ابوظبي - سيف اليزيد - أبوظبي (الاتحاد)
اختتم مركز تريندز للبحوث والاستشارات عام 2025، مُتوّجاً بالعديد من الجوائز المحلية والإقليمية والعالمية، ومؤكداً قدرته على تحويل الرؤية المؤسسية إلى منجزات ملموسة، مُجسّداً نضج تجربته البحثية وانتشاره العلمي إقليمياً ودولياً، مستنداً إلى رصيد متراكم من النجاحات النوعية خلال السنوات الماضية، بما يبرهن أن المعرفة حين تُدار برؤية استراتيجية تصبح قوة عالمية.
وشكّلت لغة الأرقام العنوان الأبرز لحصاد عام 2025، بوصفها ترجمة عملية للرؤية الاستراتيجية للمركز وقدرته على تحويل المعرفة إلى منجزات ملموسة وأثر علمي يتجاوز حدود الجغرافيا، ويعكس عمق حضوره البحثي إقليمياً ودولياً.
تمكين وإبداع
وفي تصريح بهذه المناسبة، أكد الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن ما تحقق خلال عام 2025 ليس مجرد أرقام أو إنجازات تراكمية، بل هو ترجمة حقيقية لرؤية «تريندز» القائمة على إنتاج معرفة رصينة، وبناء شراكات استراتيجية، وتحقيق أثر علمي يتجاوز الجغرافيا.
وشدّد على حرص «تريندز» على أن يكون البحث العلمي أداة لفهم التحولات العالمية وصناعة الحلول، لا مجرد توصيف للواقع، ولذلك عمل على التكامل بين البحث، والنشر، والتدريب، والاستشارات، والحوار الفكري، إلى جانب الاستثمار في المنصات الرقمية والذكاء الاصطناعي لتوسيع دائرة دوره المعرفي.
وأضاف الدكتور محمد العلي، أن «تريندز» عام 2026 وهو ينتقل «من التمكين إلى الإبداع.. ومن البحث إلى بناء الغد»، يستند إلى قاعدة راسخة من الشراكات الدولية، والخبرات البحثية، والثقة المؤسسية، وهو ما يدفعه لمواصلة دوره كمركز فكر عالمي يسهم في دعم الاستقرار، ونشر قيم التعايش، وتعزيز المعرفة.
وأوضح الرئيس التنفيذي أن دور «تريندز» لا يقتصر على إنتاج البحوث والدراسات، بل يمتد إلى تحقيق الأثر العلمي وإحداث الفارق العالمي، انطلاقاً من إيمانه بأن المعرفة مسؤولية، وأن البحث الرصين ركيزة أساسية لمستقبل أكثر وعياً واستقراراً.
وأكد الدكتور العلي أن عام 2026 سيكون عام الابتكار المُكثف المعزّز بالذكاء الاصطناعي، مع التركيز على مشروعات بحثية نوعية ذات تأثير عالمي أعمق، مشيراً إلى أن المركز مقبل على مرحلة جديدة من التطوير الشامل إدارياً وفنياً عبر مسارات ومشروعات استراتيجية جديدة، سيتم الإعلان عن تفاصيلها مطلع العام المقبل.
وأضاف: أن ما تحقق من نجاح لم يكن ليتحقق لولا جهود فريق العمل، ودعم الشركاء من مؤسسات بحثية وإعلامية وحكومية وخاصة. كما أعرب عن فخره بأن معظم موظفي «تريندز» من الشباب المواطنين من الجنسين، والذين أثبتوا جدارتهم في مختلف مجالات العمل البحثي والإداري، ليجسّدوا شعار المركز «الاستثمار في الشباب استثمار في المستقبل».
استجابة للتحولات
وقد واصل مركز تريندز للبحوث والاستشارات خلال عام 2025 ترسيخ موقعه كمركز فكر رائد، عبر إنتاج أكثر من 1260 ورقة بحثية حتى نهاية العام، شكّلت رافداً معرفياً مهماً لفهم التحولات المتسارعة، التي يشهدها العالم على المستويات السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والتكنولوجية.
وتناولت هذه الأوراق البحثية قضايا استراتيجية وفكرية متعددة، من بينها الأمن الإقليمي والدولي، والتحولات الجيوسياسية، والذكاء الاصطناعي وتداعياته على الأمن والاقتصاد، والطاقة وتحولاتها، والتطرف والإرهاب، والدراسات المستقبلية واستشراف السيناريوهات المحتملة.
معرفة موجهة
كما وجّه مركز تريندز جانباً مهماً من إنتاجه البحثي نحو خدمة الهيئات والمؤسسات، والجامعات وغيرها من خلال أوراق سياسات، وتقديرات موقف، ودراسات استشرافية، وفّرت أدوات تحليل وفهم تساعد على التعامل مع بيئات متغيرة وسيناريوهات مستقبلية مرسخاً دور المركز كمؤسسة بحثية لا تراقب التحولات العالمية فحسب، بل تسهم في تفسيرها واستشراف مساراتها.
بالتوازي مع إنتاجه البحثي الداخلي، عمل مركز تريندز خلال عام 2025 على توسيع نطاقه المعرفي دولياً، حيث نشر 1245 مقالاً ودراسة في مصادر خارجية مرموقة.
