في ختام فعاليات مخيم "شتاء دبي – شتانا غير".. 600 طالب وطالبة في تجربة تعليمية مجتمعية واحدة

ابوظبي - سيف اليزيد - اختتمت هيئة تنمية المجتمع بحضور معالي حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع، فعاليات مخيم "شتاء دبي – شتانا غير"، في مكتبة محمد بن راشد،  الذي انطلق في 15 ديسمبر واستمر حتى 25 ديسمبر 2025، مقدّماً برنامجاً مجتمعياً متكاملاً صُمّم خصيصاً للأطفال، وركّز على تنمية وعيهم المعرفي، وتعزيز هويتهم الوطنية، وبناء مهارات حياتية ومعرفية ترتبط بمتطلبات المستقبل، ضمن بيئة تعليمية تفاعلية وآمنة. وجاء تنظيم المخيم بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي وزارة التربية والتعليم، في إطار تكامل الجهود الوطنية لدعم منظومة التعليم وتنمية الطفولة.

تجربة تعليمية تصنع أثراً مجتمعياً يتجاوز الأرقام
يُعد مخيم "شتاء دبي – شتانا غير" تجربة مجتمعية تعليمية متكاملة، شهدت مشاركة 600 طالب وطالبة من الفئة العمرية 6  إلى 14 عاماً، ونُفّذت على مدار 8  أيام في أربعة مواقع بإمارة دبي (البرشاء، الخوانيج، حتا، والليسيلي). وقد تضمّن البرنامج12  ورشة تعليمية متخصصة غطّت مجالات الذكاء الاصطناعي، والثقافة المالية، وعلوم الفضاء، والهوية الوطنية، ضمن بيئة تعليمية آمنة وتفاعلية أشرف على تنفيذها 50  كادراً من المشرفين والمدربين والمتخصصين، بما يعكس حرص الهيئة على تقديم برامج نوعية ذات أثر تعليمي وإنساني مستدام.

محاور تعليمية تعكس مهارات الحاضر واستعدادات المستقبل
واعتمد المخيم هذا العام منهجية تعليمية متوازنة، جمعت بين التعلّم التطبيقي والأنشطة التفاعلية، وأسهمت في صقل شخصية الطفل وتعزيز ثقته بنفسه، إلى جانب ترسيخ قيم الانتماء، والعمل الجماعي، والمسؤولية الفردية والاجتماعية. وحرصت الهيئة على تقديم تجربة متكاملة تُراعي الفروق العمرية واهتمامات المشاركين، وتمنحهم مساحة للاكتشاف والتجربة والتفاعل الإيجابي.

 

وتوزّعت أنشطة المخيم على مجموعة من المحاور التعليمية المصمّمة بعناية، والتي عكست توجهات الهيئة في الاستثمار في الطفولة وبناء جيل واعٍ ومتوازن. ففي محور العقول الذكية، تعرّف الأطفال إلى مفاهيم الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة بأسلوب مبسّط، من خلال أنشطة قائمة على التعلّم باللعب، والعمل الجماعي، والنقاش التفاعلي، بما أسهم في تنمية التفكير النقدي وتعزيز الوعي بالاستخدام المسؤول للتكنولوجيا في الحياة اليومية.
وتعزّز هذا المحور بتنظيم ورشة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، وفي ختام المخيم حصل المشاركون على شهادة "ساعة الذكاء الاصطناعي"، وهي شهادة تعليمية عالمية تُمنح ضمن مبادرة تهدف إلى تبسيط مفاهيم الذكاء الاصطناعي، وترسيخ القيم الأخلاقية المرتبطة بالتقنيات الحديثة، مثل الخصوصية والمسؤولية الرقمية، بما يسهم في بناء وعي حقيقي بالذكاء الاصطناعي لدى مختلف الفئات العمرية، دون الحاجة إلى أي خبرة مسبقة.
أما محور تنمية أموالي بذكاء، فقد ركّز على ترسيخ مفاهيم الثقافة المالية لدى الأطفال منذ سن مبكرة، عبر أنشطة عملية تحاكي مواقف واقعية من حياتهم اليومية، وأسهم في تعزيز فهمهم لقيمة المال، والتمييز بين الاحتياجات والرغبات، وتنمية مهارات التخطيط واتخاذ القرار، بما يدعم بناء سلوك مالي واعٍ ومسؤول.

الهوية والتراث… ارتباط واعٍ بالجذور
وفي محور تراثي وهويتي، خاض المشاركون تجربة تعليمية ثرية تعرّفوا خلالها على جوانب من التراث الإماراتي، وأنماط الحياة السكنية قديماً، والزي التقليدي، وقيم السنع الإماراتي والتكافل الاجتماعي. وأسهمت الأنشطة التطبيقية المصاحبة في تعزيز شعور الانتماء الوطني، وربط الأطفال بجذورهم الثقافية بأسلوب تفاعلي يدمج بين الماضي والحاضر.

 

علوم الفضاء… إلهام علمي بروح وطنية
كما قدّم محور مغامرات فضائية بطابع إماراتي تجربة تعليمية مبسّطة في علوم الفضاء، عرّفت الأطفال بمفاهيم الاستكشاف الفضائي، ودور روّاد الفضاء، وأبرز إنجازات دولة الإمارات في هذا القطاع. وساعدت الأنشطة العملية والنماذج التفاعلية على تنمية الفضول العلمي، وتعزيز الفخر بالهوية الوطنية، وتحفيز الأطفال على الاهتمام بالعلوم والتقنية.

رؤية تنموية وبرامج ذات أثر
وبهذه المناسبة، قالت معالي حصة بنت عيسى بوحميد: " يجسّد مخيم «شتاء دبي – شتانا غير» رؤية هيئة تنمية المجتمع في الاستثمار المبكر في الطفولة بوصفها الأساس لبناء مجتمع أكثر وعيًا وتماسكًا واستعدادًا للمستقبل. فالبرنامج لا يقدّم أنشطة موسمية فحسب، بل يوفّر تجربة تعليمية متكاملة تسهم في تنمية مهارات التفكير، وتعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ القيم المجتمعية، ضمن بيئة آمنة ومحفّزة على التعلّم والاكتشاف."
وأضافت معاليها:” نحرص في الهيئة على تصميم برامج نوعية تواكب تحوّلات الحاضر واستحقاقات المستقبل، وتدعم بناء جيل واثق، قادر على التعامل الواعي مع التكنولوجيا، ومدرك لمسؤوليته تجاه ذاته ومجتمعه. وتأتي هذه المبادرات ضمن منظومة تنموية أشمل تهدف إلى تعزيز جودة الحياة، وترسيخ مشاركة جميع فئات المجتمع في مسيرة التنمية، انسجامًا مع رؤية دبي في بناء مجتمع متماسك ومستدام."
وأكدت هيئة تنمية المجتمع أن مخيم «شتاء دبي – شتانا غير» يمثّل نموذجاً متقدماً للمخيمات الموسمية الهادفة، ويعكس حرصها المستمر على تطوير محتوى برامج الطفولة، وتقديم مبادرات مجتمعية ذات أثر تعليمي وإنساني مستدام.

 

أخبار متعلقة :