لماذا دباديب الأطفال أكثر تلوثا من المرحاض؟.. دراسة جديدة تكشف الأسباب

Advertisements

القاهرة - سمر حسين - صحة

تعتبر الدمى من أكثر الألعاب التي يحبها الأطفال، وتكون بمثابة الرفيق المخلص في لحظات اللعب والترفيه، ولكن حذر عدد من الأطباء منها، خاصة لتراكم البكتيريا والغبار عليها، فضلًا عما كشفت عنه دراسة جديدة من وجود مخاطر صحية قد تكون غير مرئية تتعلق بهذه الدمى، إذ أثبتت أن بعضها يحمل مستويات من التلوث تتجاوز ما يوجد على سطح المرحاض.

دراسة صادمة تؤكد دباديب الأطفال أكثر تلوث من المرحاض

وكشفت الدراسة التي قام بها باحثون في شركة «ماتريس نيكست دي»، أن دمية الدب المحشوة المتوسطة الحجم تحتوي على عدد جراثيم يعادل ضعف ما يوجد على سطح المرحاض العادي، لكن المفاجأة الأكبر تكمن في أن هذه الجراثيم تشمل أنواعًا خطيرة مثل بكتيريا عدوى المكورات العنقودية، والإشريكية القولونية، وقد تتسببان في التهابات حادة للأطفال.

لماذا دباديب الأطفال أكثر تلوث من المرحاض.. ماذا يوجد بداخلها؟

عدوى المكورات العنقودية، قد تصبح مهددة للحياة إذا أصابت البكتيريا الأعضاء الداخلية للجسم، أو دخلت إلى مجرى الدم أو المفاصل أو العظام أو الرئتين أو القلب، وفقا لموقع «مايو كلينك» الطبي، كما إن البكتيريا الإشريكية القولونية، أكثر تهديدًا للأطفال وكبار السن أكثر بشكل مهدد للحياة من أشكال الفشل الكلوي جراء الإصابة بالعدوى.

ما هي الإشريكية القولونية وأعراضها؟

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الإشريكية القولونية (E. coli) هي نوع من الجراثيم التي تتواجد بشكل طبيعي في الأمعاء الغليظة للكائنات ذات الدم الحار. ورغم أن معظم سلالات الإشريكية القولونية غير ضارة، فإن بعض السلالات قد تسبب تسممًا غذائيًا خطيرًا، ومن أبرزها تلك التي تنتج ذيفان الشيغا، والتي يمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة منقولة عبر الغذاء.

المصدر الرئيسي لفاشيات الإشريكية القولونية يتضمن المنتجات الغذائية الملوثة مثل اللحم المفروم النيء أو غير المطهو جيدًا، الحليب النيئ، والخضروات الملوثة بالبراز.

على الرغم من أن معظم حالات الإصابة تكون محدودة ذاتيًا، فإن المرض قد يتحول إلى تهديد حياة في بعض الحالات، خصوصًا لدى الأطفال الصغار وكبار السن، ويشمل ذلك مضاعفات خطيرة مثل متلازمة انحلال الدم اليوريمي.

تتمثل أعراض المرض الناتج عن الإشريكية القولونية:

المغص البطني

الإسهال ويتطور في بعض الحالات إلى إسهال دموي (التهاب القولون النزفي).

 حمى وقيء.

لكن في حالات نادرة، خاصة بين الأطفال الصغار وكبار السن، قد تتطور العدوى إلى مرض مهدد للحياة مثل متلازمة انحلال الدم اليوريمي، وهي حالة خطيرة تؤدي إلى الفشل الكلوي الحاد وفقر الدم الانحلالي وانخفاض عدد الصفائح الدموية.

تشير الدراسات إلى أن حوالي 10% من المرضى المصابين بعدوى الإشريكية القولونية يصابون بمتلازمة انحلال الدم اليوريمي، ويقدر معدل الوفيات في هذه الحالات بين 3 و5%.

وتُعد متلازمة انحلال الدم اليوريمي السبب الأكثر شيوعًا للفشل الكلوي الحاد لدى الأطفال الصغار،  كما قد تؤدي إلى مضاعفات عصبية مثل النوبات، السكتة الدماغية، والغيبوبة في 25% من المرضى

العلاج والوقاية:

من الضروري أيضًا اتباع ممارسات النظافة الغذائية الجيدة لتجنب الإصابة بهذه العدوى، مثل الطهي الجيد للأطعمة وتجنب تناول المنتجات النيئة أو الملوثة.   

يجب على الأشخاص الذين يعانون من الإسهال الدموي أو المغص البطني الحاد طلب الرعاية الطبية على الفور.

عدوى المكورات العنقودية.. أسبابها وأعراضها

تحدث عدوى المكورات العنقودية بسبب بكتيريا المكورة العنقودية، وهي نوع من البكتيريا التي تتواجد عادة على الجلد أو داخل الأنف لدى الكثير من الأشخاص الأصحاء. في أغلب الحالات، لا تسبب هذه البكتيريا أي مشكلات صحية، أو أنها قد تؤدي إلى حالات عدوى جلدية بسيطة نسبياً مثل التهابات الجلد أو الدُمامل.

ومع ذلك، في بعض الحالات، قد تؤدي هذه البكتيريا إلى عدوى أكثر خطورة إذا دخلت إلى الجسم من خلال جروح أو تقرحات على الجلد، أو إذا كانت البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، مثل المكورات العنقودية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، والتي يمكن أن تسبب عدوى شديدة في الأنسجة أو الأعضاء الداخلية.

بشكل عام، تظهر العدوى على شكل احمرار وتورم أو صديد في الأماكن المصابة، وفي الحالات الأكثر تعقيدًا قد تحتاج إلى علاج طبي باستخدام المضادات الحيوية أو إجراءات أخرى حسب شدة الإصابة.   

طبيب يحذر من دباديب الأطفال.. خطر على مرضى الربو والحساسية

وبخلاف البكتيريا، أكد الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، لـ«الوطن»، إن دمى الأطفال «الدباديب» من أسباب الخطر على أصحاب مرضى الحساسية والربو، إذ يمكن أن يكون لتراكم عث الغبار والعفن على الألعاب المحشوة غير المغسولة يتسبب أيضا ردود فعل تحسسية ويفاقم الربو.  

كيف أجريت الدراسة؟

أخذ الباحثون عينات من سبع مناطق مختلفة باستخدام أربع أدوات «بطانية، دمية أطفال، سلة مهملات، ومرحاض» ثم جرى اختبار العينات لقياس مستوى الأدينوسين ثلاثي الفوسفات، وهو جزيء موجود في خلايا الكائنات الحية، وذلك لتنفيذ الدراسة.

كانت النتائج غير متوقعة، حيث تبين أن البطانيات والدباديب تحتوي على تلوث أعلى بكثير من المرحاض أو سلة المهملات، فقد أظهرت النتائج أن 43% من البطانيات و29% من الدباديب التي فحصت تحتوي على مستويات تلوث مرتفعة.