ما هي العلامة الهامة التي تدل على وجود مشكلة عصبية عند مولودك؟

كتبت: ياسمين عمرو في الأحد 26 أكتوبر 2025 09:58 صباحاً - من الضروري أن تتأكد الأم أن مولودها الجديد يتواصل معها بشكل صحي وطبيعي؛ لكي تطمئن على سلامة جهازه العصبي المرتبط بالدماغ وسلامته؛ حيث إن سلامة ونمو الأعضاء الخارجية للمولود مثل الأطراف لا يعني أن المولود سيكون سليماً وبصحة جيدة؛ لأن تواصله مع العالم المحيط، ومن خلال جهازه العصبي وتتبع المؤثرات المحيطة والتأثر بها من أهم علامات سلامة دماغه، وعدم وجود تشوهات خلقية أو ولادية لديه.
إذا كان على الأم أن تطمئن، على صحة طفلها من كل النواحي يجب أن تراقب أعراضاً قد تظهر عليه؛ ولذلك التقت "الخليج 365 وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور محمد غانم؛ حيث أشار إلى ما هي العلامة الهامة التي تدل على وجود مشكلة عصبية مبكرة عند مولودك، وأهمية مراقبتها من أجل صحة ونمو عقله في الآتي:

حقائق علمية مبسطة عن تكوُّن دماغ الطفل

التتبع البصري عند المولود
  • اعلمي أن دماغ الجنين يتكوَّن في الأسابيع الأولى والمبكرة جداً من لحظة حدوث الحمل، وعلى خلاف توقعاتك وما قد تسمعينه من الأخريات؛ حيث إن بدء نمو المخ عند جنينك يكون في الأسبوع الثالث من أسابيع الحمل، ويعادل هذا الأسبوع ما يُعرف علمياً بالأسبوع الأول من عمر الجنين، ثمّ تبدأ تباعاً عملية تكوُّن الأجزاء المعقّدة من المخ، وذلك في الأسبوع السادس من أسابيع الحمل، وهو ما يعادل الأسبوع الرابع من عمر الجنين، ومع حلول الشهر الثاني من شهور الحمل يتكون المخ بشكل تام؛ حيث ينمو دماغ الجنين؛ ليصل في ذلك الوقت إلى نصف حجم الجسم تقريباً، ويبدو واضحاً من خلال تصوير السونار أن حجم الرأس أكبر من حجم الجسم، ثمّ يزداد نموّ رأس الجنين وكذلك الجسم وتبدأ عظامه بالتكوّن.
  • اعلمي أن دماغ الإنسان عموماً يتكون من المخ وهو أكبر وأهم أجزاء الدماغ، ويقع المخ في جمجمة الإنسان، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً مع الحبل الشوكي، الذي يكون على امتداد العمود الفقري وبداخله؛ ليشكل المخ مع الحبل الشوكي ما يُعرف علمياً بالجهاز العصبي المركزي في الجسم، وهو الجهاز المتحكم في جميع الحركات والأفعال الإرادية، واللا إرادية التي تحدث داخل جسم الإنسان، ومن هذه الأفعال التفكير المنظم والإحساس أي الإدراك، وكذلك مهارة الحركة، ومهارة النطق، والقدرة على التحكم بالعواطف والشعور المتباين بالمواقف المختلفة، وينظّم أيضاً عمل الحواس المختلفة ووظائف أخرى ضرورية من أجل سلامة صحة الإنسان الجسمية والصحية، مما يعني أن الجنين ككائن يوجد في رحم الأم قد يتعرض لمخاطر تؤثر على صحته من كل النواحي مدى حياته، في حال حدوث مشاكل في الدماغ مرتبطة بالأعصاب، ويمكن اكتشاف المشكلة العصبية بعد الولادة من خلال علامات هامة تظهر على المولود وقبل الفحص السريري من الطبيب المختص.

