة.
اهتمي بتحقيق الحضن والعناق بين طفلك منذ ولادته مع الأب لأن تعويد الطفل على العناق اليومي يساعده على ترتيب روتين يومه مع مشاعر الفرح والتفاؤل والإقبال على الحياة، بحيث يكون احتضان الطفل بشكل دائم والتربيت على رأسه ووجنتيه وصدره ضمن عادات يومية تقوي الروابط بينك وبين أبنائك، والتي لا يمكن تعويضها بأي ثمن.
قد يهمك أيضاً: فوائد الحديث مع الطفل منذ المرحلة الجنينية بلغة عربية سليمة

أخبار متعلقة :