ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد عاطف (القاهرة)
بدعوة من، لي جيه ميونغ، رئيس جمهورية كوريا، تشارك الإمارات في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ «أبيك»، التي تنطلق غداً من مدينة غيونغجو الكورية، تحت شعار «بناء غدٍ مستدام.. التواصل، الابتكار الازدهار».
وتحمل مشاركة الدولة في القمة أهمية كبيرة، تعكس موقعها الريادي العالمي في مجالات تطوير وتبنّي الذكاء الاصطناعي وابتكار الحلول الشاملة للتحديات بالاستعانة بتكنولوجيا المستقبل لتحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071.
ويجمع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ «أبيك» 21 اقتصاداً (19 دولة + هونج كونج وتايبيه الصينية)، والدول الأعضاء: جمهورية كوريا والولايات المتحدة الأميركية واليابان وأستراليا وبروناي وكندا وإندونيسيا وماليزيا ونيوزيلندا والفلبين وسنغافورة وتايلاند والصين، والمكسيك، وبابوا غينيا الجديدة، وتشيلي، وبيرو، وروسيا، وفيتنام.ويضم منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ «أبيك» 21 اقتصاداً، تُشكِّل 40 في المائة من سكان العالم، نصف حجم التجارة العالمية، و60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بما يعادل أكثر من 63 تريليون دولار أميركي.
واعتبر خبراء تحدثوا لـ «الاتحاد»، أن اختيار الإمارات ضيف شرف في القمة يُعد تتويجاً لدورها المتنامي في صياغة الأجندة الاقتصادية العالمية، وترسيخاً لمكانتها العالمية باعتبارها جسراً حيوياً يربط بين الشرق والغرب، عبر نهج متوازن يجمع بين الانفتاح الاقتصادي، والاستدامة، والتعاون الدولي.
دولة محورية
قال الباحث في الشؤون الآسيوية، محمد صلاح، إن اختيار الإمارات ضيف شرف في منتدى «أبيك» يعكس مكانتها المحورية في الربط بين آسيا والعالم العربي، ودورها المؤثر في صياغة الأجندة الدولية، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، إذ تُعد منذ زمن بعيد جسراً للتواصل التجاري والثقافي بين الشرق والغرب، وهذا الدور التاريخي تطور اليوم ليصبح أكثر اتساعاً بفضل موقع الدولة الجغرافي وقدراتها اللوجستية، إضافة إلى البنية التحتية المتقدمة التي جعلتها مركزاً للتجارة العالمية.
وأضاف في تصريح لـ«الاتحاد»، أن دعوة كوريا للإمارات تأتي في توقيت يشهد نمواً غير مسبوق في العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة العام الماضي، بالإضافة إلى التعاون في مشاريع استراتيجية، مثل محطة «براكة» للطاقة النووية السلمية، لافتاً إلى أن هذه الخطوة تؤكد عمق الشراكة الإماراتية الكورية، وتعكس إدراكاً آسيوياً متزايداً لأهمية الدولة بوصفها شريكاً موثوقاً في التنمية والطاقة والابتكار.
حلقة وصل
وقالت لانا بدفان، الباحثة في العلاقات الدولية، إن الإمارات تبرز اليوم كحلقة وصل استراتيجية بين الشرق والغرب، خصوصاً في سياق قمة «أبيك» التي تُعقد في جمهورية كوريا، إذ إن مشاركة الدولة كضيف شرف في القمة تعكس رؤيتها الاستباقية في تطوير الشراكات الاقتصادية وتعزيز التعاون الدولي. وأضافت بدفان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تتمتع بموقع جغرافي متميز وبنية تحتية متقدمة، مما يجعلها مركزاً عالمياً للتجارة والاستثمار، موضحة أن هذا الموقع الاستراتيجي يتيح لها تسهيل حركة البضائع والأفكار بين القارات، ويعزز من قدرتها على لعب دور محوري في الاقتصاد العالمي.
وأشارت إلى أن الإمارات لا تمثل فقط مركزاً تجارياً، بل أيضاً منصة للابتكار والتكنولوجيا، إذ تستثمر بشكل كبير في تطوير تقنيات المستقبل، مما يجعلها وجهة مفضلة للمستثمرين والشركات العالمية، منوهة بأن السياسة الخارجية المتوازنة التي تتبناها الدولة أسهمت في بناء علاقات دبلوماسية قوية مع مختلف الدول، بما يعزز من قدرتها على الوساطة في النزاعات، ويعكس التزامها بالاستقرار الإقليمي والدولي، وهذه الديناميكية تجعل منها نموذجاً يحتذى به في تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
جسر رقمي
من جهته، أوضح الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، أن الإمارات تمتلك مقومات تؤهلها لتكون عنصراً مؤثراً في تشكيل النظام الاقتصادي العالمي، وجسراً حقيقياً بين الشرق والغرب، مشيراً إلى أن موقعها الجغرافي يجعلها نقطة وصل مهمة بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، إضافة إلى أنها تمتلك بنية تكنولوجية متقدمة تجعل منها جسراً رقمياً متيناً في عالم الاقتصاد الرقمي المتسارع.
وأكد جاب الله، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن علاقات الإمارات السياسية المتوازنة مع دول العالم وانفتاحها على آسيا وعلاقاتها المتميزة مع أوروبا والولايات المتحدة، تجعلها محطة رئيسة للتعاون الدولي ومركزاً جاذباً لاستثمارات المستقبل، لا سيما في مجالات الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
وأشار إلى أن حضور الإمارات في قمة «أبيك» كضيف شرف يعكس واقعها المتميز بوصفها دولة ذات تأثير عالمي في صياغة مستقبل الاقتصاد الدولي، موضحاً أن دول آسيا والمحيط الهادئ تنظر إلى الإمارات باعتبارها نموذجاً للتنمية الاقتصادية الناجحة، ونافذة يمكن من خلالها الوصول إلى الأسواق الغربية، في ظل إعادة تشكيل العلاقات الاقتصادية العالمية.
جسر بين الشرق والغرب
تُعد الإمارات واحدة من أهم المراكز الإقليمية والعالمية في مجالات التجارة والثقافة والخدمات اللوجستية، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي وشبكة علاقاتها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية الواسعة، وهو ما يجعلها جسراً يربط بين الشرق والغرب، إضافة إلى دورها الثقافي المحوري الذي يُعزز قيم التسامح والتعايش السلمي المشترك.
حضور إقليمي ودولي
تحرص الإمارات على ترسيخ حضورها الإقليمي والدولي بوصفها صانعة للتغيير الإيجابي، من خلال مبادرات ومشروعات تسهم في دفع مسارات التنمية المستدامة، مما يعزز صورتها باعتبارها دولة محورية تبني الجسور بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب، إذ تسهم في نقل المعرفة وتبادل الخبرات الدولية، وتدعم الابتكار في مجالات الطاقة النظيفة، والاقتصاد الدائري، والأمن الغذائي.
أخبار متعلقة :