كتبت: ياسمين عمرو في الأربعاء 29 أكتوبر 2025 06:58 صباحاً - النوم صحة وعافية للأطفال؛ حيث يساعد على النمو والنضج والراحة لاستقبال يوم جديد، ولن يتم هذا بطبيعة الحال إلا بالحصول على عدد ساعات كافية من النوم تتناسب والعمر والمجهود الذي يبذله الطفل. ولكن كثيراً ما يكون النوم على فترات مُتقطعة لبعض الأطفال الرضع والتي تستمر حتى عمر 3 سنوات، وعلمياً هذا الاضطراب يؤثر على الصحة ويؤدي الى عدم الراحة، ليصبح النوم في النهاية غير منتظم وغير هادئ.
إذن هناك ضرورة للتعرف إلى: طرق تساعد الطفل على النوم بهدوء، مع توضيح لفوائد النوم بهدوء، وعدد ساعات النوم الكافية تبعاً للعمر، وذلك وفقاً للموقع الطبي "raising children".
أهمية النوم الهادئ للطفل
أظهرت دراسات علمية عديدة أن عدم انتظام النوم لدى الطفل يؤدي إلى إصابته بعدة أمراض مثل: ارتفاع ضغط الدم والسمنة والاكتئاب، عكس الأطفال الذين ينامون بهدوء واسترسال، ولديهم أوقات نوم منتظمة.
علمياً أجساد الأطفال وأجهزتهم الحيوية، ما زالت في طور التشكل والنمو، وإذا حصلوا على حاجتهم من النوم بشكل هادئ ومنتظم، فسيحققون تحسناً كبيراً في نسب الانتباه والسلوك والتعلم والذاكرة والصحة العقلية والبدنية.
اظهرت الأبحاث أن النوم يساعد على اليقظة، والانتباه، والأداء المعرفي، وضبط المزاج، والمرونة، واكتساب المفردات، وسرعة التعلم، وتقوية الذاكرة العقلية.
يساعد النوم على تقليل العديد من المخاطر الصحية؛ كأمراض القلب والسكري، وذلك وفقاً للباحثين في كلية الطب بجامعة واشنطن، ولكن هذا لا يعني أن المزيد من النوم هو الأفضل دائماً.
دورة النوم النموذجية للأطفال
النوم ضروري للحفاظ على التركيز والطاقة طوال اليوم، ولكن تختلف حاجة الجسم للنوم حسب المرحلة العمرية:
أطفال تقترب أعمارهم من 3 أشهر
ينام الطفل -3 أشهر- من 14-17 ساعة؛ حيث تبدأ دورة نوم الطفل في أن تصبح أطول وأكثر تنظيما، مما قد يؤدي إلى قلة الاستيقاظ والاستقرار أثناء النوم والهدوء. في هذا العمر، يبدأ الأطفال أيضاً في معرفة النهار والليل، ويمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على تعلم النوم أكثر أثناء فترات الليل، من خلال تعرضهم للضوء واللعب أثناء النهار وتوفير بيئة خافتة وهادئة في الليل.
نظام نوم للأطفال من عمر 3 إلى 6 أشهر
ينام معظم الأطفال في هذا العمر بين 12 إلى 15 ساعة في اليوم، وبعضهم ينامون نوماً هادئاً لفترات تصل إلى ست ساعات ليلاً بعمر ستة أشهر، لكن لا يزال الأطفال في هذا العمر يميلون إلى الاستيقاظ مرة واحدة على الأقل أثناء الليل.
نظام نوم للأطفال من عمر 6 إلى 12 شهراً
يعاني الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و12 شهراً من تغيرات في أنظمة نومهم، فأغلبهم ينام بمعدل 11 إلى 14 ساعة، ويكون نومهم أطول في الليل والقيلولة أقصر أثناء النهار، وقد يقل معدل استيقاظهم أثناء الليل.
العوامل التي تؤثر في عدد ساعات النوم
الجينات:
تلعب العوامل الوراثية دوراً في تحديد احتياجات النوم، ومدة النوم اللازمة، وأفضل وقت للنوم، على سبيل المثال، هناك طفرة جينية تجعل أصحابها يحتاجون فقط إلى 6 ساعات من النوم، بينما يحتاج معظم الناس إلى 7-8 ساعات في المتوسط.
جودة النوم:
لا يقتصر الأمر على عدد ساعات النوم، بل أيضاً على جودته، فالنوم المتقطع أو غير العميق قد يجعل الشخص يشعر بالتعب حتى لو حصل على ساعات نوم كافية، في المقابل، النوم العميق والمريح قد يساعد بعض الأشخاص على الاكتفاء بساعات أقل دون التأثير في نشاطهم.
