ابوظبي - سيف اليزيد - شعبان بلال، أحمد عاطف، عبدالله أبوضيف (غزة، القاهرة)
اعتبر محللون سياسيون أن توقيع اتفاقِ بشأن المرحلة الأولى لإنهاء الحرب في غزة يُعد خطوة مهمة لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يُعانيها مئات الآلاف من المدنيين في القطاع، مشددين على أهمية وجود ضمانات حقيقية لتنفيذ الخطوات التالية في الاتفاق.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن هناك نقاطاً ومراحل أخرى مهمة تتمثل في كيفية الانتقال إلى المرحلة الثانية، وضمان عدم انهيار الاتفاق، مؤكدين أن استمراريةَ وقف إطلاق النار تعتمد بالكامل على ما سيحدث بعده، إذ يجب إدارة المرحلة الانتقالية بشكل هادئ.
وأوضح الخبير الاستراتيجي الأردني، الدكتور عامر السبايلة، أن توقيع اتفاقِ المرحلة الأولى لإنهاء الحرب في غزة يُعد خطوة مهمة، جاءت نتيجة الضغط الأميركي الكبير، والإصرار الدولي على إتمام ملف الرهائن والأسرى، مؤكداً أن هناك نقاطاً ومراحل أخرى مهمة تتمثل في كيفية الانتقال إلى المرحلة الثانية وضمان عدم انهيار هذا الاتفاق.
وذكر السبايلة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الضمانات والرعاية الأميركية والضغوط الدولية على كل الأطراف كانت واضحة لإنجاز هذه المرحلة، لافتاً إلى أن إعلان وقف إطلاق النار يمثل بداية مبشرة، لكنه ليس السلام نفسه، ويكمن الاختبار الحقيقي في التنفيذ والتسلسل والصبر والرؤية السياسية الكامنة وراءه، محذراً من الاندفاع وراء الاتفاقات المتسرعة، والغموض الذي يسيطر على الخطوات التالية.
بدوره، أوضح الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، في تصريح لـ«الاتحاد» أن الفصائل الفلسطينية تسعى للحصول على ضمانات تمنع تجدد التصعيد بعد استعادة الرهائن الإسرائيليين، لافتاً إلى أن هناك جهوداً كبيرة تُبذل لإنجاح المسار الحالي.
وذكر الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن توجيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعوة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لزيارة القاهرة يمثل رسالة مشجعة لجميع الأطراف.
من جهته، أوضح الدكتور تيسير أبوجمعة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلسطين، أن المفاوضات حملت مؤشرات جدية، لكنها لا تزال تواجه تحديات تتعلق بمدى الالتزام بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه على الأرض، مشدداً على ضرورة وجود ضمانات دولية وإقليمية قوية تكفل استدامة أي اتفاق يتم التوصل إليه.
وأشاد أبو جمعة، في تصريح لـ«الاتحاد»، بالنجاح العربي في توفير مظلة سياسية تجمع أطرافاً متناقضة، مما منح المفاوضات زخماً ووزناً استراتيجياً، موضحاً أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة، خاصة فيما يتعلق بملف إعادة إعمار غزة وضمان حرية الحركة وفتح المعابر.
وأشار إلى أن هذه القضايا تمثل اختباراً حقيقياً لجدية المجتمع الدولي في دعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته، وليس الاكتفاء بالتركيز على قضية الأسرى فقط.
في السياق، قال أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، أيمن شاهين، إن المفاوضات شهدت حراكاً واسعاً وجهوداً مكثفة للوصول إلى اتفاق شامل يضع حداً للتصعيد في غزة، معتبراً أن تجاوب الأطراف المعنية عكس إدراكاً متزايداً بضرورة إنهاء دوامة العنف، خصوصاً بعد عامين من التصعيد وسقوط آلاف الضحايا المدنيين.
وأضاف شاهين، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الاتفاق لن يقتصر على تبادل الأسرى فقط، بل سيشمل ترتيبات ميدانية تضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار وإعادة إعمار القطاع.
وأشارت إلى أهمية وجود ضمانات حقيقية للخطوات التالية في الاتفاق، خاصة بنود حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة.
وقالت المحللة السياسية الأميركية، إيرينا تسوكرمان، إنه على الرغم من أهمية هذا الاتفاق في تخفيف المعاناة الإنسانية، فإنه يجب التأكيد على أن هذه المرحلة ليست سوى الأولى فقط، أي إنها هدنة جزئية ومحدودة، وليست اتفاق سلامٍ نهائياً.
وأضافت تسوكرمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الطريقة التي يُنفذ بها وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين وسحب القوات إلى خطوط متفقٍ عليها، وفتح ممرات إغاثة وإنسانية، تهدف إلى بناء الثقة بين الأطراف، لكنها لا تعالج الأسئلة الجوهرية الأعمق، مثل مستقبل حكم غزة، وسلاحِ حماس، وإعادة الإعمار.
وأشارت إلى أن استمرارية وقف إطلاق النار تعتمد بالكامل على ما سيحدث بعده، إذ يجب إدارة المرحلة الانتقالية بشكل هادئ، وإلا فقد تنهار الهدنة سريعاً، وهو خطر ملازم لأي عملية وقف إطلاقِ نار.
وذكرت المحللة السياسية الأميركية أن أحد المخاوف المشروعة هو أن بعض الأطراف قد تدفع باتجاه اتفاقٍ جزئي الآن فقط لتسجيل انتصار على الساحة الدبلوماسية العالمية، بدلاً من معالجة جوهر الصراع، فإذا سعت الأطراف إلى فرض اتفاقٍ ضمن جداول زمنية غير واقعية، أو الإصرار على بنود رخوة فقط ليتم التوقيع الاحتفالي، فإنها تُخاطر بتقويض الاستقرار طويل الأمد.
وأشارت المحللةُ السياسية، جاكلين هيلمان، إلى إنه من الواضح أن إدارة ترامب وجدت «الوصفة السحرية» لوقف الحرب في غزة، مشددةً على أهمية وقف إطلاقِ النار، بعدما وصلت الأزمة الإنسانيةُ إلى ذروتها وتخطت كل ما هو عسكري وسياسي.
وقالت هيلمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الخطة الموضوعة طموحة وتعكس توجهاً للحوار بين فلسطين وإسرائيل لإعداد أوضاعٍ تتيح التعايش السلمي والتنميةَ المشتركةَ بينهما.
أخبار متعلقة :