القاهرة - سمر حسين - صحة
في سن السادسة عشرة، لاحظت كلوي ميدوز، نجمة برنامج «The Only Way Is Essex»، وجود دم في البراز لأول مرة أثناء دراستها في الكلية الداخلية، تجاهلت كلوي هذه العلامة لسنوات طويلة، خوفًا من مواجهة الحقيقة، واكتفت بتبرير الأعراض لنفسها كلما اختفت لفترة قصيرة، لم تكن تعلم أن ما تعانيه هو بداية رحلة طويلة مع مرض التهاب القولون التقرحي، وهو مرض مزمن يهاجم الأمعاء الغليظة ويؤثر على جودة حياة الملايين حول العالم، وبعد سنوات من الإهمال، اضطرت كلوي أخيرًا لمواجهة مخاوفها والبحث عن علاج، لتكتشف أهمية التشخيص المبكر وضرورة عدم تجاهل أي أعراض صحية غير طبيعية.
ما هو التهاب القولون التقرحي؟
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يصنف التهاب القولون التقرحي حسب مكان الإصابة في القولون، وأبرز أنواعه:
- التهاب المستقيم التقرحي
يصيب المستقيم فقط، وغالبًا ما يكون النزيف هو العرض الرئيسي.
- التهاب المستقيم السيني
يشمل المستقيم والجزء السفلي من القولون (القولون السيني)، ويسبب إسهالًا دمويًا وتشنجات في البطن.
- التهاب القولون في الجانب الأيسر
يمتد من المستقيم حتى الجانب الأيسر من القولون، ويرافقه فقدان وزن وإسهال دموي.
- التهاب البنكوليت
يؤثر على القولون بالكامل، ويسبب تشنجات شديدة وإسهال دموي وفقدان وزن ملحوظ.
- التهاب القولون التقرحي الحاد
نوع نادر يصيب القولون كله، ويؤدي إلى أعراض شديدة مثل الحمى والنزيف الحاد.
أعراض التهاب القولون التقرحي
تختلف الأعراض حسب شدة المرض وموقعه، لكن الأعراض الأساسية تشمل:
- إسهال متكرر، غالبًا مصحوب بالدم أو المخاط
- آلام وتشنجات في البطن
- الحاجة الملحة والمتكررة للتبرز
- تعب وإرهاق شديد
- فقدان الوزن غير المبرر
- ارتفاع درجة حرارة الجسم
أسباب وعوامل خطر الإصابة
حتى الآن، لم تحدد منظمة الصحة العالمية سببًا دقيقًا لالتهاب القولون التقرحي، ومع ذلك، يُعتقد أن المرض ناتج عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية، واضطرابات في الجهاز المناعي، وعوامل بيئية، من أبرز عوامل الخطر:
- وجود تاريخ عائلي للمرض
- الإصابة في سن مبكرة "قبل الثلاثين غالبًا"
- العرق الأبيض أكثر عرضة للإصابة
- بعض الأدوية أو العدوى قد تزيد من احتمالية ظهور المرض
إهمال العلاج أو التشخيص المتأخر قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها:
- نزيف شديد في القولون
- ثقب في جدار القولون
- هشاشة العظام
- زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون
- التهاب في المفاصل أو الجلد أو العينين
- تضخم القولون السمي، وهو حالة طارئة تهدد الحياة
تشخيص التهاب القولون التقرحي
يعتمد التشخيص على عدة خطوات، تبدأ بالفحص السريري واستبعاد الأمراض المشابهة، ثم إجراء اختبارات مثل:
- تحاليل الدم: للكشف عن وجود فقر دم أو علامات عدوى
- تحليل البراز: لاستبعاد العدوى الجرثومية أو الفطرية
- الفحوصات التصويرية: مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب
- التنظير الداخلي: عبر إدخال أنبوب مزود بكاميرا لفحص القولون والمستقيم وأخذ عينات للفحص المخبري
العلاج
لا يوجد علاج نهائي لالتهاب القولون التقرحي، لكن هناك علاجات متاحة تهدف للسيطرة على الأعراض وتقليل الالتهاب، وتنقسم العلاجات إلى:
- العلاج الدوائي
- الأدوية المضادة للالتهاب
تشمل مجموعة الأمينوساليساليت مثل "ميسالامين، سلفاسالازين، أولسالازين، بالسالازيد"، وتؤخذ عن طريق الفم أو تحاميل أو حقن شرجية حسب شدة الحالة.
2. الكورتيكوستيرويدات
مثل بريدنيزون وبوديسونيد، وتستخدم لفترة مؤقتة في الحالات المتوسطة والشديدة، ولا يُنصح بها على المدى الطويل بسبب الأعراض الجانبية.
- العلاج الجراحي
في الحالات الشديدة أو عند فشل العلاج الدوائي، قد يلجأ الطبيب لإزالة القولون أو المستقيم، مع إمكانية إنشاء كيس داخلي لتجميع البراز.
الوقاية والتعايش مع المرض
وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من التهاب القولون التقرحي، لكن التشخيص المبكر واتباع تعليمات الطبيب يساعدان في تقليل المضاعفات، وينصح المرضى بالمتابعة الدورية، واتباع نظام غذائي صحي، وتجنب التوتر، والحرص على ممارسة الرياضة بانتظام.
أخبار متعلقة :