قراءة علمية
وشكّلت استطلاعات الرأي العام أحد المحاور التطبيقية المهمة في عمل مركز تريندز خلال عام 2025، حيث نفّذ المركز أكثر من 137 استطلاعاً، تناولت قضايا اجتماعية وسياسية وتنموية وثقافية، في إطار سعيه لفهم ديناميات المجتمعات واتجاهات الرأي العام على أسس علمية دقيقة.
الدراسات الاستشارية
قدم مركز تريندز خلال عام 2025، 104 دراسات استشارية لجهات ومؤسسات حكومية وخاصة، غطت قطاعات متعددة، وأسهمت في دعم التخطيط الاستراتيجي والإدارة. ويبرز هذا المحور الدور العملي للمركز في تحويل التحليل العلمي إلى توصيات قابلة للتنفيذ، مما عزز الثقة المؤسسية في خبراته البحثية.
التدريب وبناء القدرات
ويولي مركز تريندز للبحوث والاستشارات أهمية خاصة لتمكين الشباب وتأهيل الكفاءات الوطنية، حيث تجاوزت نسبة التوطين 68 %، عبر مبادرات شملت تدريب الخريجين الجدد، ودعم الأبحاث الشبابية، وتنظيم ورش عمل وندوات متخصّصة لتطوير المهارات.
ويُعدّ التدريب وبناء القدرات محوراً استراتيجياً في عمل المركز، حيث يشكّل معهد تريندز الدولي للتدريب الذراع الرئيسية ويضطلع بدور محوري في تحويل الخبرة البحثية إلى برامج تأهيلية نوعية.
وخلال عام 2025، قدّم المعهد 121 دورة تدريبية متخصّصة استهدفت باحثين وموظفين حكوميين وقيادات شابة من داخل الدولة وخارجها.
مكاتب عالمية
وعلى صعيد الانتشار العالمي لـ «تريندز»، ارتفع عدد مكاتب المركز الخارجية ليصل إلى 24 مكتباً استراتيجياً تتنوع بين الحضور الفعلي والافتراضي، ففي قارة آسيا، يوجد المركز فعلياً، إضافة إلى مقره الرئيسي في أبوظبي وفرعيه في دبي والعين في سيؤول، بينما يمتد حضوراً افتراضياً في طوكيو، وبكين، ونيودلهي، وجاكرتا، وإسطنبول، وعمّان. وفي قارة أوروبا، يباشر المركز مهامه فعلياً من موسكو، مع شبكة مكاتب افتراضية تغطي لندن، وباريس، وبرلين، وبروكسل، وجنيف، وروما. أما في قارة أفريقيا، فيبرز الحضور الفعلي في كيب تاون، مدعوماً بمكاتب افتراضية في القاهرة، والرباط، ومكتب شمال أفريقيا. وفي الأميركيتين، يمارس المركز نشاطه فعلياً من واشنطن، إلى جانب مكاتب افتراضية في مونتريال، وساو باولو، وبيونس آيرس، مما يرسّخ منظومة عمل ذكية تجمع بين التأثير الميداني والانتشار الرقمي الواسع.
شراكات وتعاون
شهد عام 2025 زخماً لافتاً في مسار الشراكات الاستراتيجية لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، حيث رسّخ شبكة تعاون بحثي دولية، رافعاً عدد الشراكات إلى 370 مذكرة تعاون مع جامعات ومراكز أبحاث ومؤسسات فكرية.
وخلال العام، أصدر مركز تريندز 5038 نشرة وتقريراً دورياً، تنوعت بين نشرات يومية وأسبوعية وشهرية، إضافة إلى تقارير تحليلية ودراسات خاصة، غطّت قضايا السياسة والأمن والاقتصاد والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وأسهمت في توفير محتوى معرفي موثوق لصنّاع القرار والباحثين ووسائل الإعلام.
تكامل بحثي إعلامي
وفي إطار التكامل بين العمل البحثي والإعلام المعرفي، نشر المركز كذلك نحو 800 خبر عبر منصاته الإعلامية الرسمية، باللغتين العربية والإنجليزية، بما يعكس حرصه على إيصال المعرفة إلى جمهور واسع ومتعدد اللغات.
وسجّل النشر الإخباري خلال عام 2025، نمواً تجاوز 100% مقارنة بالعام السابق، مع زيادة إضافية تقدّر بنحو 30 % في حجم وانتظام المحتوى ثنائي اللغة، الأمر الذي أسهم في توسيع نطاق الوصول الدولي وتعزيز الحضور الرقمي للمركز في البيئات الإعلامية العالمية.
لغة العصر الرقمي
كما واصلت منصة «تريندز للمعرفة» أداء دورها في تبسيط المعرفة، حيث نشرت حتى نهاية هذا العام نحو 22660 منشوراً معرفياً، حوّلت فيها الدراسات والأبحاث إلى محتوى بصري تفاعلي.
كما سجّل المركز 107 حلقات بودكاست، استضاف خلالها نخبة من القادة والمفكرين والخبراء، مما عزز الحوار الفكري ووصل بالمعرفة إلى شرائح أوسع من الجمهور.
الجاهزية للمستقبل
اعتمد مركز تريندز للبحوث والاستشارات، خطة استراتيجية لقطاع الموارد البشرية تضع المواطن في صدارة الاهتمامات. وقد حقق مستهدفات التوطين ونال جائزة الإمارات للريادة في سوق العمل لعامين متتاليين. كما جرى تحديث الهيكل التنظيمي وتطبيق سياسات الحوكمة والتقارير الدورية، بما يعزز الطابع المؤسسي.
أخبار متعلقة :