منتدى الاتحاد العشرون ينطلق غداً ويناقش جهود «الإمارات صانعة السلام»

ابوظبي - سيف اليزيد - طه حسيب (أبوظبي)

تنطلق غداً فعاليات النسخة العشرين من «منتدى الاتحاد السنوي»، التي ينظمها «مركز الاتحاد للأخبار» بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لصدور صحيفة «الاتحاد» التي تأسست يوم 20 أكتوبر عام 1969. ويأتي المنتدى تحت عنوان «الإمارات.. صانعة السلام»، وينعقد بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.

وأكد الدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار أن منتدى الاتحاد السنوي يرسخ مكانته منصةً للحوار وتبادل الأفكار واستشراف المستقبل، من خلال موضوع رئيسي يضعه تحت مجهر التحليل والبحث. واختيار موضوع «الإمارات صانعة السلام» محوراً للمنتدى العشرين، ينسجم مع ما تحتاجه منطقتنا والعالم من تهدئة واستقرار، من أجل مستقبل أفضل، يتيح فرص التعاون والتنمية والاستثمار والازدهار والابتكار.
ويقدم المنتدى عبر جلساته ومداخلات المشاركين في فعالياته إطلالة تحليلية ومقاربة عملية لخطوات الإمارات ومساعيها وجهودها لنشر السلام، ونزع فتيل الأزمات، وكبح الصراعات. ويرصد المنتدى رؤية الإمارات للسلام ونجاحاتها في التنمية المستدامة والتخطيط للمستقبل، وحفز الابتكار وتسخير الطفرة التقنية لما فيه مصلحة البشرية، بما يجعلها نموذجاً ملهماً لدولة استثمرت السلام من أجل مصلحة شعبها.

وتتضمن فعاليات المنتدى كلمة ترحيبية للدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، وكلمة للدكتور خليفة الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.

رسالة حضارية
ويقدم الدكتور محمد إبراهيم الظاهري، نائب مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، كلمة رئيسية يوضح خلالها «كيف صنعت الإمارات السلام»، ويؤكد فيها أنه منذ 1971 وضعت الإمارات نشر السلام والأمن والاستقرار جزءاً أصيلاً من رسالتها الحضارية، وعلى مدى أكثر من 5 عقود واصلت إطلاق مبادرات رائدة لخدمة الإنسانية، لتجعل من السلام إرثاً متجذراً في سياستها الوطنية والدبلوماسية.

خطوات عملية لنشر السلام
يحتفي المنتدى في نسخته العشرين بمشاركات ترصد تحليلات خبراء أجانب لخطوات الإمارات في نشر السلام عبر الوساطة في حل النزاعات، وتقديم الدعم الإنساني في مناطق الأزمات. وضمن هذا الإطار، يتحدث خلال الجلسة الرئيسية للمنتدى سيرغي بابورين، مدير عام مركز دراسات التكامل والحضارة، النائب السابق لرئيس مجلس الدوما الروسي، موضحاً صناعة السلام العالمي، وجهود الإمارات في الوساطة والعمل الإنساني.

مؤسسات لصناعة السلم
وتحت عنوان «السلام محور سياسة الإمارات التنموية»، يشارك في مداخلات الجلسة الأولى الأستاذ الدكتور رضوان السيد، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، مقدماً ورقة عن «مبادرات الإمارات التنموية بروح السلام»، ويتطرق خلالها إلى نجاح الإمارات في بناء مؤسسات وتطوير برامج ومبادرات لصناعة السلم ومكافحة التطرف، من بينها «منتدى أبوظبي لتعزيز السلم» و«مجلس حكماء المسلمين» و«هداية»، وغيرها. ويؤكد السيد أهمية وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في أبوظبي يوم 4 فبراير 2019 لكونها وضعت إطاراً مؤسسياً للحوار وصنع السلم بين الأديان، ونشر ثقافة التسامح والتعايش. 

