الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الرباط: كشف مصدر حكومي مغربي مطلع عن استراتيجية شاملة لإعادة هيكلة تدبير المنشآت الرياضية بالمغرب، تمهيدا لاستضافة بطولة كأس العالم 2030 لكرة القدم، الذي سينظمه المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال.
وأفاد المصدر ذاته، في تصريح لـ ""الخليج 365""، أن أبرز ملامح هذه الاستراتيجية تتمثل في إحلال شركات جهوية متخصصة محل نموذج التدبير الحالي الذي تشرف عليه شركة "سونارجيس"، مبرزا أن النموذج الجديد يقوم على "إحداث شركات جهوية في المدن التي ستحتضن البطولة العالمية، بما يضمن تدبيرا موحدا وفعّالا للملاعب الكبرى". ومن المنتظر أن تشمل المرحلة الأولى مدن الدار البيضاء، والرباط، وطنجة، وأكادير وفاس، حيث ستعمل هذه الشركات وفق نماذج اقتصادية تسمح بتنويع مصادر التمويل عبر تنظيم تظاهرات رياضية، وعقود شراكة، وتطوير خدمات موازية.
في سياق ذلك، ستصبح الدار البيضاء أول مدينة تطبق النموذج الجديد عبر شركة "كازا ريجيون سبورت"، التي ستتولى مهام تدبير وصيانة واستغلال الملاعب وفق معايير احترافية. وقد دعا والي جهة الدار البيضاء–سطات إلى إدراج المشروع ضمن جدول أعمال دورة استثنائية لمجلس المدينة.
وتنص المستجدات التي أقرتها وزارة الداخلية بأن يتولى والي الجهة رئاسة المجلس الإداري للشركة الجديدة، بهدف توافق تدبير المنشآت الرياضية مع استراتيجية حكومية مستقرة، بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة التي قد تعطل تطوير البنيات الرياضية. كما تجري في مدينة طنجة (شمال) التحضيرات لتأسيس شركة جهوية مماثلة لتدبير ملعب طنجة الكبير والمرافق التابعة له.
ويأتي إحداث هذه الشركات في إطار الاستعداد لاستضافة كأس العالم 2030، حيث تفرض "الفيفا" معايير صارمة على الملاعب، تشمل توفرها على مقاعد بسعة 40 ألف متفرج لدور المجموعات، و60 ألفا لنصف النهائي، و80 ألفا لمباريات الافتتاح والنهائي. مع التوفر كذلك على ما لا يقل عن 14 ملعبا يجب أن تكون جميعها مغطاة بالكامل. بالإضافة إلى توفير 72 ملعبا للتداريب، وألا تكون المسافة الفاصلة بين الملعب وفندق الإقامة تزيد عن 20 دقيقة بالسيارة.
وتسعى هذه الاستراتيجية إلى تعزيز مكانة الرياضة في تنمية الإقتصاد الوطني، وذلك بربط الملاعب الكبرى بالدينامية السياحية والاستثمارية. كما يشكل هذا التوجه جزءا من ورش حكامة المرافق العمومية الذي يهدف إلى تحسين مستوى الخدمات والتأكيد على الاستغلال الأمثل للمنشآت الرياضية بعد سنوات من الانتقادات الموجهة لشركة "سونارجيس".
وبحسب المعطيات، بدأت خمس جهات من أصل ست ،ستستضيف مباريات كأس العالم 2030، في دراسة الخطوات العملية لإحداث شركات جهوية مشابهة، بهدف القضاء على الاختلالات التدبيرية وتحقيق معايير احترافية في إدارة الملاعب.
أخبار متعلقة :