ابوظبي - سيف اليزيد - افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، اليوم فعاليات «توظيف × زاھب 2025» في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، بمشاركة واسعة من الجهات الحكوميّة والخاصّة، وحضور آلاف الشباب الإماراتيين والباحثين عن فرص مهنيّة وتطوير المهارات، في إطار النسخة الـ 19 من هذه المنصّة الوطنيّة المتخصّصة بسوق العمل.
وتُقام فعاليات المعرض خلال الفترة من 18 إلى 20 نوفمبر 2025، من الساعة 9:00 صباحاً حتّى 4:00 عصراً.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته خلال الافتتاح: «يجسّد تنظيم معرض (توظيف × زاھب 2025) في أبوظبي رؤية دولة الإمارات، في ظلّ قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالاستثمار في الإنسان أولاً، وتمكين شبابنا من امتلاك مهارات المستقبل في الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي.
إنّ الأرقام والبيانات التي نطّلع عليها اليوم تؤكّد أنّ سوق العمل في الإمارات يشهد تحوّلاً متسارعاً نحو الوظائف الذكيّة، ما يفرض علينا جميعاً - حكومةً ومؤسّساتٍ تعليميّةً وقطاعاً خاصاً - أن نوفّر لشباب الوطن منصّاتٍ حقيقيّة للتدريب والتأهيل وفرص العمل النوعيّة».
وأضاف معاليه: «نحن فخورون بأن تكون الإمارات من أسرع الأسواق نمواً في تبنّي وظائف الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة، وبأن يشكّل شبابنا الإماراتي نموذجاً لجيلٍ واعٍ ومستعدّ للتحوّل الرقمي، قادرٍ على المنافسة والابتكار، والمشاركة الفاعلة في بناء اقتصاد متقدّم قائم على المعرفة والتقنيات الحديثة. ويأتي معرض (توظيف × زاھب) ليعكس هذا التوجّه، من خلال الربط بين بيانات سوق العمل وبرامج تطوير المهارات، وفتح قنوات مباشرة بين الكفاءات الوطنيّة والجهات الرائدة في القطاعين الحكومي والخاص».
وتأتي إقامة «توظيف × زاھب 2025» في وقتٍ تكشف فيه تقارير حكوميّة وخاصّة حديثة عن تحوّل كبير في المهارات المطلوبة داخل سوق العمل الإماراتي، مع تزايد الاعتماد على المهارات الرقميّة وقدرات الذكاء الاصطناعي بوصفها المحرّك الرئيسي للوظائف المستقبليّة في الدولة.
وبحسب «تقرير وظائف الذكاء الاصطناعي في الإمارات لعام 2025» الصادر عن برايس ووترهاوس كوبرز (PwC)، تضاعف الطلب على المهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بين عامي 2021 و2024، ما يجعل الإمارات من أسرع الأسواق نمواً في تبنّي وظائف الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة. كما يشير التقرير إلى توسّع ملموس في الوظائف التي تعتمد على التحليل الرقمي وأنظمة الأتمتة المتقدّمة.
وفي السياق ذاته، يكشف «تقرير المهارات الرقميّة في دبي» الصادر عن دائرة دبي الرقميّة (Digital Dubai) أنّ غالبيّة الوظائف المستقبليّة في الدولة ستتطلب مهارات رقميّة متقدّمة، وأنّ جزءاً كبيراً من القوى العاملة الحاليّة بحاجة إلى إعادة تأهيل رقمي لمواكبة التحوّل المستقبلي في سوق العمل.
وتقدّم النسخة الجديدة من «توظيف × زاھب» تجربة مهنيّة شاملة تمّ تصميمها استناداً إلى واقع سوق العمل والاتجاهات التي ترصدها التقارير الرسميّة، وتشمل:
• عيادات السيرة الذاتيّة والمقابلات المهنيّة
• تدريبات عمليّة على أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في القطاعين الحكومي والخاص
• جلسات إرشاد فردي مع خبراء الموارد البشريّة والتوظيف
• ورشا تخصّصيّة في البيانات، والأمن السيبراني، والتحوّل الرقمي
• لقاءات مباشرة مع ممثلي ما يزيد على 100 جهة حكوميّة وخاصّة
وتُقام الفعاليّة بالشراكة الاستراتيجيّة مع مجلس أبوظبي للشباب وغرفة أبوظبي، بما يعزّز دورها في دعم مستهدفات رؤية «الاقتصاد الرقمي الإماراتي»، وترسيخ موقع أبوظبي مركزاً إقليميّاً للمعرفة والابتكار وتطوير الكوادر الوطنيّة.
وقال خالد بن بريك، الشريك في الخدمات الاستشاريّة، المسؤول عن برنامج التوطين في «بي دبليو سي» الشرق الأوسط: «إنّ مشاركتنا في «توظيف × زاھب» تنسجم بشكل مباشر مع رؤيتنا لدعم التحوّل في مسار المهارات في الدولة، خاصّة في ظلّ الطلب المتسارع على المهارات الرقميّة والذكاء الاصطناعي. نرى في هذا الحدث منصّة وطنيّة مهمّة تساعدنا على التواصل مع الجيل الإماراتي الطموح، وتوجيهه نحو المهارات التي ستقود الوظائف المستقبليّة. ومن خلال برامجنا في تطوير الكوادر الوطنيّة، نعمل على مواءمة خطط التوظيف والتطوير لدينا مع أولويّات سوق العمل في الإمارات».
وقالت بشرى الشحي، الرئيس التنفيذي لقطاع الموارد البشريّة في مجموعة مصرف أبوظبي الإسلامي، رئيسة مجلس إدارة شركة «كوادر»: «تُعدّ الكوادر الوطنيّة العنصر الأهم في استراتيجيّة الموارد البشريّة لدينا، ولذلك نحرص على الشراكة في منصّات وطنيّة مثل «توظيف × زاھب» التي تجمع بين التدريب العملي والمهارات الرقميّة المطلوبة في القطاع المالي. مشاركتنا اليوم تعكس التزامنا ببناء مسارات مهنيّة حقيقيّة للمواطنين، وإتاحة فرص تطوير تتماشى مع متطلبات التوطين وتوجّهات الدولة في تعزيز جاهزيّة رأس المال البشري».
وقال فادي حرب، مدير الفعاليات في شركة «إنفورما الشرق الأوسط»، المُنظِّمة لـ «توظيف × زاھب»: «تكمن القيمة الحقيقيّة لـ (توظيف × زاھب) في قدرته على ربط بيانات سوق العمل ببرامج تطوير المهارات.
نحن نعمل مع شركائنا من الجهات الحكوميّة والخاصّة لتقديم تجربة مهنيّة تساعد الشباب على اتخاذ خطوات عمليّة نحو مسارات وظيفيّة مستدامة. مشاركة المؤسّسات الرائدة هذا العام تعكس إدراكاً واضحاً لدور الموارد البشريّة في قيادة التحوّل الاقتصادي القادم».
ومع استمرار التحوّل الرقمي في رسم ملامح سوق العمل في الدولة، يواصل «توظيف × زاھب» دوره في دعم الشباب الإماراتي وتمكينه من بناء مسارات مهنيّة قائمة على المعرفة والمهارات المستقبليّة.
وتؤكّد هذه النسخة من الحدث التزام الجهات الحكوميّة والخاصّة بتهيئة بيئة مهنيّة متقدّمة تعزّز جاهزيّة الكوادر الوطنيّة، وتمنحها الأدوات اللازمة للنجاح في اقتصاد قائم على الابتكار والتقنيات الحديثة، بما يواكب رؤية القيادة الرشيدة لمستقبل الإمارات خلال العقود المقبلة.
أخبار متعلقة :