ويقدم الأكاديمي الموريتاني الدكتور السيد ولد اباه ورقة ضمن الجلسة الأولى عن «قيم السلام كرهان استراتيجي لدولة الإمارات»، يؤكد خلالها أن سياسات السلام في الإمارات ليست شعارات أيديولوجية بل قيمة جوهرية ومرجعية أساسية، تنطلق من الإيمان العميق بالتعاون والتضامن ورفض محاولات حسم النزاعات باستخدام القوة، ومواجهة كل تيارات العنف والكراهية والتعصب. ويشير ولد اباه إلى أن الإمارات سعت إلى نشر ثقافة السلم والتسامح بكل الوسائل، ورأت فيها الطريق الصحيح لبناء عالم آمن خالٍ من الحروب والصراعات.

السلام.. فضيلة الحضارة
وعن «الحضارة تولد من السلام»، تتضمن الجلسة الأولى ورقة للكاتب والباحث السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي، يؤكد خلالها أنه لا تنمية تبدأ أو تزدهر إلا في بيئة السلام والاستقرار، ويستنتج العتيبي أن الحضارة لا يمكن أن تزدهر وتتطور إلا في ظل السلام. ويقتبس عبارة الفيلسوف فيكتور هوغو يقول فيها: «السلام هو فضيلة الحضارة.. والحرب هي جريمتها».

ضرورة إنسانية وأخلاقية
 وتحت عنوان «السلام مستقبل العالم»، تتضمن الجلسة الأولى ورقة للكاتب والأكاديمي الكويتي الدكتور عيسى العميري، يرى خلالها أن مستقبل العالم لا يمكن أن يُبنى على الصراعات والنزاعات، بل على قيم التفاهم والاحترام المتبادل والتعاون بين الشعوب والدول، لذلك، فإن التمسك بمبدأ السلام وعدم التخلي عنه يُعد ضرورة إنسانية وأخلاقية، وليس مجرد خيار سياسي عابر. ويطرح العميري في ورقته السلام كقيمة خالدة وركيزة أساسية للعلاقات الدولية الحديثة، فهو الذي يفتح الأبواب أمام التنمية المستدامة.

خطوات عملية 
وتحت عنوان «الإمارات .. أدوار واضحة في نشر السلام»، تتطرق الجلسة الثانية إلى جهود الوساطة التي بذلتها الدولة في مناطق الصراعات، ودورها في تحقيق السلام بين الأطراف المتنازعة.  وتخصص الجلسة ورقة للأكاديمي والكاتب الإثيوبي سلومو غوشو عن (جهود الوساطة لإحلال السلام في القرن الأفريقي).


وبورقة عن «دور الإمارات في تحقيق السلام بمنطقة القوقاز»، تتطرق تاتانيا كوخاريفا، الإعلامية الروسية، إلى جهود الإمارات الدبلوماسية ومساعيها الإنسانية في تهدئة التوتر، وإحلال السلام في مناطق النزاعات. 

وعن «الدبلوماسية الوقائية لصيانة السلام ومواجهة التحديات العالمية»، تتضمن الجلسة الثانية مداخلة لسانتانا جوبيرتو، كاتب، مستشار الرئيس البرازيلي السابق. تتضمن الجلسة مداخلة حول الدبلوماسية الوقائية من أجل صيانة السلام ومواجهة التحديات العالمية.

رؤية الشباب
وبمشاركة طلاب من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وتحت عنوان «دور الشباب في بناء ثقافة السلام»، تناقش الجلسة الثالثة، مؤشرات السلام والتنمية في الإمارات، وعناصر التميز في المجتمع الإماراتي. وتستشرف الجلسة أفكار الشباب حول أدوات نشر هذه الثقافة، كما ترصد الجلسة محفزات التفوق العلمي والابتكار والاستثمار التي يتسم بها المجتمع الإماراتي.

أخبار متعلقة :