كتبت: ياسمين عمرو في الخميس 30 أكتوبر 2025 08:16 صباحاً - تعرف كل الأمهات أن تربية الطفل ليست توفير الطعام والشراب وحل الواجبات المدرسية، وكذلك توفير الرعاية الصحية له، بل تتعدى التربية هذا المفهوم لأن كل ما سبق ذكره يندرج تحت مسمى الرعاية، ولكن تربية الطفل تختلف تمامًا، خصوصًا مع التوجهات الحديثة بتكرار الدعوات من قبل أخصائيي التربية لتبني التربية الإيجابية ومبادئها في تعاملنا مع الأطفال خصوصًا بعد سن الثالثة.
من الضروري أن تكون الأم حذرة في تعاملها مع طفلها، لأنها قد تؤذي تكوين وتشكيل شخصيته رغما عنها، وهي تعتقد أنها تقوم بتربيته؛ ولذلك فقد التقت "الخليج 365 وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية تربية الأطفال الدكتورة مادلين يحيى، حيث أشارت إلى 8 تصرفات مؤذية تصدر من الأمهات وتؤدي إلى تدمير شخصية الطفل، ومن بينها عدم الصراخ عليه والبعد عن مقارنته بالآخرين وغيرها في الآتي:
1- الصراخ والعصبية يؤديان إلى إيذاء شخصية الطفل
اعلمي أن الصوت العالي والعصبية الدائمة من أهم الوسائل التي تهدم شخصية الطفل وتؤذيها؛ لأن الطفل يكون بحاجة لبيت آمن يشعر فيه بالهدوء والطمأنينة، وليس من الصحيح ولا من طرق التربية أن تكون الأم غاضبة طيلة الوقت بدعوى أنها تربي أطفالها، أو لأنها تشعر بالتعب والإرهاق، فليس ذنب الطفل ما تمر به الأم من مشكلات، فهو بحاجة لأم هادئة ومتفهمة؛ لكي يكون واثقًا من نفسه، ولكي يتعلم بهدوء، فهو لن يتعلم النظام والترتيب بالصراخ، ولن يحل الواجبات بالشتائم مثلًا ولكنه سوف يفعل كل شيء بالكلمة الهادئة الحنونة واللمسة الرقيقة المحفزة.
2- المقارنة بالآخرين تؤذي شخصية الطفل
لاحظي أن استخدامك أسلوب المقارنة في تربية طفلك لا يمكن أن ينشئ طفلًا واثقًا بنفسه؛ لأن المقارنة لا تعتبر أسلوبًا تحفيزيًا أو تشجيعيًا للطفل بل هي أسلوب مدمر تؤدي إلى الغيرة بين الأطفال حيث يشعر الطفل أنه أقل من الآخرين، وكما يشعر بأنه مهما بذل من جهد فهو لن يرضي الأم والتي يحرص على رضاها.
تذكري أن هناك فروقا فردية بين الأطفال، بل إن الأبناء التوائم يكون بينهم فروق في القدرات والمهارات ومستوى الذكاء، ولذلك يجب أن تنظري لطفلك من هذا المنطلق وعدم مقارنته بصديقه أو بابنة الخالة أو ابنة الصديقة، بل على الأم الناجحة أن تعزز الجوانب الإيجابية لدى الطفل مهما كانت بسيطة لكي ينميها الطفل ويستغلها ويتحول إلى طفل واثق ومبدع.
3- السخرية من الطفل تؤذي شخصيته
راقبي أي كلمة تصدر منك نحو طفلك لأن الطفل بطبيعته يكون حساسًا لدرجة لا توصف، ولذلك يجب أن تهتمي به حين يتكلم، وأن تنصتي له ولا تستهيني برأيه، ولا تقولي له كلمة اصمت؛ لأنك حين تطلبين منه الصمت فيعني ذلك انه لن يعبر عن رأيه بعد ذلك على الإطلاق.
لاحظي أن طفلك يرى نفسه كما ترينه أنت، ففي حال كنت ترين طفلك قويًا وذكيًا فهو سيرى نفسه كذلك وفي حال استخدمت أسلوب السخرية منه فأنت بذلك سوف تصغرين الطفل أمام نفسه ولن يكون لديه مقدار من الثقة بذاته.
