كتبت: ياسمين عمرو في الأحد 19 أكتوبر 2025 08:03 صباحاً - تُعدّ مرحلة الطفولة المبكرة من أكثر المراحل حساسية في حياة الإنسان، فهي الأساس الذي يُبنى عليه النمو الجسدي والعقلي والعاطفي، وفي ظل سرعة الحياة وتعدد مصادر المعلومات، قد تشعر الأم الجديدة بالحيرة أمام كثرة النصائح المتضاربة حول كيفية العناية بطفلها. لذلك، يأتي هذا التقرير من الدكتورة نهال القاضي أستاذة طب الأطفال؛ ليقدّم للأمهات الجدد دليلاً لأهم 10 نصائح حول الأطفال الرضع، مدعومة بأحدث التوصيات العلمية والطبية حول العالم، بلغة مبسطة وقريبة من القلب.
التوازن بين عنايتكِ بنفسك ورعايتكِ لطفلكِ
غالبية الأمهات خاصة الجدد، ينشغلن بالكامل بأطفالهن ويهملن أنفسهن، بينما الأم السعيدة المتوازنة هي منْ تربي طفلاً أكثر سعادة، لهذا- وقبل سرد النصائح للأطفال الرضع- خصصي وقتاً قصيراً كل يوم لراحتك الشخصية، سواء بقراءة كتاب أو شرب كوب من الشاي بهدوء، أو المشي قليلاً، الاهتمام بالنفس الخليج 365 ليس أنانية، بل ضرورة لاستمرار العطاء.
وتذكري: أن العناية بالرضيع لا تعني تلبية احتياجاته الجسدية من طعام ونوم ونظافة، بل تمتد لتشمل بناء بيئة مليئة بالحب والتفاعل والطمأنينة، الأشهر والسنوات الأولى من عمر الرضيع هي حجر الأساس لشخصيته المستقبلية، وكل لمسة وكلمة وابتسامة منك تُسهم في بناء هذا الأساس المتين.
تذكّري أن الأمومة رحلة تحمل بعضاً من التعب والألم والتحديات، لكنها أيضاً أجمل مغامرة يمكن أن تعيشها امرأة خطوة بعد خطوة؛ لذا امنحي نفسك الوقت لتتعلّمي وتخطئي وتنجحي، فكل ما يحتاجه طفلك في النهاية هو أمّ محبّة، صبورة، واثقة من نفسها.
عليكِ بالرضاعة الطبيعية فهي البداية المثالية
تُعدّ الرضاعة الطبيعية أفضل هدية يمكن أن تقدّمها الأم لطفلها في أشهره الأولى، فهي ليست فقط غذاءً متكاملاً يحتوي على جميع العناصر التي يحتاجها الرضيع للنمو، بل هي أيضاً وسيلة طبيعية؛ لتعزيز مناعته وحمايته من الأمراض.في هذا الشأن أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يرضعون طبيعياً، يتمتعون بصحة أفضل ومعدلات أقل من العدوى في السنوات الأولى، وأنّ لحظة الرضاعة نفسها تخلق رابطاً عاطفياً عميقاً بين الأم والطفل، يُشعره بالدفء والأمان، ويقوّي إحساسه بالحب والانتماء.
امتناع الطفل عن الرضاعة الطبيعية: ما بين الأسباب والأعراض وطرق العلاج
اهتمي بنوم الطفل المنتظم فهو سرّ النمو السليم
النوم ليس ترفاً بل ضرورة أساسية لنمو الدماغ والجهاز العصبي للرضيع، ويحتاج حديثو الولادة إلى النوم ما بين 14 إلى 17 ساعة يومياً، تتوزع بين الليل والنهار، ومن المفيد أن يعتاد طفلك على روتين نوم ثابت، يشمل الإضاءة الهادئة والأصوات الخافتة ودرجات الحرارة المعتدلة، فالنوم المنتظم يعزّز نموه الجسدي، ويقلل من التوتر، ويساعده على تطوير قدرته على التعلّم والاستجابة للمؤثرات من حوله.استمري في التواصل البصري واللفظي
يظن بعض الآباء أن الطفل لا يفهم ما يدور حوله في شهوره الأولى، لكن الأبحاث تؤكد أن التواصل مع الطفل منذ أيامه الأولى يغذي ذكاءه، وله تأثير عميق على تطوره العقلي والعاطفي؛ لهذا: تحدثي إليه، انظري في عينيه، ابتسمي له، وكرري الأصوات البسيطة التي يُصدرها.
هذه التفاعلات الصغيرة تُحفّز دماغه على التعلم، وتطوّر مهاراته اللغوية والاجتماعية لاحقاً، الأطفال "الخليج 365 الأم" الذين يتلقون تفاعلاً بصرياً ولفظياً مستمراً من والديهم يُظهرون سرعة أكبر في فهم اللغة والتعبير عن مشاعرهم.
قومي بتغيير حفاضات طفلك بانتظام لتحمي بشرته
بشرة طفلكِ حساسة، ومن المهم جداً الحفاظ على نظافتها، ترك الحفاضات المبللة لفترات طويلة قد يؤدي إلى التهابات أو طفح جلدي مؤلم؛ لذا احرصي على تغيير الحفاض فور اتساخه، وتنظيف المنطقة بالماء الفاتر أو بمناديل مخصصة للأطفال خالية من الكحول الطبي والعطور.
كما يمكنكِ استخدام كريم وقائي خفيف بعد كل تغيير لحماية البشرة وتهدئتها؛ العناية ببشرة الطفل ليست مسألة نظافة فقط، بل هي أيضاً جزء من راحته النفسية وجودة نومه.
لا تغفلي عن المتابعة الطبية الدورية فهي أساس الوقاية؛ ها هو طفلك وقد بدا بصحة جيدة، لكن الفحوصات الدورية ضرورية جداً؛ لاستمرار ومتابعة نموه البدني والعقلي، مع التأكد من حصوله على التطعيمات في مواعيدها.
الزيارات المنتظمة للطبيب تتيح الكشف المبكر عن أي تأخر في النمو أو علامات غير طبيعية، مما يسهل معالجتها في الوقت المناسب، وتذكّري أن الوقاية دائماً أفضل من العلاج، وأن الفحص الروتيني هو فرصة للاطمئنان على سلامة صغيرك.
أسرعي بالاستجابة لبكاء طفلكِ لتبني بداخله الأمان
يبكي الرضيع للتعبير عن احتياجاته، سواء كانت جوعاً أو ألماً أو رغبة في القرب من أمه، لا تنساقي للمقولة القديمة التي تدعو إلى ترك الطفل يبكي حتى يتعوّد، استجابتك له لا تفسده، بل تُشعره بالاطمئنان، عندما يعرف الطفل أن أمه أو أباه يلبّيان حاجته بسرعة، ينمو لديه إحساس بالثقة في العالم من حوله، ما ينعكس لاحقاً على شخصيته وتوازنه النفسي.قومي بتدليك جسم الرضيع ليقوّي الرابط العاطفي بينكما
لمسة الأم هي اللغة الأولى التي يفهمها الطفل، والتدليك اللطيف بعد الحمام أو قبل النوم يساعد على تهدئة الرضيع وتحسين نومه، كما ينشّط الدورة الدموية، ويساعد في تقوية العضلات، لهذا استخدمي زيتاً خفيفاً مخصصاً للأطفال، وابدئي بحركات ناعمة على الذراعين والساقين والبطن. هذه اللحظات الهادئة تمنحكِ أنتِ أيضاً وقتاً من الراحة والاتصال العميق مع صغيركِ.
تهيئة بيئة آمنة للرضيع تمنحكِ راحة البال
بدء حركة الطفل يعني تحول المنزل إلى مكان مليء بالمغامرات والمخاطر في آنٍ واحد، وعليكِ تأمين الزوايا الحادة، وتغطية المقابس الكهربائية، وإبعاد الأشياء الصغيرة التي يمكن أن يبتلعها. ولا تنسي وضع طفلك على سطح مستوٍ أثناء النوم، واحرصي على ألا يحتوي سريره على وسائد أو ألعاب كثيرة. البيئة الآمنة تمنح الطفل الحماية، وتتيح له حرية الحركة والاستكشاف بثقة.لا تبدئي التغذية التكميلية إلا بعد ستة أشهر
بعد مرور ستة أشهر من عمر الطفل، يصبح جسده جاهزاً لإدخال الأطعمة الخارجية تدريجياً إلى جانـب الرضاعة؛ هيا ابدئي بخضروات مهروسة مثل الجزر أو البطاطا الحلوة، ثم أضيفي أنواعاً أخرى من الحبوب والفواكه لاحقاً. من المهم أن تقدمي له طعاماً واحداً في كل مرة لمراقبة أي رد فعل تحسسي، هذه المرحلة تتعلق أيضاً بتكوين عادات صحية تدوم مدى الحياة.تحلي بالصبر والتعلّم لتمثلي: الأمومة الناجحة
كل أم تمرّ بلحظات تعب وارتباك، وهذا طبيعي تماماً، ولا يوجد دليل واحد يناسب جميع الأطفال؛ لأن كل طفل فريد في طباعه واحتياجاته، المهم هو التحلي بالصبر والاستمرار في التعلم. يمكنكِ قراءة الكتب والبحث في النت، أو المشاركة في مجموعات دعم الأمهات والاستماع إلى تجارب أخريات دون مقارنتها بتجربتكِ الخاصة.
أخبار متعلقة :