الإمارات.. التزام تاريخي بدعم الشعب اللبناني

ابوظبي - سيف اليزيد - شعبان بلال (بيروت، القاهرة)

حرصت الإمارات على تعزيز العلاقات الثنائية مع الجمهورية اللبنانية، انطلاقاً من التزامها التاريخي بمساعدة الشعب اللبناني، وتقديم أشكال الدعم كافة له في مختلف المجالات.
وحفل تاريخ العلاقات بين البلدين بمواقف إماراتية مشرفة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وجّه في عام 1974 بتمويل مشروع الليطاني في لبنان بمبلغ 150 مليون دولار، فيما شهدت مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية مبادرات هدفت إلى ترسيخ السلم الأهلي في لبنان الشقيق، وإعادة إعماره، ودعم أسس استقراره وازدهاره، مولت خلالها الإمارات العديد من مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة، وغيرها من المجالات.

وشددت وزيرة السياحة اللبنانية، لورا الخازن، على أهمية التطور اللافت للعلاقات الإماراتية اللبنانية، في ظل الروابط التاريخية المتينة التي تجمع بين البلدين، مؤكدة أن هذه العلاقات تقوم على الثقة والالتزام والتعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والسياحية والسياسية والثقافية.
وأوضحت الخازن، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن لبنان ممتن لاحتضان الإمارات جالية لبنانية، مؤكدةً حرص بيروت على تعزيز هذه الشراكة وتطويرها لما فيه خير البلدين والشعبين.
وأشارت إلى أن الحكومة اللبنانية الحالية تتبنى رؤية واضحة للتعافي الاقتصادي، ترتكز على استعادة الثقة، عبر إصلاحات مالية ومصرفية جدية، وتحسين مناخ الأعمال لتشجيع الاستثمارات.
وقالت الوزيرة اللبنانية، إن القطاع السياحي يحتل موقعاً محورياً في قلب الرؤية الإصلاحية، من خلال تطوير تجربة السائح العربي والأجنبي، والاستجابة لهواجس الزوار، وتعميم مبادرات السياحة المستدامة على كامل الأراضي اللبنانية على مدار السنة، بما يعيد الحيوية إلى مختلف المناطق، ويخلق فرص عمل للأجيال الشابة.
وفي أعقاب تحرير جنوب لبنان عام 2000، جددت الإمارات التزامها بمساعدة الشعب اللبناني في مسيرة البناء والتعمير، وأعلنت في 25 أكتوبر 2001، تنفيذ مشروع التضامن الإماراتي، لإزالة الألغام في جنوب لبنان، بتكلفة قدرها 50 مليون دولار، بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية.
ولمواجهة الأزمات الاقتصادية الخانقة التي شهدها لبنان، منذ مطلع الألفية الثالثة، اكتتبت الإمارات في يناير 2003 في سندات خزينة بقيمة 300 مليون دولار، لدعم الخزينة اللبنانية تنفيذاً لمقررات مؤتمر «باريس 2»، ووقعت اتفاقية خاصة بذلك.
وكانت الإمارات في عام 2006 من أولى الدول الداعمة للبنان، بهدف الحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، وذلك مع إطلاقها في سبتمبر من العام ذاته «المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان»، الذي لم يوفر جهداً أو مبادرة لتجاوز الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب على لبنان آنذاك.

وفي السياق، شدد وزير الزراعة اللبناني، نزار هاني، على أهمية العلاقات المتينة التي تجمع بين الإمارات ولبنان، ووصفها بـ «علاقات أخوة وصداقة»، تقوم على أسس راسخة، مؤكداً أن الإمارات تُعد من أبرز الدول الداعمة للبنان على مرّ السنين، وفي مختلف المراحل.
وأوضح هاني، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن آلاف اللبنانيين يعيشون ويعملون في الإمارات. وأشار إلى أن الخطة الاقتصادية الجديدة في لبنان مبنية على أسس إنتاجية، خاصة في قطاعي الزراعة والصناعة، وتحديداً الزراعة المستدامة والزراعة المتكيفة مع التغيرات المناخية، مشيراً إلى أن وزارة الزراعة اللبنانية تعمل حالياً على إعداد خطة زراعية لمدة 10 أعوام (2026 - 2035) مبنية على أسس علمية.
وواصلت الإمارات الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني خلال أزمة «مرفأ بيروت»، حيث سارعت إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين.
وفي أكتوبر من العام 2024، أطلقت الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حملة «الإمارات معك يا لبنان»، شارك فيها المجتمع، والمؤسسات، والهيئات الحكومية والخاصة؛ لدعم الأشقاء اللبنانيين، ومساعدتهم والوقوف معهم في مواجهة التحديات التي شهدها لبنان حينها.

أخبار متعلقة :