ابوظبي - سيف اليزيد - دينا جوني (دبي)
مع احتفال الإمارات بعيد الاتحاد الرابع والخمسين تحت شعار «متّحدين»، يقدّم قطاع التعليم الحكومي واحدة من أبهى صور هذا الاتحاد، إذ تحوّل خلال عام 2025 إلى ورشة عمل مفتوحة لإعادة تصميم المدرسة الإماراتية، بما يواكب اقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي، ويُرسّخ الهوية الوطنية.
وشهد العام 2025 إطلاق حزمة واسعة من المبادرات والسياسات التي طالت المنهج والتقويم والبنية التحتية، إلى جانب تعزيز مكانة المعلم، وتوسيع الفرص أمام الطلبة في المسارات التعليمية والأنشطة الوطنية، بما يعكس رؤية القيادة لجعل التعليم ركيزة التحوّل نحو المستقبل.
مناهج المستقبل
أبرز المنجزات تمثّل في اعتماد أول منهج وطني متكامل للذكاء الاصطناعي في المدارس الحكومية، يمتدّ من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر.
ويركّز المنهج على بناء «ثقافة ذكاء اصطناعي» مبسّطة في المراحل الأولى، ثم التدرج إلى مهارات البرمجة، وتحليل البيانات، وتعلّم الآلة، وأخلاقيات استخدام التقنيات في المراحل الأعلى، بما يهيّئ الطلبة لتخصصات ووظائف المستقبل في سوق العمل المحلي والعالمي. هذا التحوّل النوعي لا يقتصر على إضافة مادة جديدة، بل يُعيد تعريف مفهوم «الكفاءة الرقمية» في المدرسة الإماراتية، بحيث تصبح القدرة على التعامل مع الأنظمة الذكية وتحليل البيانات جزءاً أصيلاً من مخرجات التعليم العام.
تقويم دراسي موحّد
على مستوى تنظيم العام الدراسي، اعتمدت وزارة التربية والتعليم تقويماً جديداً بدأ في 25 أغسطس 2025، ويطبّق بشكل موحّد على المدارس الحكومية والمدارس الخاصة التي تطبّق منهاج الوزارة، وكذلك مؤسسات التعليم العالي، بما يضمن انسجاماً أكبر بين المراحل التعليمية المختلفة، ويحقق توازناً بين أيام التمدرس وفترات الراحة. ويتضمن التقويم إجازة شتوية موسّعة تمتد أربعة أسابيع، بما يتيح للطلبة المشاركة في الأنشطة الوطنية والمجتمعية خلال موسم الاحتفالات باليوم الوطني وما بعده.
مسارات تعليمية محدّثة
في المرحلة الثانوية (الحلقة الثالثة)، أعلنت الوزارة تحديث المسارات التعليمية «العام والمتقدم»، استناداً إلى دراسات ميدانية واسعة شملت المختصين وأولياء الأمور وتحليل ميول الطلبة خلال السنوات الأخيرة. الهدف هو مواءمة الخطط الدراسية مع متطلبات الجامعات والوظائف المستقبلية، مع مرونة أكبر في الانتقال بين المسارات، وربط أوثق بين اختيار المواد والميول المهنية لكل طالب.
مدارس جديدة
شهد العام الدراسي 2025 – 2026 افتتاح تسع مدارس حكومية جديدة في عدد من إمارات الدولة، بتصاميم حديثة تراعي متطلبات التعلّم التفاعلي، وتضم مختبرات متقدمة للعلوم والروبوتات والذكاء الاصطناعي، ومساحات مفتوحة للأنشطة الرياضية والفنية، ومرافق داعمة لطلبة أصحاب الهمم، بما يضمن بيئة تعليمية دامجة وآمنة.
تطوير مهني
لم يغِب المُعلّم عن مشهد المنجزات في 2025، إذ تواصلت برامج التطوير المهني وورش التدريب المتخصص، إلى جانب مبادرات لتكريم الكفاءات التعليمية، كان من أبرزها منح أكثر من 200 معلّم وأكاديمي «الإقامة الذهبية» في دبي بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، في خطوة تجسّد تقدير الدولة لدور المعلّم في صياغة مستقبل الأجيال، وتُعزّز جاذبية المهنة واستقرار كوادرها.