4- ضرب الطفل يؤذي شخصيته
لاحظي أن أسلوب الضرب هو أكثر أساليب التربية فشلًا مع الطفل، بل إن ضرب الطفل لا يعد أسلوبًا تربويًا على الإطلاق وهو أسلوب لا ينم عن قوة الأم ولا حزمها، بل يدل على أنها لا تعرف الطريقة الصحيحة للتعامل مع طفلها وعقاب الطفل يتبع قوانين معينة مرتبطة بسنه على الأقل؛ لأن الطفل لا يستجيب للضرب بل يتحول إلى إنسان مدمر ومضطرب ومنطوٍ وفي أحيان أخرى فهو يكرر الخطأ كطريقة انتقام صغيرة من الشخص الذي تسبب في ايذائه.
5- البخل بالحنان على الطفل يؤذي شخصيته
اعلمي أنك حين تبخلين على طفلك بالحنان والاحتواء فأنت بذلك لا تربين طفلًا قويًا ولا تنشئين رجلًا كما يطلب منك الأب ذلك مثلًا على اعتقاد منه أن تدليل الطفل سوف ينشئه تنشئة ناعمة لا تليق بالرجال، لأن الطفل يحتاج إلى الحضن اليومي من الأبوين خمس مرات على الأقل وكذلك فمن الضروري أن تقوم الأم بالتربيت على مناطق في جسمه لكي تشعره بقيمته وتعزز من ثقة الطفل بنفسه وتكرار كلمة " أحبك" على مسامع الطفل يعزز لديه النمو العاطفي فإغداق الهدايا على الطفل لا يعوضه عن الحب والحنان وغياب العاطفة من الأم وانشغالها بالحياة ومشاكلها يترك فجوة داخل نفسه من الصعب أن يملأها أي شخص آخر مما يؤذي شخصيته مدى الحياة.
6- نقد الطفل المستمر يؤذي شخصيته
لاحظي أن استخدامك لأسلوب النقد الدائم وتتبع الأخطاء مهما كانت صغيرة، وإلقاء الأوامر باستمرار بحيث أن الطفل لا يعرف كيف يتصرف ولا يستطيع أن يحدد ما الذي يرضي الأم وما هي الأشياء والتصرفات التي تغضبها، ففي هذه الحالة يكون الطفل في حالة دفاع مستمر عن النفس وانتقاد الطفل وإلقاء الأوامر باستمرار على الطفل يقلل من شغفه وإبداعه، ويجعله مترددًا باستمرار، أيضًا لأنه يخاف أن يتصرف أي تصرف ويؤدي ذلك لوقوعه في الخطأ، فيتوقف عن مجرد المحاولة والتجربة.
7- تجاهل مشاعر الطفل يؤذي شخصيته
لاحظي أن الطفل هو إنسان في الدرجة الأولى ولذلك يجب أن تتركيه لكي يعبر عن مشاعره، ومن الخطأ أن تصرخي في وجهه وتقولي له لا تبك، أو حين يقول له الأب أنت رجل ويجب أن تكون قويًا، أو حين نضع في رأسه الصغير فكرة أن البكاء عيب وضعف مثلًا، فكل هذه التصرفات تؤذي شخصية الطفل ولا تترك له المساحة لكي يحرب ويخطئ ويتعلم.
اعلمي أن مساعدة الطفل وتشجيعه لكي يعبر عن نفسه ومشاعره وأن تكون الأم هي الملاذ الآمن له يبني شخصيته ويقويها ويعزز من ثقته بنفسه، ومن الضروري أن تمتدح الأم طفلها في تصرفاته وتشجعه دومًا ولا تنظر إلى النتيجة، بل يجب أن تشكره على المجهود الذي بذله حتى لو لم يحقق النجاح.
8- التدخل المستمر في تفاصيل حياته يؤذي شخصيته
لاحظي أنه يجب عليك أن تقومي بدور الأم التي تنصح وترشد، وأن تكوني القدوة؛ لأن الطفل لا يمكن أن يتعلم بالوعظ المباشر ولا بالأوامر ولا أيضًا بتدخلك المستمر في حياته بكل تفصيلة، بحيث لا يكون الطفل قادرًا على التنفس بمفرده،فأنت تدافعين عنه وتتكلمين بدلًا عنه طيلة الوقت فكيف يمكن للطفل أن يبني شخصيته وأن يكون واثقًا من نفسه وهو لا يجد الفرصة لكي يحدد ما يريد وما يكره، واعتماد دور المحامي والجندي المدافع بسلاحه في حياة الطفل من قبل الأم هو وسيلة تربوية فاشلة بامتياز، ونتائجها تظهر عليه بحيث يكون منطويًا ومتلعثمًا ومهزوز الشخصية، وفي حالة انتظار دائم لكي يقرر الآخرون نيابة عنه.
قد يهمك أيضا: متى تتكون شخصية طفلي وتصبح لها ملامح معروفة وثابتة؟
أخبار متعلقة :