الأمم المتحدة: الوضع في السودان «مروِّع»

ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد شعبان (الخرطوم، أبوظبي)

قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن الصراع في السودان لا يزال مستمراً، واصفاً الوضع بأنه «مروِّع». 
وأكد في مؤتمر صحفي، أمس، انقطاع الوصول إلى المساعدات الإنسانية بشكل كامل في مدينة الفاشر، مضيفاً أن المدنيين يواصلون الفرار نحو البلدات المجاورة، بحثاً عن الأمان. 
وأوضح المتحدث الأممي، أنه بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة، نزح ما لا يقل عن 62 ألف شخص من مدينة الفاشر، داعياً إلى توفير ممر آمن للأشخاص الذين يحاولون الفرار، وحماية من بقوا، والوصول الإنساني الكامل وغير المقيد إلى دارفور والمناطق الأخرى المحتاجة في السودان.
من جانبها، أكدت تنسيقية النازحين في دارفور، أمس، أنه يتوجّب على المجتمع الدولي الضغط على طرفي الصراع لوقف إطلاق النار فوراً، محذِّرة من كارثة إنسانية متفاقمة في المنطقة. 
وأوضحت أن النازحين بحاجة ماسة للغذاء والمساعدات العاجلة، مؤكدة أن الأوضاع الإنسانية خرجت عن السيطرة في ظل غياب الحماية ونقص الإمدادات، كما طالبت بضرورة تأمين ممرات آمنة لإيصال الإغاثة إلى المدنيين.
وأدان خبراء في الشؤون الأفريقية استخدام الغذاء كسلاح في النزاع السوداني الدائر منذ أبريل 2023، وذلك عبر أساليب التجويع والتعطيش، مما يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. 
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن استمرار النزاع المسلح يهدد وحدة السودان، ويقوده إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، داعين إلى وقف فوري للأعمال العدائية وتكثيف الجهود الدولية لحماية المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء.
وقال نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير صلاح حليمة، إن الأوضاع في السودان تشهد تصاعداً خطيراً مع تزايد وتيرة العنف وجرائم الحرب ضد المدنيين، وهو ما يفاقم الأزمة الإنسانية بشكل خطير، لا سيما في مناطق النزوح التي تعاني نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والمأوى والخدمات الصحية والتعليمية.
وأضاف حليمة، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الجوع أصبح العامل المتحكم في حياة النازحين، مما جعل ملايين السودانيين في أمسّ الحاجة للغذاء والمساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن تواصل العمليات العسكرية هو السبب الرئيس في تفاقم المأساة الإنسانية.
ودعا إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والغذائية إلى المحتاجين، ووقف أعمال القتل والعنف التي تهدد وحدة السودان، مشدداً على أهمية الجهود التي تبذلها «الرباعية» الدولية خلال الفترة الراهنة لإيجاد حلول للأوضاع الأمنية والسياسية والإنسانية، خاصة في المناطق التي تشهد مواجهات عنيفة، معرباً عن أمله في تحقيق قدر معقول من النجاح لوقف النزاع وتمهيد الطريق لعملية سلام شاملة.
وذكر الدبلوماسي المصري أن المناطق الآمنة والمستقرة في السودان أيضاً بحاجة إلى دعم إنساني لتوفير الخدمات الأساسية، خصوصاً مع عودة مئات آلاف اللاجئين، موضحاً أن رفع المعاناة عن المدنيين يجب أن يكون محور اهتمام المجتمع الدولي، سواء في مناطق النزاع أو في مناطق التعافي المبكر. 
من جانبه، أوضح المحلل السياسي التشادي، الدكتور إسماعيل طاهر، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الحل الأبرز للأزمة السودانية يكمن في وقف الحرب فوراً لتمكين المزارعين من استئناف نشاطهم وضمان انتقال السلع بين أقاليم السودان، إلى جانب تأمين ممرات إنسانية آمنة لإيصال الغذاء والدواء إلى النازحين واللاجئين.
وأضاف أن استمرار الحرب يعني تفاقم أزمة المجاعة والموت البطيء للسودانيين، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمُّل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب السوداني الذي يواجه واحدة من أسوأ الكوارث في القرن الحادي والعشرين.

أخبار متعلقة :