وعلى الرغم من تمسك حماس بالتزاماتها في الاتفاق، أكدت أن عمليات انتشال الجثث تواجه صعوبات بسبب الذخائر غير المنفجرة والدمار الواسع، بينما حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من أن واشنطن «ستعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لاستئناف الحرب» إذا لم تُسلَّم الحركة الجثامين المتبقية، وهو ما اعتبره مراقبون تهديدًا قد يضع وقف إطلاق النار في مهبّ الريح.
وفي حين يترقب العالم مصير الهدنة، يرى مراقبون بريطانيون أن تجربة أيرلندا الشمالية في التسعينيات قد تقدم دروسًا مهمة لتثبيت السلام في غزة.
دروس من أيرلندا الشمالية
على الرغم من اختلاف السياقين، تشير الدروس الأيرلندية إلى أن السلام الدائم لا يتحقق بالقرارات العسكرية أو الضغوط الخارجية، بل عبر عملية تفاوضية شاملة تُبنى على الصبر والثقة المتبادلة. ومع استمرار الانقسامات الداخلية، يبقى وقف إطلاق النار في غزة اتفاقًا هشًا قد يصمد فقط بقدر ما تملك الأطراف من إرادة لتجنّب العودة إلى الحرب.
خروق ميدانية
في ظل هذه الأجواء المشحونة، اتهمت حماس الجيش الإسرائيلي بخرق الهدنة عبر استهداف مدنيين في مدينة غزة، حيث قُتل تسعة أشخاص، بينهم نساء وأطفال. وقال الدفاع المدني، في بيان، إن السيارة المستهدفة لم تكن تحمل أي تهديد، وإنه جرى التنسيق مع الأمم المتحدة لانتشال الجثث.
في المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي أنه تصرف ضمن قواعد وقف إطلاق النار، موضحًا أنه رصد «مركبة مشبوهة» اقتربت من قواته بشكل اعتُبر تهديدًا وشيكًا.
وعلى الرغم من هذه التبريرات، تزايدت المخاوف من أن تتكرر مثل هذه الحوادث لتقويض الاتفاق الهش، ولا سيما في ظل استمرار إسرائيل في السيطرة على نحو نصف قطاع غزة ضمن المرحلة الأولى من الهدنة.
معضلة المساعدات
على الصعيد الإنساني، تطالب حماس بزيادة تدفق المساعدات إلى القطاع، وتسريع إعادة فتح معبر رفح مع مصر. وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى دخول 339 شاحنة فقط منذ بدء وقف إطلاق النار، بينما تنص الاتفاقية على السماح بدخول نحو 600 شاحنة يوميًا.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 400 شخص، بينهم 100 طفل، لقوا حتفهم جراء الجوع وسوء التغذية، مؤكدة أن المجاعة تضرب مدينة غزة والمناطق الشمالية بشدة. وتتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات، بينما تنفي وكالات الإغاثة هذا الاتهام، وتقول إن العائق الأساسي هو القيود الإسرائيلية المستمرة على المعابر.
ويخشى أكثر من مليوني فلسطيني انهيار الهدنة قبل أن تبدأ مرحلة إعادة الإعمار التي طال انتظارها. ومع استمرار إغلاق المعابر والدمار الواسع، تبقى احتمالات انفجار الوضع الإنساني مجددًا قائمة في أي لحظة.
إشارات التوتر
في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، أعادت إسرائيل جثامين 15 فلسطينيًا إلى غزة، ليصل إجمالي الجثامين التي أُعيدت إلى 135، وفق وزارة الصحة في غزة. وجاءت هذه العملية بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي نقلت الجثث إلى مستشفى ناصر بخان يونس.
في المقابل، سلّمت حماس جثث عدد من الرهائن الإسرائيليين، إلا أن الخلافات حول هوية بعضهم وآلية التسليم ما زالت تُثير توترًا بين الجانبين. وأكد منتدى الرهائن في إسرائيل أنه سيواصل تنظيم مسيرات أسبوعية حتى استعادة جميع المفقودين، معتبرًا أن الحكومة الإسرائيلية «لم تفعل ما يكفي» لإنهاء هذا الملف.
أبرز الدروس التي استشهدت بها الحكومة البريطانية:
1. الصبر والبراغماتية السياسية:
استغرق تنفيذ اتفاق الجمعة العظيم في أيرلندا الشمالية سبع سنوات كاملة حتى تم نزع سلاح الجيش الجمهوري الأيرلندي. وتشير التجربة إلى ضرورة تجنّب الاستعجال في فرض حلول سريعة، والتركيز على بناء الثقة المتبادلة أولًا.
2. شمول جميع الأطراف دون استبعاد:
شدد خبراء على أن استبعاد حماس من مستقبل غزة قد يعرقل أي تسوية دائمة، حيث نجح اتفاق أيرلندا بفضل إشراك الأحزاب التي كانت مرتبطة بجماعات مسلحة، مثل حزب «شين فين»، في العملية السياسية.
3. آلية تدريجية لنزع السلاح:
في أيرلندا، جرى نزع الأسلحة عبر عملية سرية بإشراف لجنة دولية مستقلة، ما سمح للأطراف المتنازعة بالحفاظ على ماء الوجه. ويُعد تطبيق نهج مشابه في غزة شرطًا أساسيًا لتفادي الانهيار المبكر للهدنة.
4. بناء نظام سياسي يضمن تقاسم السلطة:
أقامت اتفاق الجمعة العظيم حكومة محلية تجمع بين الخصوم السابقين في إدارة مشتركة. ويمكن الاستفادة من هذا النموذج لتأسيس إدارة انتقالية في غزة، تجمع ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، برعاية عربية ودولية.
5. ضمان العدالة دون الانتقام:
على الرغم من منح عفو عام في أيرلندا، ساعد التركيز على المصالحة لا الثأر في تثبيت السلام. وتشير التجربة إلى أن معالجة قضايا الانتهاكات في غزة تحتاج إلى مقاربة إنسانية بعيدة عن التصفيات السياسية.
كانت هذه تفاصيل خبر هدنة غزة مهددة بالفشل لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الوطن أون لاين وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :