ابوظبي - سيف اليزيد - حسن الورفلي (شرم الشيخ، غزة)
عقدت في مدينة شرم الشيخ، أمس، «قمة السلام» بشأن إنهاء الحرب في غزة وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب، وبمشاركة أكثر من 20 زعيماً.
ورحب الرئيس المصري بنظيره الأميركي، وبالقادة المشاركين، وقال السيسي عبر حسابه على «إكس»: «أرحب بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبضيوفنا الكرام المشاركين في قمة شرم الشيخ للسلام، من مدينة شرم الشيخ، حيث تلتقي إرادة الشعوب بعزم قادة العالم من أجل وضع حدٍّ للحرب في غزة، حاملين رسالة واحدة إلى الإنسانية: كفى حرباً ومرحباً بالسلام».
ووقع رؤساء وزعماء كل من الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر على وثيقة شاملة بشأن اتفاق إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن المرحلة الثانية من اتفاق إيقاف إطلاق النار في قطاع غزة «بدأت بالفعل».
وقال ترامب خلال جلسة مباحثات مشتركة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: «نحتاج إلى الكثير من العمل لرفع الأنقاض والركام في قطاع غزة».
وأضاف ترامب أن «مصر اضطلعت وتضطلع بدور مهم جداً في عملية السلام، ولعبت دوراً مهماً للغاية في إنهاء الحرب في قطاع غزة».
وأشاد في هذا الصدد بجهود الرئيس المصري الذي «عمل بدأب ومثابرة من أجل السلام، وقام بجهد عظيم لوقف الحرب في غزة».
ورداً على سؤال حول الخطوات المقبلة بالنسبة للأسرى الإسرائيليين، قال ترامب إن «حركة حماس تبحث الآن عن جثامين الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة، وربما هناك 5 أو 6 جثامين سيتم تسليمهم ولكنهم يفتشون في مختلف المناطق في محاولة لإيجاد بقية الجثامين ويسلموهم».
من جهته، أكد الرئيس المصري أهمية تثبيت اتفاق إيقاف إطلاق النار في قطاع غزة، وتنفيذ كافة مراحله، والوصول إلى تنفيذ حل الدولتين على نحو يجسد التعاون المشترك بين جميع شعوب المنطقة، والتكامل بين جميع دولها.
وقال الرئيس السيسي في كلمته خلال قمة شرم الشيخ للسلام إن: «هذه اللحظة التاريخية الفارقة التي شهدنا فيها معاً التوصل لاتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة وميلاد بارقة الأمل في أن يغلق هذا الاتفاق صفحة أليمة في تاريخ البشرية، ويفتح الباب لعهد جديد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ويمنح شعوب المنطقة التي أنهكتها الصراعات غداً أفضل». وأعرب السيسي عن «تقدير مصر البالغ للرئيس الأميركي وقيادته لتلك المسيرة في ظل ظرف بالغ الدقة بما انعكس في طرح خطته لإنهاء هذه الحرب المأساوية والتي خسرت معها الإنسانية الكثير»، داعياً إياه إلى الانضمام إلى قادة العالم الداعين إلى السلام.
كما أعرب عن الشكر للولايات المتحدة وتركيا وقطر على جهودهم، مجدداً التأكيد على دعم مصر وتطلعها لتنفيذ هذه الخطة بما يخلق الأفق السياسي اللازم لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد نحو تحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في طي صفحة الصراع والعيش بأمان.
وخاطب الرئيس المصري نظيره الأميركي قائلاً: «لقد أثبتم أن القيادة الحقيقية ليست في شن الحروب وإنما في القدرة على إنهائها، ونحن على ثقة في قيادتكم لتنفيذ الاتفاق الحالي، وتنفيذ خطتكم بكافة مراحلها»، مضيفاً «فلتكن حرب غزة آخر الحروب في الشرق الأوسط».
وتابع: «إذا كانت شعوب المنطقة وما زالت تنعم جميعها بحقها في دولها الوطنية المستقلة فإن الشعب الفلسطيني ليس استثناء، فهو أيضاً له حق في أن يقرر مصيره، وأن يتطلع إلى مستقبلٍ لا يخيم عليه شبح الحرب، وحق في أن ينعم بالحرية والعيش في دولته المستقلة، دولة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن واعتراف متبادل».
وشدد الرئيس المصري على أن «السلام لا تصنعه الحكومات وحدها بل تبنيه الشعوب حين تتيقن أن خصوم الأمس يمكن أن يصبحوا شركاء الغد».
ووجه حديثه للرئيس الأميركي قائلاً: «علينا أن نتوقف عند مشاهد الارتياح والسعادة التي عمت سواء في شوارع غزة أو الشارع الإسرائيلي أو في العالم كله على حد سواء عقب التوصل لاتفاق إنهاء الحرب بفضل مبادرتكم الحكيمة، فهي دليل آخر على أن الخيار المشترك للشعوب هو السلام».
وأضاف «كما نقدر لكم اهتمامكم باستعادة الحياة في غزة، وستعمل مصر مع الولايات المتحدة وبالتنسيق مع كافة الشركاء خلال الأيام القادمة على وضع الأسس المشتركة للمضي قدماً في إعادة الإعمار للقطاع دون إبطاء، ونعتزم في هذا السياق استضافة مؤتمر التعافي المبكر، وإعادة الإعمار والتنمية، والذي سيبني على خطتكم لإنهاء الحرب في غزة، وذلك في سبيل توفير سبل الحياة للفلسطينيين على أرضهم ومنحهم الأمل، فالسلام لا يكتمل إلا حين تمتد اليد للبناء بعد الدمار».
مستقبل مشرق
قال السيسي: «إننا نستشرف مستقبلاً مشرقاً لمنطقتنا تبنى مدنه بالأمل بدلاً من أن تدفن ذكريات أصحابها تحت الأنقاض، فأمامنا فرصة تاريخية فريدة ربما تكون الأخيرة للوصول إلى شرق أوسط خال من كل ما يهدد استقراره وتقدمه».
وتابع «شرق أوسط تنعم فيه جميع شعوبه بالسلام والعيش الكريم، ضمن حدود آمنة وحقوق مصانة، شرق أوسط منيع ضد الإرهاب والتطرف، شرق أوسط خال من جميع أسلحة الدمار الشامل، هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي تتطلع مصر إلى تجسيده، بالتعاون مع شركائها إقليمياً ودولياً»، مؤكداً أن اتفاق اليوم يمهد الطريق لذلك.
أخبار متعلقة :