ابوظبي - سيف اليزيد - نظّمت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، بالشراكة مع مجموعة أدنيك، ملتقى الاستثمار الزراعي الأول تحت شعار "نحو أمن غذائي ونمو مستدام"، في مركز أدنيك أبوظبي، وذلك ضمن فعاليات النسخة الثانية من الأسبوع العالمي للغذاء.
يأتي تنظيم الملتقى في إطار جهود حكومة أبوظبي لترسيخ مفاهيم التنمية المستدامة، وتعزيز منظومة الأمن الغذائي، وتهيئة بيئة جاذبة للاستثمارات الزراعية، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.
وأكد الدكتور طارق أحمد العامري، المدير العام بالإنابة لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، في كلمته خلال الملتقى، أن الحدث يمثل منصة استراتيجية لتبادل الخبرات واستعراض أفضل الممارسات، واستشراف الفرص المستقبلية في القطاع الزراعي، مشيرًا إلى أن إمارة أبوظبي أولت اهتمامًا كبيرًا بتطوير منظومة الأمن الغذائي، إدراكًا لأهمية هذا القطاع في تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن السنوات الماضية شهدت طفرة نوعية في الاستثمارات الزراعية، تمثلت في تبني مشاريع مبتكرة تشمل الزراعة الذكية، والزراعة المائية، وإنتاج الغذاء باستخدام أحدث التقنيات العالمية، إلى جانب توسع الشركات الإماراتية العملاقة خارج الدولة.
وأوضح أن الهيئة تعمل وفق استراتيجية متكاملة لتعزيز فرص نجاح التجارة الدولية، والاستثمار الخارجي، وزيادة الإنتاج المحلي، مشيرًا إلى دعم الهيئة للشركات الزراعية التي تستثمر في بلدان ذات قطاعات واعدة، إلى جانب دعم الزراعة المستدامة داخل الدولة عبر مبادرات نوعية.
وأعلن العامري خلال الملتقى عن إطلاق النسخة الجديدة من دليل الاستثمار الزراعي في إمارة أبوظبي، الذي يضم أكثر من 30 فرصة استثمارية متنوعة تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في القطاع الزراعي.
وتشمل هذه الفرص مجالات حيوية مثل التقنيات الزراعية الحديثة التي ترفع كفاءة الإنتاج وتحسن جودة المحاصيل، والتصنيع الغذائي الذي يضيف قيمة للمنتجات المحلية ويدعم سلاسل التصدير، إلى جانب الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد لضمان استدامة تدفق الغذاء، والبحث والتطوير في الزراعة المستدامة والتقنيات الحيوية لتعزيز الابتكار ومواجهة التحديات البيئية.
كما يتضمن الدليل فرصًا واعدة ضمن قرار الأنشطة الاقتصادية المسموح بممارستها في المزارع، والذي يتيح ممارسة 145 نشاطًا استثماريًا في مزارع إمارة أبوظبي، ما يعكس تنوع الخيارات المتاحة أمام المستثمرين المحليين والدوليين.
وتضمن ملتقى الاستثمار الزراعي الأول، أربع جلسات رئيسية ناقشت أبرز القضايا الاستراتيجية التي تشكل مستقبل القطاع الزراعي في إمارة أبوظبي، حيث تنوعت الموضوعات المطروحة بين السياسات، والابتكار، والتمويل، والتجارب العملية.
وتناولت الجلسة الأولى مشهد الاستثمار الزراعي في الإمارة، حيث ناقش المشاركون الفرص المتاحة، والتشريعات الداعمة، والحوافز الحكومية التي تهدف إلى جذب المستثمرين وتعزيز تنافسية القطاع، بمشاركة منصور المرر، نائب الرئيس لتطوير الأعمال الصناعية في مجموعة كيزاد، الذي قدم عرضًا تقديميًا حول الفرص الاستثمارية الواعدة في أبوظبي.
وركزت الجلسة الثانية، على الابتكار والتقنيات الحديثة في الزراعة المستدامة، مع تسليط الضوء على الزراعة الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والزراعة الدقيقة، باعتبارها أدوات محورية في رفع كفاءة الإنتاج وتحقيق الاستدامة البيئية، بمشاركة محمد ربيع الشعار، الشريك الإداري في شركة سمارك، الذي استعرض أبرز التطبيقات التقنية في هذا المجال.
وتناول المشاركون في الجلسة الثالثة، تمويل المشاريع الزراعية، حيث ناقشوا دور البنوك وصناديق الاستثمار الحكومية والخاصة في دعم القطاع، وتقديم حلول تمويلية مبتكرة، وتحدث خلالها شاكر فريد عبدالرحمن زينل، الرئيس التنفيذي للأعمال ونائب الرئيس التنفيذي في بنك الإمارات للتنمية، عن آليات التمويل والتحديات المرتبطة بها، وأهمية توفير أدوات مالية مرنة لدعم رواد الأعمال الزراعيين.
وتناولت الجلسة الرابعة قصص نجاح محلية ودولية في الاستثمار الزراعي، حيث شارك كل من فاضل ناصر السعيدي وعبد الرحمن راشد الشامسي من نادي أبوظبي الزراعي، في عرض تجارب ملهمة تعكس إمكانيات النمو والابتكار في القطاع، وتبرز أهمية الشراكات الفاعلة بين القطاعين العام والخاص في تحقيق الأمن الغذائي والنمو المستدام.
كما شهد الملتقى حلقة نقاشية بعنوان "تحويل النفايات إلى ثروة"، ناقشت الاستثمار في التكنولوجيا لتحويل نفايات الأغذية الزراعية من مكبات النفايات، بمشاركة نخبة من الخبراء منهم محمد ربيع الشعار، وخلود النويس من مؤسسة الإمارات، وثيوفيلوس أليفيزوس من شركة أغذية، ود. أفكار قاسم من هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية.
ويطمح القائمون على الملتقى إلى تحويله إلى منصة دورية تجمع الجهات المعنية بالقطاع الزراعي، بهدف تعزيز تنافسية إمارة أبوظبي، وترسيخ مكانتها كمركز عالمي لجذب الاستثمارات في القطاع الزراعي، بما يواكب تطلعات الدولة نحو مستقبل غذائي مستدام وآمن.
وشهد الملتقى حضورًا واسعًا من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة، والمستثمرين، ورواد الأعمال، وصناع القرار، حيث شكّل منصة إستراتيجية لتبادل الخبرات واستعراض أفضل الممارسات، واستشراف الفرص المستقبلية في القطاع الزراعي، بما يعزز مكانة أبوظبي مركزا عالميا لجذب الاستثمارات الزراعية.
واختتم الملتقى بحفل توزيع جوائز هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، تكريمًا للجهات والمشاريع المتميزة التي ساهمت في تطوير القطاع الزراعي وتعزيز منظومة الأمن الغذائي في الدولة.
أخبار متعلقة :