ابوظبي - سيف اليزيد - آمنة الكتبي (دبي)
قال المهندس سالم المري، مدير مركز محمد بن راشد للفضاء، إن المركز يؤكد من خلال مشاركته في المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية في سيدني، التزامه المستمر بدعم الجهود العالمية في تطوير تقنيات الفضاء وتعزيز التعاون الدولي، كما حرصنا على استعراض مجموعة من أبرز مشاريعنا الوطنية مثل القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، وقمر «اتحاد سات»، بالإضافة إلى مشروع بوابة الإمارات القمرية، وكلها تمثل خطوات استراتيجية ضمن خطط الدولة المستقبلية في استكشاف الفضاء العميق.
وتابع: «كما يستعرض مركز محمد بن راشد للفضاء في جناح الفضاء مشروع المستكشف راشد 2، المقرر إطلاقه عام 2026، ليعكس حرص دولة الإمارات على المساهمة في رفد المعرفة العلمية العالمية بخبرات وكفاءات وطنية مؤهلة»، مشيراً إلى أن هذه المشاريع تشكّل امتداداً لرؤية قيادتنا الرشيدة في أن يكون للمنطقة العربية موقع بارز في قطاع الفضاء العالمي.
وخضع المستكشف راشد مؤخراً لاختبارات الفراغ الحراري، في ظروف بيئية تحاكي البيئة القاسية على سطح القمر، لضمان كفاءة عمل المستكشف وأنظمته الفرعية في تلك الظروف، واستكمالاً للدعم التقني في مدينة تولوز الفرنسية. وحدد مركز محمد بن راشد للفضاء مجموعة من الأهداف العلمية الطموحة للمستكشف راشد 2، من بينها اختبار قدرة المركبة على الحركة والتنقل في البيئة الفريدة للجانب البعيد من القمر، الذي يتميّز بتضاريسه المنحدرة وصعوبة الاتصال، مما يجعل هذه المهمة إنجازاً نوعياً في مجال استكشاف القمر.
كما تتضمن الأهداف الرئيسة للمهمة دراسة خصائص التصاق المواد، حيث سيتم تزويد عجلات المستكشف بمواد مختلفة لاختبار مقاومتها للغبار القمري، مما يسهم في تطوير تقنيات ضرورية للمهمات المستقبلية، بما في ذلك بدلات الفضاء والمنشآت السطحية والبنية التحتية القمرية.
وسيزوّد المستكشف راشد 2 بمجموعة من الأجهزة العلمية المتطورة لدراسة بيئة البلازما القمرية والجيولوجيا والظروف الحرارية، إضافة إلى تحليل خصائص التربة وتغيرات درجات الحرارة، وكذلك غلاف الإلكترونات الضوئية على سطح القمر، مما يُسهم في دعم جهود الاستفادة من الموارد المتاحة على سطح القمر، وتمهيد الطريق لاستكشاف أعمق في الفضاء. كما سيتضمن المستكشف جهاز إرسال لاسلكياً لتمكين الاتصال مع الحمولات الأخرى خلال المهمة، مما يعزز المردود العلمي للمهمة.
ويعد المستكشف راشد 2، ثاني المستكشفات التي يتم تطويرها في إطار هذا مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، وجرى تصميمه وتطويره وبناؤه بالكامل من قبل مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث يتيح المستكشف للعلماء فرصة فريدة لدراسة الخصائص الجيولوجية والحرارية لسطح القمر والغبار، بالإضافة إلى تقييم فعالية المواد وسلوكها عند التفاعل مع بيئة القمر.
وتشكّل مهمة راشد 2 محطة محورية تمهد الطريق لاستكشاف الإنسان للقمر، وتعزز آفاق استكشاف الفضاء في المستقبل، ويسعى مشروع الإمارات لاستكشاف القمر إلى تطوير سلسلة من المستكشفات الفضائية لاستكشاف سطح القمر في مواقع متعددة وتحقيق أهداف علمية طموحة، حيث يحمل كل مستكشف ضمن هذا المشروع اسم «راشد» تكريماً للمغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، مؤسس دبي الحديثة.
أخبار متعلقة :