علامة يجب مراقبتها للتأكد من خلوِّ مولودك من المشاكل العصبية

مولود يلعب

راقبي مولودك جيداً؛ لكي تتأكدي من سلامة دماغه؛ حيث ترتبط سلامة الدماغ عند المولود بسلامة جهازه العصبي، وهناك علامة هامة تؤكد وجود مشكلة عصبية لديه أو تنفي وجودها، وهي ظاهرة التتبع البصري عند المواليد، وهي ظاهرة هامة يجب أن تتأكدي أن مولودك يتمتع بها؛ حيث إن الطفل الذي يعاني من مشاكل عصبية سوف تلاحظين عليه أنه لا يتابع حركة الأجسام أو الأضواء مثلاً من حوله، كما أنه يثبت نظره طويلاً في أي جسم أمام مرمى بصره بحيث لا يُحرك نظره عنه، وهذه علامة خطرة يجب أن تنتبهي لها، ولا تعتقدي بأن مولودك لا زال صغيراً؛ لأن سلامة الدماغ والجهاز العصبي أثناء وجوده في الرحم وخلال مرحلة تكونه يُنبئ عنه ظاهرة التتبع البصري في الأيام الأولى من الولادة.
لاحظي أيضاً أنك يجب أن تشعري بالقلق حين يكون مولودك مفتقداً للقدرة على التواصل البصري معك؛ لأن التواصل البصري مع الأم من أولى علامات سلامة الجهاز العصبي والنشاط الطبيعي للدماغ لدى مولودك، فعدم التواصل البصري بين الأم والرضيع يعد من أهم علامات الإصابة بما يُعرف بطيف التوحد المبكرة، والتي يجب أن تلاحظها وتراقبها الأم، وتتوقع أن يُصاب الطفل لاحقاً بطيف التوحد؛ بسبب فقدانه للتركيز البصري لمدة طويلة، كما أن الطفل وفي عمر الشهرين تحديداً تلاحظ الأم عدم قدرته على التتبع البصري، والذي من المفترض أن ينمو ويتطور مع المولود لا أن يتوقف فيبدأ بالمتابعة، ثم يكون هناك ردّات فعل مثل المناغاة أو الضحك أو تحريك الأطراف بسعادة حين تتحرك الأم وتمر من أمامه.
توقعي في حال فقدان التواصل البصري بينك وبين رضيعك حتى يصل إلى نحو عمر الشهرين، سوف تظهر عليه علامات أخرى تدل على إصابته بطيف التوحد، ومن هذه العلامات أن الرضيع لا توجد لديه استجابة للأصوات العالية، كما أنه لا يتشبث جيداً بالأشياء والألعاب بيديه، ولا يستجيب لابتسامة وضحك الآخرين نحوه، ولا يصدر أصواتاً غير مفهومة ومصحوبة باللعاب من فمه على سبيل التواصل المبكر وسلامة الجهاز العصبي لديه ونشاطه.

فوائد التواصل البصري المبكر بين الأم والمولود

أمٌّ مع المولود
  • اهتمي بمواصلة التواصل بصرياً مع طفلك، والذي يجب أن تبدئيه منذ لحظات الولادة الأولى، ومهما كنتِ متعبة يجب أن تطلبي أن يكون المولود قريباً منك، وعليكِ أن تُطيلي النظر نحو وجهه الصغير والابتسام اللطيف والحنون في وجهه حتى لو كان نائماً والهمس له، وكذلك التأمل في ملامحه الصغيرة الدقيقة؛ حيث توصل العلماء ومن خلال دراسات علمية مستفيضة حول علاقة التواصل البصري المبكر والمتواصل بين الأم والمولود وتحفيز مهاراته المختلفة فيما بعد.
  • اهتمي باستمرار التواصل البصري مع طفلك، وقومي باستخدام تمارين تتبع بحيث تتحركين حوله؛ حيث إن التتبع البصري بين الأم والطفل يعمل على تحفيز إفراز هرمون هام يتواجد في جسمه، ويختص بتعزيز قدراته الإدراكية العقلية، ويُعرف هذا الهرمون بهرمون "oxytocin hormone"، ويلعب دوراً هاماً وفعالاً في نمو وتطور الدماغ عند الرضيع في شهوره الأولى، ومع اكتشاف العلماء من خلال دراساتهم لهذا الهرمون وآلية عمله، فقد توصلوا أيضاً إلى أن المواليد الرضع الذين تُطيل أمهاتهم النظر إلى وجوههم بحب وحنان، وتتأملهم كثيراً حتى وهم نيام، وتبتسم في وجوههم، فهؤلاء يتطور نموهم من كل النواجي المرتبطة بالنمو؛ مثل تطور نموهم الحركي والإدراكي والعقلي والسلوكي والمعرفي، وذلك بشكل أسرع وأكثر كفاءة من الرضع الذين تكتفي الأمهات بإرضاعهم، ولا يقمن بتأملهم أو النظر إليهم ولا يتحدثن باستمرار معهم.

قد يهمك أيضاً: أهم النصائح للأمهات الجدد للعناية بالرضيع في أول شهر

أخبار متعلقة :