أزمة أفغانستان وباكستان مهمة ترمب الجديدة لإنهاء الحرب

يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى ترسيخ صورته كقائدٍ ينهي النزاعات المعقدة حول العالم، إذ أعلن عزمه على حل الأزمة بين أفغانستان وباكستان «بسرعة كبيرة»، بالتزامن مع انعقاد الجولة الثانية من محادثات السلام بين الجارتين في إسطنبول. ويأتي هذا التحرك ضمن مساعٍ دبلوماسية جديدة لتثبيت وقف إطلاق النار الهش، في منطقة يتهددها تجدد العنف وصعود الجماعات المسلحة من جديد.

جهود دبلوماسية

وقال الرئيس ترمب، على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المنعقدة في ماليزيا، إن «باكستان وأفغانستان بدأتا في استئناف العلاقات بينهما»، مضيفًا أنه يعتزم «حل هذه المشكلة بسرعة كبيرة».

وجاءت تصريحاته أثناء حضوره حفل توقيع اتفاقية سلام بين تايلاند وكمبوديا، حيث أكد أن قادة باكستان «أشخاص عظماء»، في إشارة إلى انفتاحه على بناء علاقات أوثق مع إسلام آباد.

ويعكس هذا الموقف رغبة ترمب في تكريس دوره كوسيط سلام فاعل، على غرار ما فعله في ملفات أخرى، من الشرق الأوسط إلى شرق آسيا، مستثمرًا علاقاته الشخصية وموقعه السياسي في إعادة تموضع الولايات المتحدة كقوةٍ تصنع السلام بدلاً من إشعال الصراعات.

نزاع متجذر

وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية في ظل تصاعد التوتر بين كابول وإسلام آباد، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بالاعتداءات الحدودية منذ مطلع الشهر الجاري. فقد شهدت المناطق الحدودية بين البلدين اشتباكات هي الأعنف منذ سنوات، أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات، وأعادت إلى الأذهان مراحل التوتر التقليدية بين الجارتين.

وتقول كابول إن القوات الباكستانية قصفت أراضيها بشكل متكرر خلال الاشتباكات الأخيرة، بينما تؤكد باكستان أنها استهدفت «مسلحين ومخابئهم»، وتنفي مهاجمة المدنيين. وتتهم إسلام آباد بدورها الحكومة الأفغانية بغض الطرف عن المسلحين الذين يعبرون الحدود لشن هجمات، وهي اتهامات ترفضها سلطات طالبان في كابول.

وتثير هذه المواجهات مخاوف إقليمية متزايدة من عودة نشاط جماعات متطرفة مثل تنظيم القاعدة، الذي يحاول استغلال حالة الاضطراب لاستعادة موطئ قدم في المنطقة الحدودية الوعرة.

اتفاق دائم

وانطلقت الجولة الثانية من محادثات السلام بين أفغانستان وباكستان في مدينة إسطنبول السبت الماضي، بعد أن رعتها الدوحة في جولتها الأولى مطلع الشهر. وتركز المفاوضات الحالية على تحويل وقف إطلاق النار المؤقت إلى اتفاق دائم يضمن استقرار الحدود ووقف الانتهاكات المتبادلة.

وبحسب وكالة أنباء «آر تي إيه» التابعة لحركة طالبان، استمرت المناقشات لأكثر من 15 ساعة متواصلة، وقدمت خلالها أفغانستان مسودة تنص على عدم انتهاك باكستان للأراضي والمجال الجوي الأفغاني، وعدم السماح لأي جماعة معادية باستخدام أراضيها ضد كابول. كما اقترح الطرفان إنشاء «قناة رباعية لمراقبة وقف إطلاق النار» وتبادل المعلومات حول الانتهاكات، في خطوة تهدف إلى بناء الثقة والرقابة المشتركة.

وفي المقابل، قدم الوفد الباكستاني مسودة ثانية مساء السبت، إلا أنه لم يصدر تعليق رسمي من حكومتهم حتى الآن بشأن محتواها.

صورته العالمية

ويرى مراقبون أن تحركات ترمب الأخيرة تأتي ضمن جهوده لتقديم نفسه كرئيسٍ يضع نهاية للنزاعات بدلاً من خوضها، مستفيدًا من نجاحات دبلوماسية سابقة في ملفات إقليمية مشابهة.

فقد نالت باكستان إشادة من ترمب مطلع العام بعد دوره في نزع فتيل التوتر مع الهند، وهو ما ساهم في تحسين العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد بعد سنوات من التباعد.

ويُتوقع أن تدفع تصريحات ترمب القيادة الباكستانية إلى مزيد من الانخراط في المسار التفاوضي، خاصة مع سعيها لتوطيد روابطها السياسية والعسكرية مع الولايات المتحدة. كما يرى محللون أن هذا التحرك ينسجم مع رؤية ترامب القائمة على «إعادة تعريف الدور الأمريكي» في القضايا الأمنية الدولية، عبر تقليص الوجود العسكري المباشر مقابل توسيع النفوذ الدبلوماسي.

إنجاز جديد

وبينما تخوض أفغانستان وباكستان جولة جديدة من الحوار في إسطنبول، يواصل الرئيس دونالد ترمب دفع مساره السياسي ليُسجل كزعيم ينهي الحروب لا يشعلها. فبينما تتداخل النزاعات المحلية بالحسابات الإقليمية، تبدو إدارة ترمب عازمة على تحويل هذا الملف المعقد إلى إنجاز دبلوماسي جديد، يعيد إلى واشنطن دور الوسيط الفاعل في أكثر مناطق العالم اضطراباً.


كانت هذه تفاصيل خبر أزمة أفغانستان وباكستان مهمة ترمب الجديدة لإنهاء الحرب لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الوطن أون لاين وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :