الإمارات وعُمان.. أخوة تاريخية وعلاقات مستدامة

ابوظبي - سيف اليزيد - آمنة الكتبي (أبوظبي)

تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة الأشقاء في سلطنة عُمان احتفالاتهم باليوم الوطني الـ 55، تحت شعار «عُمان منّا ونحن منهم»، تعبيراً عن عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وتجسيداً لروابط الجوار والمصير المشترك التي أرساها المغفور لهما، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراهما، وتحرص القيادة الحكيمة في البلدين، ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، على تعزيز مسيرة التعاون المشترك، والبناء على الإرث المتين الذي أسسه المؤسسون الأوائل.
وتشهد إمارات الدولة مظاهر احتفالية واسعة بهذه المناسبة، حيث تزينت الشوارع بالأعلام واللوحات التي تحمل عبارات المحبة والتقدير لسلطنة عُمان وشعبها، فيما تضيء المعالم الوطنية بألوان العلم العُماني، واستقبلت المطارات والمنافذ الحدودية الزوار العُمانيين بعبارات الترحيب والهدايا الرمزية. 

علاقات راسخة 
تعد العلاقات الإماراتية العُمانية نموذجاً يحتذى به في التفاهم والتكامل الخليجي، إذ تجمع البلدين رؤية متقاربة تجاه قضايا الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة، فضلاً عن التنسيق المشترك في المحافل الإقليمية والدولية بما يخدم المصالح الخليجية والعربية، ويحرص البلدان على التنسيق والتشاور المستمر حيال القضايا الثنائية والعربية والدولية، وتجمعهما رؤية مشتركة للسلام والاستقرار في المنطقة، ورغبة صادقة في تعزيز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي.
ويرتبط البلدان الشقيقان بالعديد من اتفاقيات مشتركة بينهما في جميع المجالات، التي تعزز الاستقرار والنمو والازدهار للشعبين الشقيقين، وتظل العلاقات الإماراتية - العمانية راسخة ومتينة، حيث إنها لا تقوم فقط على المصالح المتبادلة، بل على الروابط التاريخية والاجتماعية، وفي ظل حرص قيادة البلدين على توسيع آفاقها في جميع المجالات، ما يعزز مكانة هذه العلاقة أنموذجاً عربياً للتكامل والازدهار المشترك.

علاقات متجذرة 
وتمتد العلاقات بين البلدين الشقيقين بجذورها إلى عمق التاريخ، ومرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة، ومنها اللقاء التاريخي بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد «رحمهما الله» في عام 1968، والزيارة التي قام بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، إلى سلطنة عُمان في عام 1991 والتي شهدت تشكيل لجنة عليا مشتركة، أسهمت في تعزيز التعاون والتنسيق بين الدولتين في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة والتعليم والعمل والاتصالات والنقل، إلى جانب تعزيز فرص ومجالات الاستثمار المشترك.

زيارات متبادلة 
دخلت العلاقات الإماراتية العُمانية الراسخة والتاريخية مرحلة جديدة بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لسلطنة عُمان الشقيقة في سبتمبر 2022، والتي شكلت محطة فارقة في علاقات البلدين، وشهدت توقيع نحو 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم للتعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والسياسية والأمنية. ومثلت زيارة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد إلى الإمارات في أبريل 2024، دفعة قوية للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث شهدت الزيارة توقيع اتفاقيات ومذكرات بين البلدين في مجالات حيوية شملت الاستثمار والطاقة المتجددة والاستدامة والسكك الحديدية والتكنولوجيا والتعليم.

موروث ثقافي
يتقاسم البلدان موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة، كما وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات وسلطنة عُمان تداخلاً وعمقاً بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية، وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتلامس الجغرافي.

أخبار متعلقة :