محمد السادس: سنقوم بتحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي وتقديمها للأمم المتحدة

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس أن الرباط ستقوم بتحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي، وتقديمها رسمياً للأمم المتحدة، باعتبارها الأساس الوحيد للتفاوض، مؤكداً أن الحل الذي يسعى إليه المغرب هو حل “لا غالب فيه ولا مغلوب”، يحفظ كرامة جميع الأطراف ويضمن الاستقرار والتنمية الإقليمية.

وأعلن الملك محمد السادس، في خطاب وجهه مساء الجمعة إلى الشعب المغربي، عن دخول قضية الصحراء المغربية مرحلة جديدة وحاسمة، بعد خمسين عاماً من التضحيات الوطنية المتواصلة من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة.

وقال الملك محمد السادس إن المغرب يعيش “فتحاً جديداً” في مسار ترسيخ مغربية الصحراء، وذلك إثر صدور القرار الأخير لمجلس الأمن الجمعة، الذي وصفه بـ“التحول التاريخي”، مشدداً على أن هذا القرار وضع الأسس الواضحة والمبادئ المحددة لإيجاد حل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء، في إطار احترام سيادة المغرب وحقوقه المشروعة.

وجاء التحول الذي عرفته قضية الصحراء في سياق وطني واحتفالي خاص، تزامناً مع تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء(1975)، والذكرى السبعين لاستقلال المغرب، وهو ما أكسبه طابعاً رمزياً وتاريخياً بارزاً.

وأبرز العاهل المغربي أن ثلثي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باتت تعتبر مبادرة الحكم الذاتي الإطار الوحيد لحل النزاع، مع تزايد الاعتراف الدولي بالسيادة الاقتصادية للمملكة على أقاليمها الجنوبية، لاسيما من قبل قوى دولية كبرى، من بينها الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، إسبانيا، والاتحاد الأوروبي.

وتقدم الملك محمد السادس بعبارات الشكر والتقدير لجميع الدول، التي ساهمت في هذا التغيير، بمواقفها البناءة، ومساعيها الدؤوبة، في سبيل نصرة الحق والشرعية.

وخص بالذكر الولايات المتحدة "بقيادة صديقنا فخامة الرئيس دونالد ترامب، الذي مكنت جهوده من فتح الطريق للوصول إلى حل نهائي لهذا النزاع".

كما شكر أصدقاءه في بريطانيا وإسبانيا، وخاصة فرنسا، على جهودهم من أجل نجاح هذا المسار السلمي.

وتوجه العاهل المغربي أيضا بجزيل الشكر لكل الدول العربية والإفريقية الشقيقة، التي ما فتئت تعبر عن دعمها، الدائم واللا مشروط، لمغربية الصحراء، وكذا مختلف الدول عبر العالم، التي تدعم مبادرة الحكم الذاتي.

رسالة وحدة نحو الصحراويين في تندوف
ورغم التطورات الإيجابية، التي تعرفها قضية وحدة تراب المغرب، قال الملك محمد السادس يبقى المغرب حريصا على إيجاد حل لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف، مشيرا إلى ان المغرب لا يعتبر هذه التحولات انتصارا، ولا يستغلها لتأجيج الصراع والخلافات.

وفي هذا السياق، وجه ملك المغرب نداء صادقا، لإخوانه في مخيمات تندوف، لاغتنام هذه الفرصة التاريخية، لجمع الشمل مع أهلهم، وما يتيحه الحكم الذاتي، للمساهمة في تدبير شؤونهم المحلية، وفي تنمية وطنهم، وبناء مستقبلهم، في إطار المغرب الموحد.

وقال انه بصفته ملك البلاد، الضامن لحقوق وحريات المواطنين، يؤكد أن جميع المغاربة سواسية، لا فرق بين العائدين من مخيمات تندوف (جنوب غربي الجزائر)، وبين إخوانهم داخل أرض الوطن.

دعوة صريحة لفتح صفحة جديدة مع الجزائر
وفي خطوة دبلوماسية محورية، وجه ملك المغرب نداءً صادقاً إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، من أجل فتح حوار أخوي يتجاوز الخلافات ويؤسس لعلاقات ثقة وتعاون وحسن الجوار، مجدداً التزام المغرب بالعمل من جديد على إحياء الاتحاد المغاربي على أسس التعاون والتكامل بين الدول الخمس.

إشادة بالتضحيات وبجهود الدبلوماسية الوطنية
وعبر الملك محمد السادس عن اعتزازه بالأدوار التي اضطلعت بها الدبلوماسية المغربية، الرسمية والحزبية والبرلمانية، إلى جانب مختلف المؤسسات الوطنية، في الدفاع عن القضية الوطنية على الساحة الدولية، منوهاً في الوقت ذاته بتشبث سكان الأقاليم الجنوبية بمقدسات الأمة ووحدة الوطن.

كما استحضر الملك محمد السادس بتأثر بالغ تضحيات القوات المسلحة الملكية وقوات الأمن وعائلاتهم، خلال خمسين سنة من الدفاع عن وحدة الوطن وأمنه واستقراره، مترحماً على أرواح شهداء الوطن ومبدع المسيرة الخضراء الملك الراحل الحسن الثاني.

أخبار متعلقة :