نمط الحياة:
مستوى النشاط البدني يؤثر أيضاً في حاجة الجسم للنوم، فالأشخاص النشطون بدنياً، مثل الرياضيين أو العاملين في المهن الشاقة، يحتاجون إلى ساعات نوم أكثر مقارنة بالأشخاص ذوي نمط الحياة الخامل.
البيئة المحيطة:
النوم في مكان هادئ ومظلم يعزز النوم العميق، بينما قد يحتاج الأشخاص الذين ينامون في بيئة صاخبة أو مضيئة إلى ساعات نوم أطول لتعويض انخفاض جودته.
المرض:
عند الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا، يحتاج الجسم إلى مزيد من النوم لتعزيز جهاز المناعة وتسريع الشفاء.
اضطرابات النوم:
الاضطرابات مثل الأرق، وتوقف التنفس أثناء النوم، ومتلازمة تململ الساقين تؤثر في القدرة على النوم المتواصل، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والنعاس خلال النهار، حتى لو كانت مدة النوم تبدو كافية.
طرق تساعدين بها طفلك على النوم بهدوء
- قللي الإضاءة في الغرفة أو في جميع أنحاء المنزل قبل النوم، وتجنبي الأصوات المزعجة لإيجاد جو هادئ، يمكن استخدام الضوضاء البيضاء مثل صوت المروحة أو أمواج البحر لمساعدة الأطفال الذين لديهم حساسية تجاه الأصوات.
- امنعي طفلك من استخدام الأجهزة اللوحية والتلفزيون والأجهزة الأخرى المزودة بشاشات قبل النوم بساعة تقريباً، وحاولي إبقاء هذه الأجهزة خارج غرفة النوم.
- وفري درجة حرارة مناسبة، وتأكدي من أن درجة حرارة الغرفة ليست شديدة الحرارة أو شديدة البرودة واختاري روتيناً هادئاً وثابتاً كل ليلة، مثل حمام دافئ أو قراءة قصة أو غناء أغنية هادئة، والتزمي أنت أولاً به.
- نفذي هذه الحيلة؛ أن تضعي الطفل في فراشه عندما يبدأ بإظهار علامات النعاس ولكنه لا يزال مستيقظاً؛ هذا يساعد الطفل على ربط سريره بمهمة النوم، مع تجنب اللعب المثير العنيف أو النشط قبل وقت النوم مباشرة.
- استخدمي التقميط لحديثي الولادة؛ حيث يساعد في شعورهم بالراحة والأمان، مما قد يساعدهم على النوم بشكل أفضل، كما يمكن أن تساعد اللهاية في التهدئة وقد تقلل من خطر متلازمة موت الرضع المفاجئ.
طرق تهدئة إضافية:
التدليك
قومي بتدليك طفلك بلطف فقد يساعده على الاسترخاء.
التوقف لفترة قصيرة
إذا بكى طفلك، امنحيه بضع دقائق لملاحظة ما إذا كان سيعود للنوم من تلقاء نفسه قبل التدخل.
إبقاء الأكل منفصلاً عن النوم
حاولي إطعام طفلك خلال النهار لتجنب حاجته إلى الرضاعة كلما استيقظ في الليل.
حافظي على جدول منتظم
يساعد الالتزام بجدول نوم منتظم على ضبط ساعة الطفل البيولوجية، مما يجعل النوم أسهل مع مرور الوقت.
تجنبي التعب المُفرط
حاولي عدم ترك الطفل يستيقظ لفترات طويلة خلال النهار، حيث إن الطفل المتعب جداً قد يواجه صعوبة أكبر في النوم.
أضرار قلة النوم
الأطفال الذين ينامون أقل مما ينبغي في سن مبكرة- أي أقل من 9 ساعات في الليلة- لديهم اختلافات فسيولوجية كبيرة في الدماغ، وصفات معرفية معينة في السنوات التي تلت ذلك، لديهم نسب أقل من الانتباه والتحكم والذاكرة، وهي نتيجة مقلقة تُشير إلى ضرر طويل الأمد.
كما أثبتت دراسة أُجريت بجامعة جون مورس بليفربول، أن هناك علاقة بين تعرض الطفل للضوء في فترات الظهيرة، ونومه ساعات أطول ليلاً، مقارنةً بهؤلاء الذين لا ينامون ليلاً، وأرجعت الدراسات ذلك إلى؛ قدرة الضوء على تحفيز التطور المبكر للساعة البيولوجية، التي تُنظم إفراز الميلاتونين، وهو عامل مهم في أنماط النوم المتوازنة.
*ملاحظة من "الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
أخبار متعلقة :