ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد عاطف (عدن، القاهرة)
قالت مسؤولة الحملات في منظمة «غرينبيس» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سارة بن عبد الله، إن أزمة تغيّر المناخ تضيف عبئاً جديداً يثقل كاهل نساء اليمن، مؤكدة أن واقع الأزمة على اليمنيات أشد قسوة، في ظل تراجع الموارد المائية، وتزايد شحّ الأمطار، مما يجعلهن في مواجهة مباشرة مع تحديات صعبة، إذ يتحملن مسؤولية توفير المياه لأسرهن في ظروف قاسية محفوفة بالمخاطر.
وأوضحت بن عبدالله في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن المعاناة اليومية أصبحت وجهاً آخر للأزمة المناخية في اليمن، حيث يتقاطع الجفاف مع الفقر والنزوح والعنف، مما يجعل النساء أكثر الفئات هشاشة وتعرضاً للخطر، لافتةً إلى أن اليمنيات يدفعن ثمن أزمة المياه، حيث يواجهن يومياً معركة شاقة لتأمين أبسط مقومات الحياة.
وأشارت إلى أن كثيراً من الفتيات يُجبرن على ترك مقاعد الدراسة لتولّي مهمة جلب المياه، فيما تتزايد المخاطر الأمنية خلال هذه الرحلات، وهو ما يضاعف من معاناتهن، منوهة بأن هذه الأزمة ليست حكراً على اليمن وحده، إذ تعكس واقعاً مقلقاً في دول أخرى، مثل تونس ولبنان، حيث يتفاقم شحّ المياه نتيجة تغيّر المناخ وسوء إدارة الموارد.
وذكرت مسؤولة الحملات في «غرينبيس» أن سلامة النساء وحقهن في المياه النظيفة يجب أن يكونا في صلب أولويات صانعي القرار، مشددة على ضرورة تقديم حلول عاجلة وجذرية تبدأ بالعمل على كبح التغيرات المناخية عالمياً، وتصل إلى وضع سياسات وطنية تضمن إدارة عادلة ومستدامة للموارد المائية.
ودعت بن عبدالله إلى إشراك النساء في عمليات التخطيط وصنع القرار، باعتبارهن الأكثر دراية باحتياجات مجتمعاتهن.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن نحو 9.6 مليون امرأة وفتاة في اليمن تحتاج إلى مساعدات إنسانية لإنقاذ حياتهن.
كما تشير البيانات الأممية إلى معاناة نحو 1.3 مليون امرأة حامل أو مرضعة من سوء التغذية الحاد، بينما تحتاج قرابة 5 ملايين امرأة وفتاة إلى خدمات صحية أساسية.
ويضم اليمن أكثر من 4.8 مليون نازح داخلياً، معظمهم من النساء والفتيات، اللواتي يجدن أنفسهن في ظروف معيشية هشة، مع ضعف خدمات المياه والصرف الصحي وزيادة احتمالات العنف والاستغلال.
ويُفاقم تغيّر المناخ خطورة هذه التحديات عبر تقليص الموارد المائية وتراجع الإنتاج الزراعي، حيث تشير تقارير البنك الدولي إلى أن النساء الريفيات هن الأكثر تأثراً، إذ يعتمدن بشكل مباشر على الزراعة التي تضررت بفعل الجفاف وتغير أنماط الأمطار وتآكل التربة، ويسهم هذا الواقع في رفع معدلات انعدام الأمن الغذائي، ويحد من دخل الأسر.
أخبار متعلقة :