الإمارات تؤكد أهمية التزام جميع الأطراف ببنود «اتفاق غزة»

ابوظبي - سيف اليزيد - نيويورك (الاتحاد)

أكدت دولة الإمارات أهمية التزام جميع الأطراف ببنود اتفاق وقف النار قطاع غزة، واستئناف عملية سياسية شاملة وذات مصداقية، تُفضي إلى حل الدولتين، معربة عن أملها أن يخفف هذا الاتفاق من المعاناة الإنسانية في غزة، وأن يمهد الطريق لحل عادل ودائم يعزز السلام والاستقرار في المنطقة. 
وقالت الإمارات، أمس، في بيان ألقته فاطمة يوسف، نائب المندوب الدائم بالإنابة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، خلال المناقشة العامة للجنة الأولى المعنية بنزع السلاح والأمن الدولي: «يشهد العالم اليوم تصاعداً غير مسبوقٍ في وتيرة النزاعات المسلحة، بما في ذلك تلك النزاعات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط، ورغم ذلك، فإن التطورات الأخيرة تمثل بارقة أمل نحو مستقبلٍ يسوده السلام والاستقرار». 
وفي هذا الإطار، رحب البيان بالإعلان عن التوصّل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من إطار وقف إطلاق النار في غزة، معرباً عن تقدير الإمارات للجهود التي أفضت إلى هذا التفاهم.
كما أعرب عن أمله أن يُسهم هذا الاتفاق في التخفيف من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، وأن يمهّد الطريق نحو تسوية عادلة ودائمة تُحقق السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكداً أهمية التزام جميع الأطراف ببنود الاتفاق، واستئناف عملية سياسية شاملة تؤدي إلى حل الدولتين.
وأضاف البيان: «تلعب الاتفاقيات والآليات الدولية لنزع السلاح، وعدم الانتشار دوراً رئيسياً في دعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وتعزيز النظام الدولي القائم على الأمن الجماعي، ومنع الانتشار النووي، لاسيما في ظل استمرار وجود أسلحة نووية حول العالم، وسعي بعض الدول لتطويرها واستخدامها».
وفي هذا السياق، أكد البيان أهمية معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، باعتبارها حجر الزاوية للنظام العالمي لنزع السلاح النووي ومنع الانتشار، وكذلك معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، والتي ندعو دول الملحق الثاني إلى اتخاذ خطوات عاجلة للتوقيع والتصديق عليها في أقرب وقت ممكن لتيسير دخولها حيِّزَ النَّفاذ، حيث لا يقل أهمية عن هذه المعاهدات نظام الضمانات التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يُعد أداة رئيسية لضمان تنفيذ نظام عدم الانتشار، وتعزيز الشفافية والثقة بين الدول.
وفي ضوء التطورات الأخيرة في المنطقة، أكد بيان الإمارات أهمية مواصلة المفاوضات المرتبطة ببرنامج إيران النووي من أجل معالجة الشواغل الأمنية ذات الصلة عبر الحوار والدبلوماسية، مع الامتناع عن أي تصعيد عسكري، داعياً في هذا الصدد إيران إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان حصر برنامجها النووي للاستخدام السلمي.
كما أدان استمرار جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في تطوير قدراتها النووية وبرامج الصواريخ الباليستية، لما يشكله ذلك من تهديد للأمن والسلم الإقليمي والدولي ومخالفة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وقال البيان: «إن إنشاء مناطق خالية من الأسلحة النووية في مختلف أنحاء العالم بات ضرورة ملحّة لتعزيز الأمن والسلام الدوليين، والحد من مخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل». 
 وفي هذا الإطار، أكد البيان تطلع الإمارات إلى المشاركة الفاعلة في الدورة السادسة من مؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط، المزمع عقده برئاسة المملكة المغربية في نوفمبر المقبل.
وأضاف، «يُعد العمل متعدد الأطراف والتعاون الدولي المشترك الركيزة الأساسية لمواجهة التهديدات السيبرانية العابرة للحدود، والتي تستهدف البنى التحتية الحيوية للدول، وذلك من خلال وضع أُطُر تنظيمية فعّالة تساهم في تعزيز أمن الفضاء السيبراني، والتصدي للهجمات الإلكترونية، وترسيخ الاستقرار والأمن الرقمي على المستويين الإقليمي والدولي».
وتابع البيان: «كما يتطلب التطور المستمر في البرامج الفضائية تعزيز الحوار بين الدول ذات القدرات الفضائية المتقدمة، لضمان استدامة الفضاء الخارجي، ومنع سباق التسلح فيه، وتعزيز مبدأ المسؤولية المشتركة والسلوك المسؤول، للحفاظ على الفضاء خالياً من الأسلحة».

فرصة هامة 
لفت إلى أن دور المرأة محوري ولا غنى عنه في العمل متعدد الأطراف، داعياً في هذا الإطار إلى مواصلة جهود تعزيز المشاركة الكاملة والمتساوية والفعّالة للمرأة في عمليات صنع القرار المتعلقة بنزع السلاح. كما أكد البيان أهمية تمكين الشباب، وإشراكهم في صياغة الحلول المرتبطة بنزع السلاح والأمن الدولي، بما يسهم في بناء مستقبل أكثر أماناً واستقراراً للجميع
ونوهت الإمارات، في ختام البيان، بأن الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة تمثل فرصةً هامة لتعزيز قدرة المنظمة على الاضطلاع بدورها المحوري في دعم العمل متعدد الأطراف، لا سيما في مجال نزع السلاح ومنع الانتشار، لبناء حلول شاملة ومستدامة تُعزّز الأمن والسلم الدوليين.

أخبار متعلقة :