ابوظبي - سيف اليزيد - حسن الورفلي (القاهرة، غزة)
واصل مئات آلاف المواطنين الفلسطينيين النازحين، أمس، العودة لمنازلهم وأماكن سكناهم في مدينة غزة رغم الدمار الذي تعرضت له المدينة، فيما يبدو أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس صامد.
وذكرت قناة «الأقصى» الفلسطينية أن «الآلاف ممن نزحوا إلى جنوبي القطاع تدفقوا لليوم الثاني على التوالي عبر شارعي صلاح الدين والرشيد اللذين انسحب منهما جيش الاحتلال بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر أمس»، مشيرة إلى أنه تكشف مع بدء انسحاب قوات الاحتلال، من القطاع حجم الدمار غير المسبوق في البنية التحتية والمنازل السكنية، لا سيما في مدينة غزة».
وأعلن الدفاع المدني في غزة أمس أن أكثر من نصف مليون فلسطيني عادوا إلى مدينة غزة شمال القطاع منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر الجمعة.
وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ثقته بأن وقف إطلاق النار في غزة «سيصمد». وقال للصحافيين أمس «أعتقد أن الاتفاق سيصمد، جميعهم سئموا من القتال»، مؤكداً أنه سيزور إسرائيل، ومصر نهاية هذا الأسبوع لحضور مراسم التوقيع على الاتفاق.
وأكد ترامب أن الأسرى الإسرائيليين «سيعودون»، غداً، بمقتضى الاتفاق الذي يتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى من الجانبين وانسحاب إسرائيل من القطاع، مضيفاً أن هناك ما يقرب من 28 جثة أسير إسرائيلي سيتم استعادتها.
في الأثناء، تشكلت غرفة عمليات مركزية تضم مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا في مدينة شرم الشيخ، وذلك لمتابعة تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بإبرام صفقة تبادل تفضي لإعادة الرهائن الإسرائيليين إلى تل أبيب مقابل إفراج الحكومة الإسرائيلية عن حوالي ألفين معتقل فلسطيني، بينهم 250 من ذوي المؤبدات، بحسب ما أكده مصدر دبلوماسي لـ«الاتحاد».
وأوضح المصدر أن غرفة العمليات ستراقب مدى التزام كل طرف بوقف إطلاق النار خلال المرحلة الأولى، والتطرق إلى آلية لتأمين غزة بعد الاتفاق على تخلي حركة حماس عن حكم القطاع بشكل كامل والدفع نحو تشكيل لجنة فلسطينية مستقلة تدير الأوضاع الداخلية بإشراف دولي وأميركي.
أشار المصدر إلى أن المفاوضات مستمرة للاتفاق على تفعيل المرحلة الثانية من الاتفاق والدفع نحو معالجة عدد من القضايا الهامة أبرزها حوكمة غزة، نزع سلاح حماس، الدفع بقوات عربية وأممية تتولى تأمين مدن القطاع إلى حين تولي قوات أمنية فلسطينية يتم تدريبها في مصر لزمام الأمور داخل غزة خلال الأشهر المقبلة.
إلى ذلك، أعلنت إدارة السجون الإسرائيلية، أمس، أن آلاف المعتقلين الفلسطينيين تم نقلهم إلى سجون أخرى تمهيداً لإطلاق سراحهم ضمن اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، بحسب ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وتراجعت القوات الإسرائيلية بموجب المرحلة الأولى من اتفاق إنهاء الحرب، وبمجرد أن أكملت إعادة انتشارها أمس، وهو ما يبقيها خارج المناطق الحضرية الرئيسية، بدأ العد التنازلي من أجل أن تفرج حماس عن الرهائن خلال 72 ساعة.
في غضون ذلك، زار المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وقائد القيادة المركزية الأميركية برادلي كوبر أمس، القوات الإسرائيلية المتواجدة في شمال غزة، للتأكد من استكمال الانسحاب الإسرائيلي إلى الخطوط المتفق عليها، وفق خطة الرئيس الأميركي، حسبما أوردت تقارير إعلام أميركية.
وقال الأدميرال برادلي كوبر في بيان: «عدت للتو من زيارة داخل غزة، لمعرفة كيفية المضي قدماً لإنشاء مركز تنسيق مدني-عسكري بقيادة القيادة مركزية الأميركية يهدف إلى تنسيق أنشطة دعم الاستقرار بعد النزاع»، مشدداً على أن واشنطن لن تنشر قوات أميركية في القطاع.
أخبار متعلقة :