الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: في حدث تاريخي فريد من نوعه وغير مسبوق، تم اختيار سيدة ممرضة لتصبح المطرانية الجديدة لكنيسة كانتربري (الكنيسة الانجليكانية).
سارة مولالي، المطرانية المرشحة البالغة من العمر 63 عامًا، متزوجة ولديها طفلان. وهي من مواليد بلدة ووكنغ في مقاطعة ساري، وكانت رئيسة قسم التمريض في المملكة المتحدة من عام 1999 إلى 2004.
وتم اختيار سارة مولالي، أسقفة لندن السابقة والتي كانت تعمل ممرضة، لتصبح المطرانية الجديدة لكانتربري - وهي المرة الأولى التي يتم فيها تعيين امرأة لهذا المنصب في تاريخ كنيسة إنجلترا.
استقالة جاستن ويلبي
جاء هذا الإعلان بعد مرور عام تقريبًا على استقالة جاستن ويلبي من منصبه كزعيم روحي لكنيسة إنجلترا، وذلك بسبب تقرير سلبي حول تعامل الكنيسة مع فضيحة إساءة الجنسية.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اختيار مطرانية منذ السماح للنساء بالترقي إلى منصب الأسقف في عام 2014.
وفي أول زيارة لها كمرشحة للمطرانية، زارت سارة مولالي، التي سيتم تأكيد تعيينها رسمياً في يناير، كنيسة محلية يوم الجمعة وساعدت في توزيع حزم الطعام.
ثم ألقت سارة مولالي خطابها في كاتدرائية كانتربري، حيث أكدت على أهمية الإيمان "في عالمنا المتشعب والمضطرب"، مستنكرة "العنف الفظيع" في هجوم معبد مانشستر الإرهابي.
وقالت إن كنيسة إنجلترا لديها "مسؤولية" الوقوف إلى جانب المجتمع اليهودي في مواجهة معاداة السامية، مضيفة: "لا يمكن السماح للكراهية والعنصرية بأي شكل من الأشكال بتقسيمنا".
كما وعدت المطرانية المرشحة بمعالجة قصور الكنيسة في حماية الأطفال، قائلة إنه يجب مواجهة "ديناميكيات السلطة".
وقالت: "ككنيسة، فشلنا مرارًا وتكرارًا في الاعتراف أو التعامل بجدية مع إساءة استخدام السلطة بجميع أشكالها".
وأضافت أن المجتمع البريطاني "يتصارع مع مسائل أخلاقية وسياسية معقدة"، مشيرة إلى الحق في الموت، والهجرة والهوية الوطنية.
وقالت: "الحق القانوني للأشخاص المصابين بأمراض مستعصية في إنهاء حياتهم، واستجابتنا للأشخاص الذين يفرون من الحرب والاضطهاد للبحث عن الأمان والمأوى، والضغوط على المجتمعات التي تم تجاهلها وتقليل شأنها، والسؤال الجوهري حول من نحن كأمة، في عالم يبدو في كثير من الأحيان على حافة الهاوية".
واضافت: "كمطرانية، سيكون التزامي هو ضمان استمرارنا في الاستماع إلى الناجين، ورعاية الضعفاء، وتعزيز ثقافة الأمان والرفاهية للجميع".
لن يكون هذا سهلاً
وأضافت: "إن تاريخنا المليء بالفشل في حماية الأطفال قد ترك وراءه أضرارًا عميقة وانعدام ثقة واسع النطاق، ويجب أن نكون جميعًا على استعداد لمناقشة أفعالنا علنًا، بغض النظر عن دورنا في الكنيسة". وأشارت إلى أن المجتمع البريطاني "ينشغل بالعديد من القضايا الأخلاقية والسياسية المعقدة"، مستشهدةً بحق المريض في الموت الرحيم، والهجرة والهوية الوطنية.
وقالت: "حق المريض في الموت الرحيم، واستجابتنا للأشخاص الذين يفرون من الحروب والإضطهاد بحثًا عن الأمان، والضغوط التي يعاني منها المجتمعات المهملة والمظلومة، والسؤال الجوهري حول هويتنا كأمة في عالم يبدو في كثير من الأحيان على حافة الهاوية".
مجال التمريض
تبلغ من العمر 63 عامًا، وهي متزوجة من إيمون مولالي، ولديهما طفلان. وتعمل في مجال التمريض منذ سنوات، وكانت رئيسة قسم التمريض في المملكة المتحدة من عام 1999 إلى 2004.
وفي عام 2005، مُنحت لقب "سيدة في رتبة قائدة في الإمبراطورية البريطانية" تقديراً لإسهاماتها في مجال التمريض والولادة.
وقبل انتخابها أسقفة لندن عام 2018، كانت أسقفة كريديتون، حيث شغلت هذا المنصب لمدة ثلاث سنوات.
كلام ستارمر
وقال رئيس الوزراء سير كير ستارمر: "للكنيسة الانجليزية أهمية بالغة في هذا البلد. إن كنائسها وكاتدرائياتها ومدارسها ومنظماتها الخيرية جزء لا يتجزأ من نسيج مجتمعنا".
وأضاف: "سيضطلع رئيس أساقفة كانتربري بدور رئيسي في حياتنا الوطنية". أتمنى لها كل التوفيق وأتطلع للعمل معها.
ستتولى السيدة سارة منصب رئيسة أساقفة كانتربري خلفاً لأسقف يورك، ستيفن كوتريل، الذي تولى معظم المسؤوليات خلال الفترة التي تلت استقالة ويلبي.
كان كوتريل أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن اختيار خليفة ويلبي.
وتتميز عملية اختيار رئيس الأساقفة الجديد بالسرية التامة، حيث يتم اختيار المرشح من قبل لجنة ترشيح التاج، وهي لجنة يرأسها مدير عام سابق في جهاز المخابرات البريطاني (MI5).
وبعد أن تصل اللجنة إلى اتفاق بالإجماع على مرشحين اثنين، يتم عرض أسماء المرشحين على رئيس الوزراء، الذي يختار أحدهما ليتم تعيينه رسمياً من قبل الملك.
ويشترط أن يكون المرشحون على الأقل في الثلاثين من عمرهم، وعادةً ما يكونون أصغر من 70 عاماً، وعادةً ما يكونون أشخاصاً يشغلون مناصب قيادية رفيعة في الكنيسة أو في الكنيسة الأنجليكانية العالمية.
هنأ الملك السيدة سارة بتوليها هذا المنصب، مؤكداً على أهميته في المملكة المتحدة وفي الكنيسة الأنجليكانية العالمية.
ما هي مهام رئيس أساقفة كانتربري؟
رئيس أساقفة كانتربري هو أعلى مسؤول في الكنيسة الأنجليكانية، بعد الملك الذي هو رأس الكنيسة.
ويشرف رئيس أساقفة كانتربري على الكنيسة وأعمالها في الجزء الجنوبي من إنجلترا، بينما يشرف أسقف يورك على الجزء الشمالي.
يساهم المطارنة، إلى جانب جميع الأساقفة، في تحديد مسار الكنيسة واتخاذ القرارات المتعلقة بدورها في المجتمع.
أخبار متعلقة :