ابوظبي - سيف اليزيد - جمعة النعيمي (أبوظبي)
تجسّد «دورية السلامة» في هيئة أبوظبي للدفاع المدني، نموذجاً فعّالاً للتكامل بين التوعية الميدانية والعمل الوقائي، وتنسجم مع رؤية حكومة أبوظبي في بناء مجتمع آمن وواعٍ وقادر على مواجهة التحديات المختلفة، من خلال تعزيز ثقافة الوقاية والعمل الاستباقي والتواصل الميداني المباشر، إسهاماً في رفع مستوى السلامة وجودة الحياة في الإمارة.
«الاتحاد» رافقت «دورية السلامة» في جولة ميدانية، للتعرف على جهودها الريادية وإسهاماتها المتميزة في تعزيز التفاعل المجتمعي الإيجابي وتمكين الأفراد من تبنّي ممارسات وقائية تحافظ على الأرواح والممتلكات.
وتدعم الدورية جهود بناء مجتمع أكثر أماناً واستدامة، فهي نموذج جديد وذكي في العمل التوعوي يقوم على القرب المجتمعي، والتمكين الميداني، والتحفيز الذكي، كما أنها مشروع ميداني متميز يجسد أهداف مبادرات عام المجتمع 2025 من خلال دورها الريادي في توصيل الرسائل التوعوية.
تتابع مهامَّ الدورية فرق ميدانية متخصصة تقوم بسلسلة زيارات ميدانية تشمل المنشآت الصناعية والتجارية والسكنية، والأحياء السكنية في مختلف مناطق إمارة أبوظبي لتقديم استشارات وقائية، وتنفيذ تدريبات إرشادية على إجراءات السلامة، وتقييم جاهزية المواقع، إسهاماً في بناء مجتمع أكثر استعداداً ووعياً للمسؤولية.
ثقافة وقائية
وفي تصريح لـ«الاتحاد»، أوضح العقيد الدكتور فيصل حسن القحطاني، مدير قطاع الحماية المدنية بالإنابة بهيئة أبوظبي للدفاع المدني، أن «دورية السلامة» تعزز نهج الهيئة في تحويل الوعي الوقائي إلى ثقافة مجتمعية وسلوك يومي، وتعمل ضمن أهدافها على ترسيخ ثقافة وقائية مستدامة تنعكس إيجابياً على السلامة المجتمعية.
وأشار القحطاني إلى أن المبادرة تسهم بدور ريادي في تحقيق شراكة حقيقية مع القطاعات والأفراد في مجتمعنا، فهي لا تعتمد على إصدار المخالفات، وإنما تركز أساساً على التوعية والتشجيع، مبيناً أن نجاح هذه المبادرة مرهون بتفاعل المجتمع وتبنيه للممارسات الوقائية كجزء من ثقافته اليومية وسلوكه الحضاري، مشيراً إلى أن الفرق الميدانية تقدم المعلومات والإرشادات اللازمة بمرونة وشفافية، بما يعزز الثقة المتبادلة مع المجتمع ويشجع على التفاعل الإيجابي.
وأكد القحطاني أن الهدف الأساسي هو رفع كفاءة الأفراد والمؤسسات في تطبيق تدابير السلامة، وتحويل الوعي إلى سلوك يومي يعكس التزاماً ذاتياً ومستداماً.
من جهته، قال المقدم الدكتور حمدان حسن بن ذيبان، مدير مشروع مبادرة «دورية السلامة» في هيئة أبوظبي للدفاع المدني: إن المبادرة تتكامل مع منظومة حوافز مبتكرة، من أبرزها «شهادة السلامة» التي تُمنح للجهات والأفراد الملتزمين بإجراءات الوقاية، و«بطاقة الملاحظة» التي تُستخدم لتوجيه تنبيهات غير جزائية، إلى جانب «قسيمة السلامة» التي تتيح للمستفيدين خصومات خاصة على معدات الوقاية، مثل كواشف الدخان وطفايات الحريق.
وأكد أن هذه الحوافز تشكل أداة فاعلة في تعزيز ثقافة الالتزام المجتمعي، وتُحفز المؤسسات والأفراد على اتخاذ إجراءات وقائية طوعية، بعيداً عن الطابع التقليدي القائم على الرقابة والمخالفة. وذكر أن الكثير من المواقع أبدت تفاعلاً ملموساً مع المبادرة، وحرصت على تعزيز اشتراطات السلامة وتحديث أنظمتها الوقائية.
وفي سياق متصل، قال المساعد عيسى مراد الريسي، مفتش وقاية وسلامة في هيئة أبوظبي للدفاع المدني، خلال جولة ميدانية في دورية السلامة برفقة «الاتحاد»: هدفنا هو حماية الأرواح والممتلكات، وتعزيز الوعي الوقائي في المجتمع وتشجيع المنشآت على استيفاء شروط السلامة عبر توزيع كوبونات خصم من بعض الشركات الداعمة لهذه المبادرة، ومنح شهادات السلامة للمنشآت الملتزمة، فهي تؤكد حرص الجميع على الإسهام بدورهم وبوعي في أن تكون أبوظبي من أفضل مدن العالم في تحقيق استدامة حماية وسلامة المجتمع، ولهذا نتعاون معاً في نشر الوعي الوقائي وترسيخ ثقافة السلامة كأسلوب حياة يومي وتعزيز السلوكيات الإيجابية في المجتمع.
مسؤولية مشتركة
ودعت هيئة أبوظبي للدفاع المدني في ختام الجولة الميدانية، المجتمع إلى التجاوب والتفاعل مع أهداف دورية السلامة التي تعد منصة توعوية ميدانية، تجسّد جهود الهيئة في تحويل الوعي الوقائي إلى سلوك حضاري مستدام يشارك فيه جميع أفراد المجتمع بمسؤولية مشتركة، من خلال مهامها في التفتيش والرقابة على المباني السكنية والتجارية والصناعية للتأكد من تطبيق تدابير السلامة، وذلك عبر زيارات ميدانية منظمة ومفاجئة تُركّز على تعزيز ثقافة الالتزام الذاتي بمعايير الأمان والتحقق من استيفاء المنشآت للشروط الوقائية والتزامها بإصدار وتجديد شهادات الاستيفاء بشكل سنوي منتظم.
أخبار متعلقة :