الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من بيروت: أعلنت طالبان، السلطة الحاكمة في أفغانستان، أن قواتها تمكنت من قتل 58 جنديا باكستانيا في المواجهات الحدودية، فيما دان رئيس الوزراء الباكستاني "استفزازات" أفغانستان وتوعّد برد "قوي".
وقال المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحفي إنه خلال هذه المواجهات "قتل 58 جنديا باكستانيا وأصيب 30" آخرون، لافتا أيضا إلى "مقتل 9 من قوات طالبان".
وأوضح ذبيح الله مجاهد إن القوات الأفغانية سيطرت على 25 موقعاً عسكرياً تابعاً للجيش الباكستاني، رداً على ما وصفه بـ"الانتهاكات المتكررة للأراضي والمجال الجوي الأفغاني".
وجاء إعلان طالبان عن مقتل الجنود الباكستانيين في أعقاب إعلانها نهاية "العملية العسكرية ضد باكستان"، التي كانت قد أطلقتها السبت على الحدود المشتركة بين البلدين "ردّا على ضربات جوية على كابل" منسوبة لإسلام آباد، بحسب ما أفادت وزارة الدفاع في حكومة طالبان وكالة فرانس برس.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع عناية الله خوارزمي "هذا المساء، نفذت القوات المسلحة في الإمارة الإسلامية بنجاح عمليات ضد قوات الأمن الباكستانية على طول خط ديورند، ردا على الانتهاكات المتكررة والضربات الجوية التي استهدفت الأراضي الأفغانية بمبادرة من الجيش الباكستاني".
وأضاف "انتهت هذه العملية عند منتصف الليل، لكن إذا ما انتهكت مجددا الأراضي الأفغانية، فإن قواتنا المسلحة مستعدة للتفاعل والتحرك بحزم".
شريف يدين ويتوعد
في إسلام أباد، دان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف "بشدّة الاستفزازات" الأفغانية، متوعّدا بـ"رد قوي وفعال" بعد المواجهات الحدودية التي وقعت ليلا بين البلدين الجارين. وفقاً لما نقله موقع "سكاي نيوز".
وقال شريف في بيان "لن تكون هناك أي مساومة على الدفاع عن باكستان، وسيقابل كل استفزاز برد قوي وفعال"، متهما سلطات طالبان الأفغانية بالسماح لـ"عناصر إرهابية" باستخدام أراضيها.
جاء رد فعل رئيس الوزراء فيما أُغلقت المعابر الحدودية الرئيسية بين باكستان وأفغانستان الأحد، بعد مواجهات اندلعت ليلا في أعقاب اتهام طالبان إسلام أباد بتنفيذ ضربات جوية هذا الأسبوع، بحسب مسؤولين.
انتهاك السيادة
وهاجمت قوات طالبان الأفغانية جنودا باكستانيين عند الحدود المشتركة بين البلدين ليل السبت، متهمة إسلام أباد بانتهاك سيادتها بعدما سُمع دوي انفجارات في كابل وفي جنوب شرق البلاد قبل يومين.
وأفاد مسؤولون من جانبي الحدود فرانس برس بأنه تم إغلاق المعابر في تورخم الرابطة بين ولاية خبر بختونخوا الباكستانية وننغرهار في أفغانستان، ومعبر شامان الواقع في الجهة الجنوبية الغربية للمنطقة على بعد أكثر من 800 كيلومتر.
وقال مسؤول رفيع في بيشاور في ولاية خيبر بختونخوا الباكستانية على الحدود مع أفغانستان لوكالة فرانس برس إن "قوات طالبان بدأت هذا المساء باستخدام أسلحة خفيفة ثم المدفعية الثقيلة في أربعة مواقع على الحدود".
وتابع أن "القوات الباكستانية ردت بإطلاق كثيف للنار وأسقطت ثلاث مسيرات أفغانية يشتبه في أنها كانت تنقل متفجرات".
الخميس.. بداية التصعيد
وبدأ التصعيد الخميس إثر سماع دوي انفجارين في العاصمة الأفغانية وانفجار ثالث في جنوب شرق البلد. والجمعة، حملت وزارة الدفاع في حكومة طالبان مسؤولية هذه الهجمات لباكستان، متهمة الدولة المجاورة بـ"انتهاك سيادتها".
ولم تؤكد إسلام آباد دورها في هذه الانفجارات، لكنها دعت كابل إلى "التوقف عن إيواء عناصر من حركة طالبان الباكستانية".
يشار إلى أن الفتور يهيمن على العلاقة بين أفغانستان وباكستان منذ عادت طالبان إلى السلطة في كابل عام 2021.
تدخل سعودي قطري
على الصعيد الدبلوماسي، قال وزير خارجية حكومة طالبان الأفغانية إن السعودية وقطر تدخلتا للوساطة بعد تبادل أفغانستان وباكستان لإطلاق النار. وأضاف وزير الخارجية الأفغاني أن بلاده تريد علاقات جيدة مع باكستان.
واشار الوزير الأفغاني إلى أن الوضع على الحدود مع باكستان "طبيعي في الوقت الراهن".
وقال الوزير الأفغاني "لدينا طرق أخرى للتعامل مع الوضع إذا لم ترغب باكستان في الحوار". وأكد الوزير على أنه :لا يوجد أعضاء من حركة طالبان الباكستانية في أفغانستان".
أخبار متعلقة :