في حدث هيمنت عليه الصبغة الاقتصادية، أعلنت الولايات المتحدة والصين عن توصلهما لاتفاق مبدئي بشأن التعريفات الجمركية، وذلك قبيل لقاء الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ «ايبك» المقرر عقدها في كوريا الجنوبية، اليوم (الخميس).
يتضمن الاتفاق الذي ينتظر تصديق حكومتي البلدين عليه، تمديد تعليق التعريفات الجمركية المتبادلة، وتوسيع نطاق التجارة، والتعاون في مجال التعريفات المتعلقة بالفنتانيل، وضوابط التصدير، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بالقطاع البحري والخدمات اللوجستية وبناء السفن في الصين.
لكن بعيداً عن التداعيات الاقتصادية للاتفاق، إلا أنه تعددت المحفزات السياسية وراء الإعلان عنه واختيارتوقيته، حيث بدا من الصعب القبول بمباحثات بين ترامب وشي على هامش اجتماع «ايبك» او حتى مباحثات هاتفية جديدة بينهما من دون إحراز تقدم في قضية التعريفات الجمركية والملفات الأخرى العالقة، ومن ثم كان التوصل لاتفاق تجاري هو الحل الأنسب لتخفيف حالة الاحتقان الكامن في العلاقات بين البلدين، وتيسير عقد اللقاء الذي تأجل أكثر من مرة وسادت الضبابية بشأن موعد ومكان انعقاده. علاوة على ذلك، سيسهم الاتفاق في تهيئة أجواء أكثر هدوءاً لاجتماعات «ايبك» بما يخرجها ولو جزئياً من دائرة النقاش لحل الأزمات إلى التفكير في البناء على النجاحات، كما يتوقع أن يكون له ارتدادات على اجتماعات قمة الآسيان في كوالالمبور، في ظل العلاقات والمصالح الاستراتيجية التي تربط الآسيان ككيان ودول بالجانبين الأمريكي والصيني.
من جانبه، ربما يجد ترامب الذي انطلق في جولة آسيوية إلى ماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان في وقت تواجه فيه إدارته أزمة الإغلاق الحكومي، أن عقد اتفاق تجاري ناجح مع الصين هو ربح سياسي بنفس مستوى قيمته الاقتصادية، فمهما نجحت إدارته في عقد اتفاقيات مع دول أخرى بشأن التعريفات الجمركية، يظل عقد اتفاق جديد مع بكين هو الحدث الأبرز على صعيد التأثير الميداني والدعائي. وفضلاً عن كون الاتفاق ورقة رابحة لطمأنة شركات التكنولوجيا والأسواق والمستهلكين الأمريكيين، فسيحمل إشارة واضحة للداخل الأمريكي وللخارج بشأن القدرات المميزة والمرونة التي تتمتع بها إدارته في التعامل مع أكبر وأصعب منافسيها، ويسهم في طرح أفكار بشأن كيفية تنسيق العلاقات الثنائية مع الدول الحليفة بالمقابل، دخلت بكين المفاوضات وهي تدرك الأهمية الاقتصادية والسياسية الخاصة التي توليها واشنطن للتوصل لاتفاق تجاري بينهما، لذا انصب اهتمامها على الأرباح التي ستجنيها على مائدة التفاوض، والالتزام بنهجها المتبع منذ بداية الأزمة في توجيه رسائل للمواطن الأمريكي أنها مستعدة لعقد اتفاق مثمر لكلا الجانبين، إذا ما كانت حكومة بلاده مستعدة لذلك. من جهة أخرى، بدت الصين منتشية باستطاعتها تسويق قوتها الشاملة للعالم خلال احتفالاتها بالذكرى الثمانين للانتصار في الحرب العالمية الثانية، واستضافة قمة شنغهاي للتعاون، ومن ثم كان أحد الشواغل الرئيسية هو الاستغلال الأمثل لهذه الظروف لضمان تحقيق أي اتفاق تجاري جديد الأهداف السياسية المرجوة منه في الحفاظ على صورتها كقوة كبرى ونداً للولايات المتحدة في نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، بما لذلك من انعكاسات مستقبلية على تعظيم تأثيرها في الساحتين الآسيوية والعالمية، ويدعم موقفها التفاوضي مع الكيانات المختلفة، وتحويله إلى قوة ناعمة تعزز من صورتها الذهنية الإيجابية لدى المواطن الدولي.
د. عمرو منصور * باحث سياسي في الشؤون الصينية
صحيفة الخليج
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر المحفزات السياسية وراء الصفقة الأمريكية الصينية لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :