الامارات | «مساحة القلب ..» إيقاع الفن الرقمي في «آرت دبي

شكرا لقرائتكم خبر عن «مساحة القلب ..» إيقاع الفن الرقمي في «آرت دبي والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - تحت عنوان «مساحة القلب» قدمت الفنانة الكندية الكورية، كريستا كيم، عملاً تكليفياً من مبادرة «نكست» لجوليوس باير، في النسخة 17 من «آرت دبي»، التي تختتم اليوم في مدينة جميرا. ويتيح العمل لزوار المعرض خوض تجربة غامرة، من خلال التواصل مع بعضهم بعضاً عبر لغة يستخدمها الجميع، وهي نبضات قلب الإنسان، حيث يتم رسم إيقاع قلب كل زائر في المعرض على نحو مباشر بألوان متباينة، بهدف طرح مفهوم «الوحدة»، ليجد المتفاعلون مع العمل نسيجاً اجتماعياً يبين مدى استفادة الفن من التكنولوجيا الحديثة.

وحول العمل وأبعاده الفنية والاجتماعية، تحدثت الفنانة الكندية الكورية، كريستا كيم، لـ«الإمارات اليوم»، وقالت: «جمع المشروع الرقمي في جوهره بين الفنون والعلوم والتكنولوجيا، من أجل تسليط الضوء على عواطفنا الإنسانية المشتركة. فقد ابتكرت (مساحة القلب) لاستكشاف العلاقات الوطيدة والمترابطة في هذا العصر الرقمي». وأضافت: «نظراً لإسهام التكنولوجيا في التشتيت والانقسام، طرحت العديد من التساؤلات حول كيفية تجاوز التقنيات المرتبطة بإيقاعاتنا البيولوجية لهذا الانقسام، وقد تأثرتُ عاطفياً بفكرة لقاء منطق الآلة مع الصدى العاطفي، وكيف يمكن لصور البيانات أن تجمع الغرباء مع المجتمع المحيط بهم».

وحول طبيعة العمل التفاعلية، لفتت كيم إلى أن عملها يهدف إلى جعل الزوار على قناعة بأنهم مخلوقات ذات مشاعر واحدة من دون اختلافات، حيث إن البيانات الحيوية للأجهزة العصبية تخلق الصداقة بين البشر. وأوضحت أن مزامنة نبضات القلب عندما يلمس الضيوف الجهاز، تقود الأخير إلى تقديم انعكاسات لضربات القلب بألوان وموجات ذات أشكال فريدة، مشيرة إلى أنها تعمدت خلق تجربة تثير العواطف، وتسلط الضوء على ضعفنا المشترك وجمالنا الداخلي عندما نكون متحدين. أما من الناحية التقنية، فبيّنت طريقة ظهور الألوان، إذ توجد داخل العمل أربعة مستشعرات تقرأ دقات القلب، كل منها يولد صوراً فريدة لبيانات معدل ضربات القلب، وهي تُعرف باسم الهالات، وتتفاعل من خلال الذكاء الاصطناعي لتكوين رسومات وأشكال فنية تفاعلية بين الزوار، وبينما يفسر الذكاء الاصطناعي الإيقاعات البيومترية الفردية لكل زائر، تندمج أنماط الهالات الشخصية الخاصة بهم في مجسم دائري كبير على الشاشة. وأكدت كيم أن الأشكال تبرز من تفاعل الخطوط المتداخلة مع بعضها البعض، وتتحول إلى صور فنية سحرية عندما تتزامن نبضات قلب شخص واحد مع الباقين، لتصبح لوحة فنية مستوحاة من البيانات الجماعية. ونوهت بأنه مع مزامنة معدلات ضربات القلب، يقوم الذكاء الاصطناعي بإنشاء أنسجة بصرية لا تتكرر، الأمر الذي يجعل العمل الفني شديد الديناميكية، ويحمل مفهوم الاستقلالية والترابط في آن، حيث تندمج أربع نبضات متميزة بشكل انسيابي، بينما تتحد نبضات أخرى بشكل مبعثر. ومن خلال الكشف عن النبضات الكهربائية المشتركة التي تمر عبر البشرة، يقترح «مساحة القلب» كيف يمكن للتكنولوجيا أن تظهر موضوع الوحدة خلف الاختلافات الظاهرية. وأكدت الفنانة الكندية استعانتها بالعديد من الآلات التي تخدم رؤيتها الفنية، ومنها أجهزة الاستشعار البيومترية، وخوارزميات التعلم الآلي، والصوت التفاعلي والضوء.

وعن الجانب العاطفي الذي يحمله العمل، لفتت كيم إلى أن الحقائق العاطفية، هي القوة الدافعة وراء تجربة هذا العمل الفني، فمن خلال القوة التحويلية للتكنولوجيا تعمل على تقديم انعكاس لباطن النفس البشرية عبر عالم الذكاء الاصطناعي، ومن ثم تحول التجارب الذاتية إلى أشكال فنية ملموسة، حيث تصبح نبضات القلوب سيمفونية بصرية تتجاوز الفردية وتدعو الغرباء إلى التواصل من خلال ضعفها المشترك والتقدير العميق لتعقيدات الوجود الإنساني. وشددت على أن التجربة بمثابة جهاز يشحن المشاعر، ويدعو الزائر إلى التعمق في أعماق إنسانيته ومواجهة الجوهر الأساسي للوجود.

وعن تكليفها بهذا العمل، أوضحت كيم أن هذه المبادرة التي قامت بها «نكست» التابعة لجوليس باير، ترفع مستويات الفن وتعترف بأهمية الاستكشاف الفني وسط مشهد سريع التطور، مثنية على أهمية المبادرات الفنية، لاسيما التي تركز على موضوع الصحة وتحسين نوعية الحياة، معتبرة أنها تتيح الفرصة لإعادة صياغة السرد حول التكنولوجيا، وتشجيع الابتكار الأخلاقي من خلالها. ووصفت مشاركتها في «آرت دبي» بالمهمة، إذ يعد المعرض مثالاً للفنانين الذين يدفعون حدود الإبداع، كما أن المشاركة فيه تلبي طموحات الفنان، مشيرة إلى أن المعرض يتفانى في الاحتفال بمختلف أشكال الفنون، وإلى أنها تهدف من خلال عملها إلى تحقيق هدف مماثل يعزز الروابط الثقافية عبر التجارب التي يتردد صداها عالمياً.


الفن يكسر الحدود

اعتبرت الفنانة كريستا كيم، أن مشاركتها في «آرت دبي» من خلال «مساحة القلب»، تتيح لها إيصال مهمة حياتها الفنية المتمثلة في تعزيز مفهوم الوحدة بين الناس، من خلال الفن الذي يكسر كل الحدود. ولفتت إلى أن هذا العمل لديه القدرة على إلهام أساليب فنية جديدة عن التكنولوجيا المستشعرة بيولوجياً، وتعزيز روح الابتكار الإبداعي الهادف إلى جمع العالم، معتبرة أن كونها جزءاً من هذه الموجة من التقدم والتحول الإيجابي من خلال هذا التكليف الفني، هو أمر مبهج لأي فنان.

كريستا كيم:

. تأثرتُ عاطفياً بفكرة لقاء منطق الآلة مع الصدى العاطفي، وكيف يمكن لصور البيانات أن تجمع الغرباء مع المجتمع المحيط بهم.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App