مساعٍ أميركية لمعالجة قضايا المرحلة التالية من «اتفاق غزة»

ابوظبي - سيف اليزيد - القدس (الاتحاد)

رأى نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، أمس، في القدس أن نزع سلاح حركة حماس وإعادة إعمار قطاع غزة «مهمة صعبة للغاية»، فيما سعى لطمأنة إسرائيل بشأن خطة السلام الأميركية للمنطقة. وتكثف إدارة الرئيس دونالد ترامب جهودها الدبلوماسية لتعزيز المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر، ومعالجة القضايا الحساسة في مراحله التالية، مثل إدارة وإعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب على مدى عامين.
التقى فانس، عند وصوله إلى إسرائيل، أمس الأول، المبعوثين الإقليميين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر الموجودين هناك، ثم التقى أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس. ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل غداً الجمعة في إطار الضغط الدبلوماسي للولايات المتحدة على حليفتها.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، أمس، أن روبيو سوف يزور إسرائيل غداً وسيلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في إطار سعي المسؤولين بإدارة الرئيس الأميركي لدعم اتفاق غزة.
وقال فانس بعد اجتماعه مع نتنياهو «تنتظرنا مهمة صعبة للغاية، وهي نزع سلاح حركة حماس وإعادة بناء غزة، سعياً لتحسين حياة السكان، ولضمان ألا تعود (حماس) لتشكل تهديداً لإسرائيل».
وأدى اتفاق وقف إطلاق النار حتى الآن إلى إطلاق سراح 20 رهينة إسرائيلياً ومئات المعتقلين الفلسطينيين، كما أتاح تدفق المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة.
لكن مع تجدد الاشتباكات الأحد الماضي، والذي أسفر عن مقتل 45 فلسطينياً، وجنديين إسرائيليين، والتأخير في إنهاء «حماس» تسليم رفات 28 رهينة متوفين، أثار المخاوف من انهيار الهدنة.
وقال فانس، خلال مؤتمر صحفي في القدس «أعتقد أن اتفاق غزة يشكل جزءاً حاسماً في تفعيل اتفاقيات أبراهام، وما قد يتيحه الاتفاق أيضاً هو إنشاء هيكل تحالفات في الشرق الأوسط يكون مستداماً وطويل الأمد». بدوره، قال نتنياهو عقب اللقاء «إن هناك اتفاقاً مع الولايات المتحدة بشأن أهدافنا في غزة، وسنقرر معاً كيفية تطبيق المراحل التالية من خطة ترامب». 
في السياق، ذكرت الرئاسة المصرية، أمس، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال لقاء في بلجيكا مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، تطلع بلاده لتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي لتنفيذ اتفاق غزة لإنهاء الحرب. وأكد الرئيس المصري أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم، وضرورة البدء في عملية إعمار القطاع.
من جانبها، أكدت المسؤولة الأوروبية أن خطة الرئيس الأميركي بشأن غزة تمثل «خطوة إيجابية»، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى المشاركة الفاعلة في تنفيذها، مشددة على أهمية الحفاظ على السلطة الفلسطينية، وعلى استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم جهود إعادة إعمار غزة، بما في ذلك المؤتمر المرتقب بمصر في نوفمبر المقبل.

مستقبل غزة
أفادت تقارير إعلامية عن مصدر فلسطيني أن اللقاء بين مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد والقيادة الإسرائيلية بشأن غزة شهد خلافات في وجهات النظر، لافتة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفض مشاركة تركية في القوات العربية الدولية المقترح عملها في غزة في الفترة الانتقالية للإشراف على الأمن والاستقرار في القطاع.
وأضافت أن نتنياهو رفض أيضاً بشكل قاطع دخول عناصر أمن تابعة للسلطة الفلسطينية أو إدارة من المهنيين تتبع لها إلى غزة، موضحة أن «الوفد الأمني المصري طالب بإدخال عناصر أمن فلسطينيين تم تدريبهم في مصر والأردن إلى غزة إلا أن نتنياهو رفض هذه الفكرة تماماً».
وتابعت: «نتنياهو يشترط تنفيذ بنود المرحلة الثانية أولاً، وهي نزع سلاح (حماس) وتخليها عن حكم غزة قبل الحديث عن أي إدارة أو قوات أمنية محلية تعمل في غزة»، مشيرة إلى أن الوفد الأمني المصري غادر إسرائيل من دون الوصول إلى حلول بشأن مشاركة السلطة الفلسطينية في مستقبل غزة.

أخبار متعلقة :